الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"هتسيبيني هتموتي".. جريمة مقتل طالبة الزقازيق تهز المجتمع المصري.. وخبراء نفس: بعض الشباب يعاني من حب التملك والرغبة في الموت وقلة الوعي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واقعة مأسوية جديدة مفاجئة في الزقازيق أثارت حالة من الحزن والجدل على السوشيال ميديا، بعد مقتل  الطالبة "سلمى بهجت" في السنة النهائية بكلية الإعلام في إحدى الجامعات الخاصة على يد زميلها "إسلام محمد" المقيد بالفرقة الثالثة بنفس الكلية، مسددًا لها نحو 17 طعنة في وضح النهار بمدخل إحدى العمارات السكنية المقابلة لمحكمة جنايات الزقازيق.

قتلت الطالبة "سلمى بهجت" لأسباب عاطفية وفق ما أكده المتهم في أقواله أمام جهات التحقيق، حيث تربص المتهم "إسلام محمد" بها بمحل الجريمة بعدما عكف على مدار الأيام الماضية على ملاحقتها من خلال رسائل مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها كانت تغلق كل وسيلة تواصل يحاول المتهم من خلالها الوصول إليه، فلم يجد أمامه إلا زميلاتها وأصدقائها، فحاول التواصل مع إحداهن وأوهمها أنه يحاول التواصل مع المجني عليها منذ فترة ويريد فقط الاطمئنان عليها، فما كان من الصديقة إلا بحسن نية أن أخبرته احتمالية مقابلتها صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 9 أغسطس 2022 (نفس الواقعة).

توجهت الطالبة "سلمى" إلى العمارة محل الجريمة بغرض استكمال التدريب بإحدى الصحف الإقليمية القاطنة بها، وذلك بعد انقطاع قرابة العام بناءً على رغبتها للتفرغ لدراستها لإنهاء مسيرتها التعليمية بتفوق كما اعتادت عليه في سنواتها الثلاث المنقضية، وما إن أنهت امتحانات السنة النهائية، وحصلت على التخرج قررت استئناف التدريب والعمل، إلا أن المتهم لم يمهلها استكمال حلمها وطريقها وأنهى حياتها بنفس الطريقة الوحشية التي أنهى بها قاتل المحلة حياة طالبة المنصورة "نيرة أشرف".

وشيع الآلاف من أهالي مدينة "أبو حماد" مسقط رأس المجني عليها "سلمى بهجت"، خلال الساعات الأولى من مساء أمس الثلاثاء الموافق 9 أغسطس 2022، جثمان الطالبة إلى مثواها الأخير بعد انتهاء الصفة التشريحية وإعداد التقرير بها وتقديمه للنيابة العامة واستلام الجثمان وأداء الصلاة عليها بمسجد الشيخ أبو حماد، وتواصل النيابة التحقيقات مع المتهم.

 

أخطاء السوشيال ميديا

بدوره، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن رد فعل الناس على السوشيال ميديا بعد مقتل الطالبة نيرة أشرف وكون القاتل برئ وضحية وخلافه من الخرفات، وبعض الناس لا يمتلكون الوعي الكافي وثقافة قليلة يصدقون أن القاتل بطل قومي وأخذ حق نفسه وحق الأولاد، ولكن إذا كان الإعدام سريعًا فلن تنتشر هذه الخرفات وإعطاء مبررات للقاتل، والتي تظل في الخليفة الذهنية لبعض الناس، ويتحول المجتمع لغابة نتيجة قلة الوعي والثقافة.

ويواصل "فرويز"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن السوشيال ميديا وسيلة ليطرح كل شخص أي كلام وفكر دون وعي لما يقال ويستقبله البعض ويصدقه نتيجة قلة الوعي والثقافة أيضًا، مطالبًا بضرورة التربية السليمة من الأسرة وفهم فكر الشباب وتوضيح الصح والغلط وسقف وحدود السلوك، كما أن المواقع الإخبارية لابد أن تراعي الرأي العام والبعد عن البلبلة وتحقيق المصداقية في الأخبار، لأن نتيجة قلة وعي الشباب يصدقون كل ما يتم تداوله على السوشيال ميديا على غرار ما حدث في واقعة الطالبة "نيرة أشرف" وبراءة المتهم، وأنه كان الضحية وبرئ وغيرها من هذه الأمور الخاطئة التي تترسخ في أذهان البعض.

الرغبة في الفناء وحب التملك

كما يوضح الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أن الرغبة تدفع الشباب للسلوكيات الخاطئة، فهناك الرغبة للبقاء والرغبة العاطفية وأخرى الجنسية والرغبة في الفناء أو الموت وقد تكون بسبب الكآبة، ويتفنن البعض في أن تكون نهايته نهاية درامية عالمية أمام العالم أجمع، فهو يعرف أن الموت حقيقة، ولكنه يريد أن تكون علامة أو تريند، ويقابل الرغبة في الفناء هو حب التملك، وفي العلاقات العاطفية يكون حب التملك سائد في هذه العلاقات مثل امتلاك الأشياء المادية، فمن حق كل شخص الحب، ولكن من حق الطرف الآخر رفضها نتيجة للعديد من الأسباب، ومفاهيم الحب أصبحت خاطئة جدًا في الوقت الراهن.

ويستكمل "عبد الراضي"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن شدة التعلق والتملك نتيجة غياب الحديث الديني عن العاطفة وغياب التعاطف وغياب التعليم العاطفي والحرمان العاطفي الذي يعيشه الشباب في الوقت الحالي، فهناك فرق بين الممارسات الجنسية والأخرى العاطفية نتيجة غياب العاطفة في المنزل وإعطاء الحقوق داخل الأسرة للأولاد في إبداء الرأي والتعبير، وزيادة فكرة النرجيسية العالية نتيجة تربية الأم والأب على أن الطفل مدلل ولا يمكن رفضه والجميع يرغب في وجوده، موضحًا أن الإعلام والسينما ساعدت في حدوث هذه الجرائم وفكرة الرفض والتعلق المرضى والتملك.