لم يعرف الكثير من الناس أن القنوات المائية التي تربط البحار في دول العالم لا تعود فكرتها للعصور الحديثة فالقدماء المصريين أصحاب فكرة أول قناة مائية في التاريخ تصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط وهي “قناة زيسوستريس” أو “قناة سنوسرت الثالث”، حيث أن الملك سنوسرت الثالث من أعظم ملوك الأسرة الثانية عشر من الدولة الوسطي، وحفرت القناة في عام 1850 ق.م، وهي اول ربط مائي بين بحرين في التاريخ.
أدت هذه القناة إلي اتصال مصر بالشرق والغرب، وساعدت في ازدهار التجارة والزراعة في مصر، وتم اعادة حفر وتوسيع القناة في اثناء الحكم الفارسي والبطلمي، وفي عهد الخليفة "عمر بن الخطاب" على يد الوالي "عمرو بن العاص" عام 640 م أراد توطيد المواصلات مع شبه الجزيرة العربية، فأعاد حفر القناة من الفسطاط إلى القلزم (السويس)، وأطلق عليها قناة أمير المؤمنين، وكان المشروع في واقع الأمر ترميماً وإصلاحاً للقناة القديمة، وكان ذلك في عام 642 م.
واستمرت هذه القناة تؤدي رسالتها ما بين 100 إلى 150 عاماً إلى أن أمر الخليفة "أبو جعفر المنصور" بردم القناة تماماً، وسدها من ناحية السويس، منعاً لأي إمدادات من مصر إلى أهالي مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العباسي، ومن ثم أغلق الطريق البحري إلى الهند وبلاد الشرق، وبالتالي فأن فكرة وصل البحر الاحمر بالبحر المتوسط فكرة قديمه كان قدماء المصريين هم أول من فكر فيها ونفذوها بعلمهم واياديهم.