القمر الذي تراه في السماء ليس مجرد جرم عادي، وهو ضروري لبقاء الحياة على هذه الأرض، والمعجزة هي أن المسافة بين الأرض والقمر قد قدرت تقديراً دقيقاً للغاية بحيث أن أي تغيير في هذه المسافة يمكن أن يتسبب بكارثة، حيث يدور القمر حول الأرض في مدار بيضاوي بحيث تبلغ أبعد نقطة للقمر عن كوكبنا حوالي 405,696 كيلومتر، وعندما يقترب القمر من الأرض يكون على مسافة 363,104 كيلومتر.
ويفكر الإنسان في ما يمكن أن يحدث لو اقترب القمر من الأرض أكثر من اللازم، سيحدث تضخم لظاهرتي المد والجزر بشكل هائل مما يؤدي إلى حدوث فيضانات عارمة، وهذا بالتأكيد يعني اختفاء كثير من المدن تحت سطح الماء، كما أن الأرض نفسها سوف تتأثر بهذه الجاذبية القوية، من خلال تأثيرها على القشرة الخارجية للأرض، بحيث ترتفع وتنخفض مما يؤدي إلي حدوث زلازل وبراكين مروعة.
وسيؤدي اقتراب القمر من الأرض إلى زيادة سرعة دوران الأرض حول محورها وبالتالي ستحدث الأعاصير نتيجة دوران الغلاف الجوي بشكل أسرع ونتيجة حتمية لذلك سيكون اليوم علي كوكب الأرض أقصر مما عليه الآن، كذلك فإن يبدو حجم القمر سيبدو أكبر لنا كلما اقترب من الأرض، الأمر الذي سيؤدي الي حجب أشعة الشمس، وبذلك سيصبح كسوف الشمس أمرا معتاداً.
وإذا اقترب القمر أكثر مما يجب سوف يتفكك القمر ويتحطم بسبب جاذبية كوكب الأرض. وستبدو هذه الأجزاء المتفككة مثل حلقات كوكب زحل، ولن يطول الوقت قبل أن تسقط ملايين من هذه الأجزاء على كوكب الأرض مسببة كوارث كبيرة تعادل قوتها عشرات آلالاف من القنابل النووية.