قام رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، اليوم الأربعاء، بتعديل تشكيلته الوزارية والتشكيلة التنفيذية للحزب، سعيا لوقف تراجع الدعم العام وقطع أي صلات مشبوهة بجماعة دينية بسبب مقتل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي.
وذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية أن كيشيدا يأمل أن تمهد التغييرات، المعتمدة على عدد من الوجوه المألوفة، الطريق لإدارة مستقرة طويلة الأجل لمعالجة ما وصفه بأنه "أكبر تحديات حقبة ما بعد الحرب"، بدءًا من كورونا والتضخم إلى التدخل الروسي في أوكرانيا وتصاعد التوترات عبر مضيق تايوان.
واحتفظ رئيس الوزراء بذراعه اليمنى وكبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو ووزير الخارجية يوشيماسا هاياشي ووزير المالية شونيتشي سوزوكي.
وتولى وزير الدفاع السابق ياسوكازو حقيبة الدفاع مرة أخرى، حيث تسعى اليابان إلى تعزيز دفاعاتها من خلال زيادة الإنفاق.
وحل ياسوكازو، الذي كان وزيرا للدفاع بين عامي 2008 و2009، محل نوبو كيشي، الشقيق الأصغر لآبي الذي قُتل برصاصة خلال خطاب ألقاه في يوليو الماضي، بينما يبدو أن كيشيدا استبدل كيشي بسبب حالته الصحية السيئة، اعترف كيشي بأنه تلقى دعمًا من الجماعة الدينية في الانتخابات السابقة.
وتضم حكومة كيشيدا الجديدة مسئولة السياسة في الحزب الليبرالي الديمقراطي سناء تاكايشي، المعروفة بآرائها الأمنية المتشددة التي كان لها صدى لدى آبي، كوزيرة للأمن الاقتصادي.
كما تم تعيين رئيس العلاقات العامة للحزب تارو كونو، الذي كان وزيرًا للخارجية بين عامي 2017 و2019، وزيرًا للرقمنة.. وسيواصل تيتسو سايتو، العمل كوزير للأراضي.
وتعكس اختيارات كيشيدا، رغبته في الاحتفاظ بدعم الأعضاء المحافظين الذين ينتمون إلى أكبر فصيل الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي كان يقوده آبي سابقًا، وهو أمر ضروري لتعزيز دعمه كزعيم للحزب وبالتالي كرئيس للوزراء، وفقا لكيودو.
وعهد كيشيدا إلى كويشي هاجيودا بمنصب رئيس السياسة في الحزب الليبرالي الديمقراطي، ومنح منصب وزير الصناعة الذي كان قد شغله إلى ياسوتوشي نيشيمورا، وهو وزير الإنعاش الاقتصادي السابق الذي كان مسؤولًا عن استجابة الحكومة لكورونا.
وقال هاجيودا في مؤتمر صحفي: "التحدي الأكبر هو تعزيز دبلوماسيتنا وسياستنا الأمنية حيث أن البيئة الأمنية حول اليابان تزداد شدة".
وتسبب تراجع الدعم العام في قلق كيشيدا، حيث طالب الناخبون في استطلاعات الرأي الأخيرة لوسائل الإعلام بتوضيح العلاقة بين كنيسة التوحيد والحزب الديمقراطي الليبرالي بالإضافة إلى تفسير سبب ضرورة إقامة جنازة رسمية في 27 سبتمبر المقبل لآبي.
وأخبر قاتل آبي، تيتسويا ياماجامي، المحققين أن تبرعات والدته للمجموعة الدينية دمرت موارد عائلته المالية، هذا، إلى جانب ما تم الكشف عنه من روابط بين الجماعة وبعض السياسيين، أدى إلى تدقيق عام.
ولتخفيف القلق العام، قال كيشيدا إن جميع أعضاء مجلس الوزراء الجديد والتشكيلة التنفيذية للحزب الديمقراطي الليبرالي سيفحصون ويراجعون أي روابط بكنيسة التوحيد.
كان كيشيدا يتمتع بدعم شعبي قوي نسبيًا منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء في أكتوبر الماضي.. وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، كان كيشيدا يعطي الأولوية لاستجابة الحكومة لكورونا وخطوات مكافحة التضخم المتسارع الذي ألقى باللوم فيه إلى حد كبير على تدخل روسيا في أوكرانيا.