توقعت صحيفة ذا هيل الأمريكية أن تلقي الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي مؤخرا إلى تايوان بظلالها على البلاد واقتصادها حيث ستعاني آلاف الشركات الصغيرة التي تتعامل مع الصين معاناة شديدة جراء تلك الزيارة.
وذكرت الصحيفة -في مقال للرأي أوردته على موقعها على شبكة الانترنت اليوم/الأحد/ أنه لطالما اعتبرت بكين تايوان دولة مارقة لا تزال تنتمي إلى الصين،غير أن هذه الزيارة لبيلوسي سيكون لها ثمن باهظ -ليس بالنسبة لرئيسة مجلس النواب أو للولايات المتحدة- ولكن لتايوان التي ربما تكون الخاسر الأكبر من تلك الزيارة.
وأضافت أنه لا شك في أن الصين ستضغط على الولايات المتحدة أيضا، وسط تكهنات بإجراءات قتالية قاسية ومفاجئة، فقد فرضت الصين بالفعل -هذا الأسبوع فقط عقوبات على بيلوسي وعائلتها- وعلقت أو ألغت التعاون المستقبلي في قضايا مثل المناخ والأمن البحري، فضلا عن الاتصالات بين القادة العسكريين.
وقالت الصحيفة إنه من غير المستبعد أن يتخطى الرئيس الصيني شي جين بينج "الخط الأحمر" للرئيس الأمريكي جو بايدن من خلال تزويد عمليات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا بطائرات بدون طيار التي تشتد الحاجة إليها، أو ربما يقطع إمدادات المعادن الأرضية النادرة والأدوية والإمدادات الطبية عن الولايات المتحدة، فقد صعدت بيلوسي بهذه الخطوة على الخط الأحمر للرئيس الصيني.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم ذلك وفي نهاية المطاف فإن أمريكا سوف تتغلب على العاصفة، وتعليقا على ذلك قال جيمس زيمرمان، وهو رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين "ليس هناك الكثير الذي يمكن لبكين أن تفعله للولايات المتحدة وأي عقوبات اقتصادية ستضر فقط بالاقتصاد الصيني المتقلص".
ووفقا للصحيفة فقد توقع العديد من الخبراء الصينيين حربا شاملة، وتساءلت لكن لماذا تطلق الصواريخ في حين أن بكين يمكن أن تدمر تايوان بنفس السهولة بالأسلحة الاقتصادية والتجارية؟
ورأى كينيث رابوزا، وهو أحد كبار المساهمين في مجلة فوربس والذي يتابع الصين منذ عام 2011، أن الحرب الاقتصادية منطقية أكثر "لأن استخدام التجارة كهجوم سيجعل من الصعوبة بمكان على الولايات المتحدة شن هجوم مضاد، ولم أسمع قط أن الولايات المتحدة تلاحق دولة أخرى لأنها فرضت تعريفة أو حظرا تجاريا".
وأوضحت ذا هيل أنه في غضون 24 ساعة من زيارة بيلوسي لتايوان، أوقفت وزارة التجارة الصينية تصدير الرمال الطبيعية، وهي مادة حيوية لإنتاج أشباه الموصلات والبناء كما أوقفت استيراد الحمضيات ومنتجات الأسماك، وهذا ليس سوى "غيض من فيض"، وكذلك يمكن للصين بسهولة معاقبة أو - الأسوأ - إيقاف آلاف الشركات التايوانية التي تدير المصانع في الصين وتنتج منتجات مثل قطع غيار السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية، والمواد الكيميائية الصناعية التي تعتبر حيوية ليس فقط لاقتصاد تايوان ولكن لسلاسل التوريد العالمية.
ونسبت الصحيفة إلى جاك جاو وهو عالم اقتصاد "ولن تظهر الأصداء في شرق وجنوب شرق آسيا فحسب وإنما أيضا في الاقتصادات بجميع أنحاء العالم".
وكانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي قد قامت في جرأة وتحد لتحذيرات وإدانات الصين الصارمة - وحتى معارضة البنتاجون - بزيارة سريعة استغرقت يومين إلى تايوان حيث تعهدت بحماية استقلال هذه الجزيرة وديمقراطيتها.