أهم ما يميز الفنان صبري عبدالمنعم إنسانيته وطيبة قلبه وحبه لزملائه، فهو ممثل عظيم، يعد أحد أعمدة الدراما المصرية في السنوات الماضية، إلى جانب المسرح، فهو قاسم مشترك في الأعمال الفنية التلفزيونية والسينمائية منذ ثمانينات القرن العشرين وحتى الآن هكذا أشار الفنان والناقد المسرحي أحمد الشريف إلى ذلك في كتابه "صبري عبدالمنعم.. أيوب الفن" الصادر ضمن إصدارات المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته الـ15، مضيفا أن أدواره تنوعت بين كل الشخصيات السوية والمركبة، فهو يهتم بتفاصيل كل دور مهما صغر حجمه.
وجه من زمن الفن الجميل
كانت بدايته في المسرح منذ الصغر، فعلى مستوى الاحتراف شارك في مسرحية "ميديا" عام 1967، بمسرح الجيب، أتبعها عروض: "ثورة الزنج، سرحان بشارة سرحان، القاهرة في ألف عام، شمشون ودليلة، النسر الأحمر، سقوط بارليف، حراس الحياة، يا عنتر، الجدران، عيون مصر، أطياف الخيال، يوليوس قيصر، بلقيس.. وغيرها.
أما السينما قدم ما يقرب من 141 فيلما منها: "شقة في وسط البلد، شفيقة ومتولي، الحريف، جبابرة الميناء، شادر السمك، في محطة مصر، شد أجزاء، جواب اعتقال، بيكيا، الفارس والأميرة.. وغيرها، وفي الدراما شارك فيما يقرب من 310 مسلسلا منها: "عشانك يا مصر، المشربية، أيوب البحر، محمد رسوال الله ج 1، القضاء في الإسلام ج1، رأفت الهجان، ليالي الحلمية، سر الأرض، الصير في الملاحات، ألف ليلة وليلة، جمهورية زفتي، زيزينيا، هوانم جاردن ستي، القطة العامية، بيت الشدة، بأثر رجعي.. وغيرها، إلى جانب تمثليات السهرة، وفوازير وبرامج تلفزيونية، الإذاعية.
مسيرة الصبر والألم
عانى منذ الصغر مع المرض فأجرى أول عملية كي العين بالأسلوب القديم عام 1967، حتى بدأ مسيرته المؤلمة مع المرض الخبيث في 2001، فقد أجرى له الدكتور حسن معبد عملية إزالة كل الأورام من أعلى ذراعه الأيسر، إلى جانب عملية أخرى لإزالة الرئة اليمنى عام 2002، وخضع بعدها للعلاج بالكيماوي لفترة طويلة، وتواصلت هذه الرحلة للمرة الثالثة عام 2020 وهي عدم مقدرته بالوقوف على قدميه لفترة طويلة نتيجة معاناة الحياة برئة واحدة.
في عيون هؤلاء
يُشير المخرج جمال عبدالحميد، إلى "عبدالمنعم" أنه عمل معه في أغلب الأعمال، وكان دائمًا يبحث له عن أي "كاراكتر" داخل العمل الذي يقراءه، ودائمًا يلتقون إما عند المؤلف أسامة أنور عكاشة أو أحد الكافيهات، بصحبة الفنانين الراحلين "شوقي شامخ، وعهدي صادق، ومحمود الجندي، وفاروق الفيشاوي"، حتى أصبح فنانًا مشهورًا.
ويؤكد المخرج سمير العصفوري، أنه نموذجًا للممثل الأقوى في أبناء جيله، فاستمر مجاهدًا طوال سنوات عمره الدخول في مثل هذه الأدوار الكبيرة إلى أن قفز للتلفزيون، فقد حصل على أدوار بطولة قوية منها: "أبو زيد الهلالي سلامة"، و"مسافر ليل" وغيرها من المسرحيات.