تجذب حديقة أنطونيادس كافة الرواد في محافظة الإسكندرية، لما تحويه من فنون مختلفة على مرحقب زمنية متتالية، وتعتبر حدائق وقصر أنطونيادس هي الأقدم في الإسكندرية، حيث يرجع بعض المؤرخين تاريخ إنشائها إلى الفترة البطلمية في مصر، وتقع ضمن ضاحية إيلوزيس أو جنات النعيم.
وكانت حدائق وقصر أنطونيادس ملكًا لأحد الأثرياء اليونانيين، وعُرفت وقتها باسمه «حدائق باستيريه»، حتى تملكها محمد علي باشا، وأمر الخديوي إسماعيل، الفنان الفرنسي بول ريشار، عام ١٨٦٠ بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس.
وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى البارون اليوناني «جون أنطونيادس»، والذي تملكها لاحقًا، ونفّذ نجله «أنطوني» وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية عام ١٩١٨- ٥٠ فدان تقريبًا، هي إجمالي مساحة الحدائق المصممة على طرز ونظم مختلفة، تجمع بين العربية والإسلامية واليونانية والفرنسية وغيرها وتحوي عددًا كبيرًا من الأشجار والنباتات النادرة.
ويزين أرجاء حدائق أنطونيادس، مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة لشخصيات أسطورية وتاريخية، منها تماثيل فينوس آلهة الجمال وكريستوفر كولومبس وماجلان، بالإضافة إلى تماثيل تمثل الفصول الأربعة وأسود مصنوعة من المرمر.
وفي وسط الحدائق التاريخية، يقف قصر أنطونيادس في شموخ، حيث كان شاهدًا على أهم الأحداث التاريخية لمصر في الوقت الحديث حيث أبرمت فيه معاهدة الجلاء عن مصر عام ١٩٣٦ بين الحكومتين المصرية والبريطانية، وجرى غرس شجرة بمدخل القصر تخليدًا لهذه المناسبة.
وشهد القصر الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام ١٩٤٤، واختيار مصر مقرًّا لها كما عُقد أول اجتماع للجنة غوث اللاجئين، وأول لجنة أوليمبية في مصر استضاف القصر ملوكًا أثناء إقامتهم في الإسكندرية، منهم ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألبانيا، بالإضافة إلى إقامة الأميرة فوزية وزوجها الإمبراطور محمد رضا بهلوي «شاه إيران» السابق بالقصر في الشهور الأولى من الزواج.