يعتبر مرض الضحك المميت من الامراض الغريبة الغير منتشرة والتي لا نسمع عنها كثيرًا ويعتقد البعض أنه مجرد وصف لمرض غير حقيقي ولكن المرض موجود بالفعل ويعرف أيضًا باسم “كورو” وهو مرض يصيب الجهاز العصبي وهو نادر جداً ينتج عن بروتين معدي (بريون) موجود في أنسجة دماغ الإنسان الملوثة، وتم العثور على مرض كورو بين الناس من غينيا الجديدة الذين مارسوا شكلاً من أشكال أكل لحوم البشر حيث كانوا يأكلون أدمغة الموتى كجزء من طقوس الجنازة حيث توقفت هذه الممارسة في عام 1960 ولكن تم الإبلاغ عن حالات مرض كورو لسنوات عديدة بعد ذلك لأن المرض لديه فترة حضانة طويلة وفترة الحضانة هي الوقت الذي تستغرقه الأعراض لتظهر بعد التعرض للعامل المسبب للمرض.
يسبب مرض كورو تغيرات في الدماغ والجهاز العصبي مشابهة لمرض كروتزفيلد جاكوب وتظهر أمراض مماثلة في الأبقار مثل الاعتلال الدماغي الإسفنجي البقري (BSE) ويسمى أيضاً مرض جنون البقر ويعتبر عامل الخطر الرئيسي للكورو هو تناول أنسجة المخ البشري والتي يمكن أن تحتوي على الجزيئات المعدية.
-أعراض مرض الضحك المميت:
صعوبة المشي .
صعوبة في البلع.
كلام غير واضح.
المزاجية والتغيرات السلوكية.
مرض عقلي.
ارتعاش العضلات والهزات.
عدم القدرة على فهم الأشياء.
الضحك القهري أو البكاء بشكل عشوائي.
-مراحل المرض:
المرحلة الأولى:
يظهر الشخص المصاب بكورو بعض فقدان السيطرة الجسدية وقد يجدون صعوبة في التوازن والحفاظ على الموقف.
المرحلة الثانية أو مرحلة الجلوس:
يكون الشخص غير قادر على المشي حيث تبدأ رعشات الجسم والهزات والحركات اللاإرادية في الحدوث.
المرحلة الثالثة:
يكون الشخص عادة طريح الفراش وسلساً كما يفقدون القدرة على الكلام وقد يظهر عليهم أيضاً الخرف أو تغيرات في السلوك مما يجعلهم يبدون غير مهتمين بصحتهم ويحدث الجوع وسوء التغذية عادة في المرحلة الثالثة بسبب صعوبة الأكل والبلع ويمكن أن تؤدي هذه الأعراض الثانوية إلى الوفاة في غضون عام وينتهي الأمر بمعظم الناس بالموت من الالتهاب الرئوي.
-أسباب مرض الضحك المميت:
ينتمي مرض كورو إلى فئة من الأمراض تسمى اعتلالات الدماغ الإسفنجية المعدية (TSEs) وتسمى أيضاً أمراض البريون إنه يؤثر بشكل أساسي على المخيخ جزء الدماغ المسؤول عن التنسيق والتوازن وعلى عكس معظم أنواع العدوى أو العوامل المعدية لا ينتج الكورو عن بكتيريا أو فيروسات أو فطريات حيث تسبب البروينات المعدية غير الطبيعية المعروفة باسم البريونات الكورو والبريونات ليست كائنات حية ولا تتكاثر إنها بروينات غير حية ومشوهة تتكاثر في الدماغ وتشكل كتلاً مما يعيق عمليات الدماغ الطبيعية.
يعد مرض كروتزفيلد جاكوب ومرض غيرستمان-ستراوسلر-شينكر والأرق العائلي المميت من الأمراض التنكسية الأخرى التي تسببها البريونات هذه الأمراض الإسفنجية وكذلك الكورو تخلق ثقوباً تشبه الإسفنج في دماغك وتكون قاتلة ويمكنك الإصابة بالمرض عن طريق تناول دماغ مصاب أو ملامسة جروح مفتوحة أو تقرحات لشخص مصاب به.
وتطور كورو في المقام الأول في فور في غينيا الجديدة عندما أكلوا أدمغة الأقارب المتوفين خلال طقوس الجنازة حيث أصيب النساء والأطفال بشكل رئيسي لأنهم كانوا المشاركين الأساسيين في هذه الطقوس ولقد أحبطت حكومة غينيا الجديدة ممارسة أكل لحوم البشر ولا تزال الحالات تظهر بالنظر إلى فترة حضانة المرض الطويلة لكنها نادرة.
-تشخيص مرض الضحك المميت:
الاختبار العصبي
تاريخ طبى.
اختبارات الدم مثل الغدة الدرقية ومستوى حمض الفوليك واختبارات وظائف الكبد والكلى.
اختبارات التشخيص الكهربائي
تستخدم الاختبارات مثل مخطط كهربية الدماغ (EEG) لفحص النشاط الكهربائي في دماغك وقد يتم إجراء فحوصات الدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي ولكنها قد لا تكون مفيدة في إجراء تشخيص نهائي.
-علاج مرض كورو:
لا يوجد علاج ناجح معروف لمرض الضحك المميت فالبريونات التي تسبب مرض الكورو لا يمكن تدميرها بسهولة حيث تظل الأدمغة الملوثة بالبريونات معدية حتى عند حفظها في الفورمالديهايد لسنوات.
يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مرض الكورو إلى المساعدة في الوقوف والتحرك وفي النهاية يفقدون القدرة على البلع والأكل بسبب الأعراض نظراً لعدم وجود علاج له فقد يدخل الأشخاص المصابون به في غيبوبة في غضون ستة إلى 12 شهراً بعد ظهور الأعراض الأولية فالمرض قاتل ومن الأفضل الوقاية منه بتجنب التعرض له.