يعد التدخين من أخطر العادات التي تهدد الصحة العامة للمواطنين سواء كان سلبيا أم إيجابيا، ومن أجل الحفاظ عليهم وعلى البيئة أيضًا جاء قانون الوقاية من أضرار التدخين، فهو من أهم القوانين التي تعمل على المساهمة في تحقيق التوجهات الاستراتيجية، وفق رؤية مصر 2030، للمساهمة في الحد من ظاهرة التدخين على الأقل في الأماكن العامة.
تعديل مواد قانون الوقاية من أضرار التدخين
يزيد التدخين في الأماكن العامة من تلوث البيئة والهواء، وفي مشروع القانون الجديد بتعديل مواد قانون الوقاية من أضرار التدخين لتغليظ عقوبة تداول السجائر، وبيعها للأطفال دون 18 عامًا، وكذلك ضم الأنواع الحديثة من وسائل التدخين لدائرة التجريم وذكرها صراحة في القانون، وألزم القانون ضرورة أن يوضح على كل علبة سجائر أو تبغ منتجة محليا أو مستوردة نسبة مادتي النيكوتين والقطران، وباقي المواد الأخرى المكونة لها، وتاريخ الإنتاج والصلاحية ويجوز بقرار من وزير الصحة إضافة بيانات أخرى إثباتها على علب السجائر أو التبغ المشار إليها.
كما تختص وزارة الصحة بالرقابة على مدى مطابقة السجائر، وكافة أنواع التبغ المحلية والمستوردة للمواصفات المبينة بهذا القانون وبلائحته التنفيذية، وذلك مع عدم الإخلال بأحكام القوانين السارية، كما حظر القانون التدخين في وسائل النقل العام ومختلف المنشآت الصحية والتعليمية والمصالح الحكومية والنوادي الرياضية والاجتماعية، ومراكز الشباب ودور العبادة.
العقوبات
يعاقب بالحبس وبغرامة لاتقل عن ألف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف أحكام الواردة في المواد الثالثة والخامسة والسابعة والثامنة من هذا القانون المنصوص عليهما وفى حالة العود تكون العقوبة الحبس والغرامة مع في الفقرة السابقة.
18 مليون مدخن في مصر
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن نحو 17.7٪ من إجمالي السُكان في مصر (15 سنة فأكثر) «مدخـنون»، وهو ما يمثل حوالي 18 مليون نسمة وفقًا لتقديرات السكان لعام 2020، وتبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 35.6٪، مقابل 0.3٪ بين الإناث، وبلغ متوسط الإنفاق السنوي على التدخين للأسرة المصرية التي بها فرد مدخن أو أكثر نحو 6293.5 جنيه.
وأوضح الجهاز، أن نسبة الأسر التي بها فرد مدخن على الأقل على مستوى الجمهورية يصل لنحو 41.3%، وهو ما يعني أن هناك نحو 24 مليون فرد غير مدخن، ولكنه عرضه للتدخين السلبي بسبب وجود فرد مدخن داخل الأسرة، مضيفًا أنه على الرغم من أن ظاهرة التدخين هي ظاهرة ذكورية بالأساس وانخفاض نسبة المدخنات الإناث إلا أن نسبة كبيرة منهن يصبحن عرضة للتدخين السلبي بسبب وجود فرد واحد على الأقل داخل الأسرة مدخن.
وأشار إلى أن أعلى نسبة مدخنين في الفئة العمرية (45-54 سنة) فتبلغ 23.2%، يليها الفئة العمرية (35-44 سنة) حوالي 22.5% ثم الفئة (25-34 سنة) حوالي 20.8%، وهي نسب مرتفعة ولها دلالة خطيرة وبخاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذه الفئات العمرية هي الفئات الشابة التي تعتبر قوام قوة العمل الرئيسية في المجتمع، موضحًا أن أعلى نسبة مدخنين بين الحالات التعليمية المختلفة كانت لمن يحمل شهادة محو الأمية بنسبة 30.1%، يليها من يقرأ ويكتب حيث تبلغ نسبة المدخنين بينهم 27.5%، وأقل نسبة مدخنين على الإطلاق توجد بين الحاصلين على شهادة جامعية فأعلى 12.7%.
عيادات الصحة للإقلاع عن التدخين
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم التنسيق مع 14 مستشفى تابع للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، لتشغيل خدمة الإقلاع عن التدخين، بمشاركة 18 عيادة متنقلة في مستشفيات (المعمورة – مصر الجديدة – شبين الكوم – مركز عباس حلمي- مركز علوان)، مشيرًا إلى أنه تم افتتاح أول قسم داخلي لمرضى الإدمان بمستشفى بني سويف، وقسم داخلي للمراهقين (بنين) في مستشفى المنيا، بالإضافة إلى افتتاح عيادات مستشفى ميت سراج لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، وافتتاح وحدة للأطفال بمستشفى سوهاج.
أضرار التدخين
ومن ناحيته، يقول الدكتور طه عبد المجيد، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، إن التدخين له أضرار عديدة على صحة المواطنين، فإن الدخان الناتج عن التدخين يدخل إلى الشعب الهوائية في الصدر، وتسبب 20 ألف هزة في الثانية لشعيرات الأنف، موضحًا أن الرئة تتحول بمثابة "الشوال" الذي يحمل هذا الهواء، حيث أن السجائر مع النيكوتين تحبط الخلايا المكونة للجهاز التنفسي وتسبب لها التهاب شديد، وتصيبها بالأمراض السرطانية، والتدخين يسبب أضرار في الغشاء المبطن للجهاز التنفسي، وهي الأزمة الربوية ويحدث التليف ويحبس الهواء داخل الرئة، التي تسمح بخروج ربع الهواء ويتبقي بداخل الرئة ثلاثة أرباع هذا الهواء السام.
ويؤكد "عبد المجيد"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المواد المسرطنة الموجوة في السجائر تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا مسرطنة داخل الجسم، ويعمل نزلات شعبية وربو شعبي والتهابات رئوية وتضخم في عضلة القلب وفشل تنفسي، مشيرًا إلى أن التدخين يساعد فيروس "كورونا" المستجد على أنه يصيب الإنسان، ويستهدف الجسم ويقضي عليه بمنتهى السهولة، ويسبب في تزايد حالات الوفاة.
كما يوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن التدخين يؤثر على الحوامل بشكل كبير ويلحق بهم أضرار كبيرة، من ضمنها عدم اكتمال نمو الطفل داخل الرحم أو ولادة الطفل ميت، فضلًا عن انخفاض وظائف الرئة للمواليد والرضع، وارتفاع معدلات عدوى الجهاز التنفسي والربو وضيق الشعب الهوائية وأمراض الرئة بشكل عام والقلب أيضًا، وذلك للمرأة الحامل أو المدخنين حوالها واستنشاق الدخان في غرفة يوجد بها شخص مدخن.