مصر دائما تسبق كل شيء في التاريخ فمنها بدأت الحضارة وتقدم المصري القديم في شتى المجالات ويثبت العلم كل يوم مدى تقدم المصريين القدماء وتوصلهم لكل الأمور منذ آلاف السنين، حتى أن أول حديقة حيوان فى التاريخ والتي تسبق الأهرامات وجدت في مصر، وذلك بحسب صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، فقد عثر علماء الآثار على شيء غير مسبوق في مدينة “هيراكونبوليس” وهي العاصمة الدينية والسياسية لصعيد مصر في نهاية عصر ما قبل التاريخ، وهي أول حديقة حيوان في العالم في مصر القديمة.
ففى منتصف ثمانينات القرن التاسع عشر بدأ العالم الغربى بإستكشاف الحضارة الفرعونية المتقدمة التى نشأت على ضفاف نهر النيل وجذبت أكبر العلماء الغربيين الذين اكتشفوا أجزاء من تمثال ضخم للفرعون المصرى رمسيس الثانى، وقام الفراعنة بتوحيد مصر العليا والسفلى وبدأوا فى حكم مصر منذ عام 3000 قبل الميلاد وبقيوا فى الحكم حتى عام 343 قبل الميلاد وتمكنوا من حفر أسمائهم فى كتب التاريخ كملوك خالدين عبروا هذه البقعة من الأرض كما أن حضارة مصر تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير.
ومنذ أول مستوطنة بشرية مرت بالفراعنة حيث كان يسود الحكم الملكى حيث عثرت عالمة الآثار الأمريكية "رينيه فريدمان" فى عام 2015م على بقايا غير مسبوقة لحيوانات من مناطق مختلفة من القارة الأفريقية فى منطقة صعيد مصر وتم الكشف عنها بعنوان “الأسرار وحوش الفراعنة”، وحسب الدراسات والأبحاث التى أجرتها فريدمان مع فريق بحثها تبين أن الحيوانات الموجودة تم وضعها فى صناديق أو أقفاص خاصة بها وتغذيتها من قبل الإنسان وهذا ما فسرته فريدمان على أن هنا أول حديقة حيوانات فى العالم يعود تاريخها لأكثر من 6000 عام أى حتى قبل إختراع الكتابة وقبل وجود الأهرامات.
وتمكن فريق البحث من وضع تواريخ محددة للأوقات التي عاشت بها هذه الحيوانات من خلال تحليل ما تناولوه كوجبة أخيرة الأمر الذي أظهر أن العديد من هذه الحيوانات دفنت كلها في نفس الوقت لأن التواريخ متطابقة تقريبًا، والغريب أن الحيوانات التي تم الإحتفاظ بها لم تموت لأسباب طبيعية ولكن يظهر أنه تم ذبحها ودفنها جميعًا مع صاحبها الذي مات ومن هذه الحيوانات الفهد، وقرود البابون، وظبي، وتمساح ونعامة، وتم دفن الحيوانات مع مالكها للتأكد من أن القوى الصوفية للحيوانات سترافق الحاكم إلى الحياة الآخرة.