الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أمينة رزق.. راهبة في محراب أبو الفنون

الفنانة الراحلة أمينة
الفنانة الراحلة أمينة رزق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هي إحدى أيقونات الفن العربي، ورمز من رموزه الأصلية الخالدة، إنها الفنانة أمينة رزق القامة الشامخة والقيمة السامية التي ساهمت في إثراء حياتنا الفنية بتجسيدها العديد من الشخصيات الدرامية الخالدة سواء في المسرح، والسينما، والتلفزيون، والإذاعة، لتحتل مكانة خاصة في قلوب عشاق الفن على مدار عدة أجيال.

المسرح حياتها ووهبته عمرها
وقالت الفنانة في أحد اللقاءات معها: لقد أعطيت المسرح حياتي ووهبته عمري، وما زلت أحب أن أعطيه المزيد، إن هذه الخشبة الرهيبة التي اعتليتها آلاف المرات أخذت مني كل نفسي وكياني، وأصبحت الآن ومنذ وعيتها أعيش لها وبها ومنها وأمنيتي أن أموت فوقها، أعطاني المسرح كل عظمته وعلمني الكثير، لقد خلع على كل هيلمانه وروعته، فخلق مني إنسانة أعتز بها اسمها "أمينة رزق".
راهبة في محراب أبو الفنون
يُشير الناقد الدكتور عمرو دوارة في كتابه "أمينة رزق.. راهبة في محراب المسرح" الصادر عن المهرجان القومي للمسرح هذا العام، إلى الفنانة أمينة رزق ظهرت لأول مرة على خشبة المسرح وشاركت بالغناء إلى جوار خالتها الفنانة أمينة محمد عام 1922 بإحدى مسرحيات فرقة "يوسف عز الدين" ثم بفرقة "علي الكسار" حتى انتقلت لفرقة رمسيس عام 1924 وهي صغيرة، جسدت شخصية الصبي المريض الكسيح "أليكسي" في مسرحية "راسبوتين" أمام عميد المسرح العربي يوسف وهبي، وكانت هذه المسرحية نقطة الانطلاقة.
نجحت "رزق" من خلال أدائها المتميز بعروض فرقة "رمسيس" بعد أن أصبحت ممثلة الفرقة، تحقيق شهرة كبيرة، ففتحت لها السينما أبوابها وعُرفت "رزق" منذ ذلك الوقت بقدرتها الفائقة على الأداء الميلودرامي الذى تسيل على أثره دموع المتفرجين، حتى وصفها المخرج زكي طليمات في كتابه "فن الممثل العربي" بـ"صاحبة الأداء الباكي".
قدمت ما يقرب من 300 مسرحية بدءا من عام 1924، ووصل رصيدها السينمائي إلى 150 فيلما، وفي الدراما أكثر من 220 مسلسل وسهرة تلفزيونية، وبلغ رصيدها الإذاعي أكثر من 70 مسلسلا وسهرة إذاعية.
لذا يظل حب الجمهور وتقديره لها ولأعمالها حتى الآن هو أكبر وأهم الأوسمة التي منحت لهذه الفنانة التي تتمتع بالآصالة الحقيقية.

إنها حقا عائلة محترمة
ذكر الناقد جلال العشري، في إحدى مقالاته النقدية "تياترو في النقد المسرحي" عن دار المعارف 1984، أن الفنانة أمينة رزق أدت دور "علوية هانم" باقتدار واضح على المستوى الميلودرامي، وعمقها التعبيري واتساقها الشكلي مع طبيعة الدور، ولكنها عندما غادرت مياهها الإقليمية في الأداء الميلودرامي كانت أقل اقتدارا على المستوى الكوميدي، بل كانت أقرب لمحاولة افتعال الأداء الكوميدي الذي لم يساعدها عليه تعبيرات الوجه، ولا نبرات الصوت وأسلوب الحركة.