طالب الاتحاد المصري للتأمين بدراسة استخدام تقنية التوريق في صناعة التأمين كنظام مساعد لإعادة التأمين، لكل الأخطار التي تتسم نتائج تحققها بالكارثية، والتي يمكن أن تؤثر على ملاءة شركات التأمين المالية.
وأوضح، في دراسة حديثة، أن تقنية توريق الأخطار التأمينية هي أحد الابتكارات المالية، وتعد استراتيجية أساسية للتحوط ضد الأخطار الحادة، وهو مخطط بديل ومكمل لإعادة التأمين، ويمكن تعريف توريق التأمين على أنه نقل مخاطر الاكتتاب إلى أسواق رأس المال من خلال إنشاء الأوراق المالية وإصدارها وهو أداة بديلة لإعادة التأمين يقوم من خلالها المؤمن بتخفيض الأخطار وتحويلها لأطراف أخرى، ويتم تصنيفه حسب نوع المخاطر حيث يوجد توريق لمخاطر الحياة وتوريق لمخاطر الممتلكات وكذلك توريق للمخاطر الكارثية.
كما يسمح استخدام التوريق في مجال التأمين بتمويل خسائر الكوارث عند وقوعها؛ لأن شركات التأمين غالبًا ما تكون غير قادرة على تعويض جميع الضحايا فى الآجال المحددة، نظرًا لكون أموالها وكذلك أموال معيدي التأمين قد تكون غير كافية لتعويض جميع المؤمن عليهم في نفس الوقت، ونتيجة لذلك، تلجأ شركات التأمين إلى الأسواق المالية، حيث المستثمرين الذين يرغبون في المضاربة وشراء الأوراق المالية، لتتمكن من تمويل جزء من الخسائر، والذي تم تحويله إلى أوراق مالية.
نشأة استخدام تقنية التوريق فى سوق التأمين
ويعتـبر استعمال تقنية التوريق في سوق التأمينات حديث النشأة نسبيًا، حيث جاء على إثر إعصار أندرو «cyclone Andrew» الذي ضرب سواحل فلوريدا الأمريكية عام ١٩٩٢، وخلف أضرارًا قدرت بـ٢٠ ملياردولار حيث دمر فلوريدا وساحل الخليج ودفع بعض شركات التأمين إلى التوقف عن العمل، وبعدها بـ١٨ شهرًا ضرب زلزال بقوة ٦.٧ ريختر شمال لوس أنجلوس وكان من آثاره تدمير ٤٠٠٠٠ منزل، ووفاة ٦٠ شخصًا وأضرار قُدرت بـ١٨ مليار دولار.
وأدى هذا الحجم الهائل من الأضرار إلى حدوث تغيرات كبيرة في سوق التأمين، خاصة فى مجال الكوارث الطبيعية. الأمر الذى أدى بشركات التأمين إلى تخصيص عشرات المليارات من الدولارات من أجل التأمين الشامل على هذا النوع من الأخطار.
وأنشئ علـى إثـر ذلك هيئة الزلازل بكاليفورنيا لمساعدة شركات التأمين في تحمل أضـرار الكوارث الطبيعية، وبناء على ذلك تم إصـدار أول سندات كوارث «Cat Bonds» تم تداولها فى الأسواق الماليـة، وزاد استعمال هذه التقنية من قبل شركات التأمين، وطبقت على معظم قطاعات التأمين، مثل تأمين السيارات، الصحة، التأمين على الحياة وغيرها من فروع التأمين بعد ما كانت مقتصرة فقط علـى تغطية الأخطار الطبيعية، كما أن الكوارث الطبيعية تؤدى إلى تراكم الخسائر بشكل قد يستنزف كافة برامج إعادة التأمين ويؤدي إلى صدمات رأس المال «Capital Shock».
توريق أخطار التأمين
تتم عملية توريق أخطار التأمين بواسطة أدوات مالية، تتمثل في سندات التأمين، وهذه الورقة المالية المرتبطة بالتأمين، هي أداة مالية لها قيمة إسمية تتعلق بتحقق أو عدم تحقق أخطار التأمين، ومعظم هذه الأوراق المالية تكون مهيكلة في شكل سندات بنسبة فائدة متغيرة وتتعلق بالكوارث الطبيعية، ويسمى هذا النوع الخاص بسندات الكوارث.
سندات الكوارث
وتعد سندات الكوارث بدائل لسوق رأس المال لإعادة تأمين الكوارث التقليدية، وتستخدم سندات الكوارث من قبل شركات التأمين لشراء الحماية التكميلية في حالات الكوارث عالية الخطورة وقليلة الحدوث، وهي سندات متصلة بالتأمين تقوم بتحويل مجموعة مخاطر محددة من المؤمّن للمستثمرين عن طريق حسابات مضمونة مخصصة لهذا الغرض.
وتتم هيكلة سندات التأمين عن طريق عرض عائدات تجذب رغبة المستثمرين في تحمل المخاطر. كما أنها تشتمل على نطاق واسع من المخاطر مثل الأعاصير والزلازل، ويعد المستثمرون الأساسيون في سندات الكوارث هم صناديق التمويل شركات التأمين وإعادة التأمين والبنوك وصناديق المعاشات «التقاعد»، ويصدر السند فى شكل كوبون مثل سندات وشهادات الحكومة ويتم استخدامه من عديد من معيدى التأمين الكبار وكذلك ذاع صيته لدرجة ان قامت بعض الحكومات باستخدامه.
علاء الزهيرى: يسمح بتخفيف الأعباء المالية ونقلها للأسواق العالمية
وقال علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين، إن توريق أخطار التأمين يعتبر أكبر ابتكار مالي قامت به الشركات في السنوات الأخيرة، حيث تعد وسيلة فعالة لإدارة المخاطر في صناعة التأمين، كما يسمح لشركات التأمين بالتحوط عن طريق نقل هذه المخاطر إلى الأسواق المالية، كما أنه يحسن ملاءة شركات التأمين من خلال إدارة رأس المال بكفاءة، والتي هي أكثر قدرة على التعامل مع متطلبات رأس المال الصارمة على نحو متزايد.
وأوضح أن توريق المخاطر يوفر للمستثمرين الأموال، إلى جانب مستويات التعويضات الجذابة، حيث يعطي ميزة تنويع الاستثمار، ونظرًا لأهمية هذه التقنية، كان الاتجاه أيضًا لتكييف مختلف المنتجات المشتقة في مجال التأمين، وتقديم العديد من الأوراق المالية الجديدة مثل المنتجات المشتقة التي تعتبر وسيلة فعالة لتغطية أخطار التأمين، كما تعد أحد الحلول المبتكرة والجديدة والفعالة لتنويع ونقل وتشتيت الأخطار التي يصعب تغطيتها باستخدام إعادة التأمين التقليدية، كما أنها تحقق مزايا السيولة والسرية والتكلفة المنخفضة مقارنة بأساليب إعادة التأمين التقليدية.
وطالب الاتحاد شركات التأمين بدراسة استخدام تقنية التوريق في صناعة التأمين كنظام مساعد لإعادة التأمين، لكل الأخطار التي تتسم نتائج تحققها بالكارثية، والتي يمكن أن تؤثر على ملاءتها المالية.