شمس وبسملة، شقيقتان حباهما الله بالموهبة منذ نعومة أظافرهما، الأولى في مجال الرسم، والثانية في فن الكروشيه، تضمهما غرفة واحدة في منزلهما الكائن بقرية كوم الأطرون في محافظة القليوبية، وتزخر غرفتهما بأدواتهما الفنية المختلفة الأشكال والألوان على منضدة واحدة، وحرص والديهما على تنمية موهبتهما وتوفير كل ما يحتاجانه من أدوات.
الطالبة «شمس شلش- 13 عامًا»، اكتشف والداها موهبة الرسم لديها فى عمر التاسعة، فاهتما بالأمر، لأن الموهبة وحدها غير كافية لصنع الفنان، بل يأتي النجاح نتيجة جهد متواصل وسعي مستمر، فبدأت «شمس» بالالتحاق بالدورات التدريبية وورش الرسم وتجربة رسم الأشياء والوجوه بأقلام الرصاص والفحم وألوان الباسيتل والخشب، وظل والداها يقدمان لها الدعم الكافي ويحرصان على تنمية موهبتها، وتوفير الوقت والبيئة الملائمة لها؛ لتنسج بأناملها الصغيرة رسومات لأشياء ووجوه تنبض بالحركة والحياة.
وقالت «شمس» إنها أكملت أول رسوماتها في الصف الرابع الابتدائي، عندما كانت تحضر ورشة رسم داخل مدرستها، مشيرة إلى أنها تفضل الرسومات ذات التفاصيل الكثيرة، حيث تستطيع أن توظف الظلال والمعاني المختلفة، وتميل إلى رسم الوجوه والبورتريهات بالفحم والرصاص لتضيف عمقًا أبعد لها.
وأشارت «شمس» إلى أنها تطمح للشهرة المصحوبة بالنجاح، وأن يعلم الجميع بموهبتها، مضيفة أنها تعشق رسومات الفنان الإيطالى «ليوناردو دافينشي»، وتراه مثلها الأعلى في الرسم، وتريد أن تشارك برسوماتها في معارض محلية ودولية، وأن تؤسس معرضًا خاصًا لها في المستقبل القريب.
وأضافت «شمس» أنها تفضل رسم الوجوه بالفحم والرصاص والألوان الداكنة، لتستطيع أن تُوظف الظلال العديدة وتفاصيل الوجه والشعر والعيون، وكذلك تفضل رسم المجسمات والأشياء بالألوان الغامقة، لأنه- على حد وصفها- تجذبها تلك الطريقة للتأمل في الصورة وتفاصيلها لوقت أكبر.
أما عن الدراسة، فقالت «شمس» إنها تستطيع التوفيق بين دراستها وبين شغفها بالرسم، ففي أشهر الدراسة يكون الاهتمام الأكبر بالدراسة مع حضور الورش المتخصصة والرسم في أوقات الراحة والفراغ، ولكنها تترك الرسم خلال فترة الامتحانات، وفي أشهر الإجازة لا تجذبها الحدائق أو المصايف بل تستثمر كل طاقتها وجهدها في تنمية موهبتها، مؤكدة أن أسرتها وأقاربها وأصدقاءها يشجعونها على الرسم ويتابعون بشغف كل ما هو جديد.
وتابعت أنها لا تريد أن تقتصر موهبتها على رسم الأشياء والأشخاص فقط، بل تريد أن تنسج رسومات من خيالها وتعبر عن المعاني بالرموز، وأن ترسم عددًا أكبر من رسومات الطبيعة الصامتة، مشيرة إلى أنها اشتركت في العديد من مسابقات الرسم داخل مدرستها وداخل مركز طوخ، وأنها تطمح للمشاركة في مسابقات على مستوى المحافظة والجمهورية وكذلك المعارض الدولية.
كما أضافت أنه لا يصبح الشخص فنانًا بالمعنى الحرفي إذا لم يقم فنه بخدمة المجتمع وجعله أكثر رقيًا، لذلك هي تريد إنجاز الكثير من الأعمال الفنية والتعبير عن الواقع بفرحه وآلامه، واصطياد المواهب منذ الصغر والعمل على تنميتها.
أما شقيقتها الصغرى «بسملة شلش- 9 سنوات»، تأترت بالفن وسحره، فبدأت تفتش داخل خيالها عن موهبتها وشغفها وما تستطيع أن تقدم الجمال من خلاله، فانجذبت عاطفتها الصغيرة إلى فيديوهات الكروشيه والصناعات اليدوية، فاتجهت إلى مشاهدة المزيد والالتحاق بالورش بمساعدة من أسرتها الداعمة للفن والجمال، حتى استطاعت أن تصنع بأناملها الذهبية فوانيس وزينة رمضان، والميداليات والمفارش التي تزين بها حجرتها ومنزلها، كما تقوم بصناعة الحقائب اليدوية ذات الألوان الزاهية، مشيرة إلى أنها تكون سعيدة للغاية عندما تهدي من تحب مشغولات من صنع يديها، وأضافت أنها تريد تنمية موهبتها والاستمرار في إبداع المزيد، حتى تصبح فنانة صغيرة يطلب منها الجميع المشغولات اليدوية.