قال الشيخ محمد عيد كيلاني، وكيل وزارة الأوقاف: «لم يعد الوعظ والإرشاد مقصورًا على المنابر في المساجد والزوايا، فهناك منابر تنصب عبر وسائل التواصل الحديثة وهي ذات رواج كبير ولها متابعة واسعة من أغلب شرائح المجتمع وخاصة جيل الشباب وذلك لسهولة التواصل عبرها مع الآخرين، وأنه من خلال هذه المنابر الإلكترونية قد تكون داعية تذكر الناس وتنصحهم، وقد تكون مفتيا أو ناقلا للفتاوى الدينية، وقد تكون مستمعًا أو قارئًا لكل ما ينشر في هذه الوسائل، وبما أنه لا توجد رقابة شرعية على هذه المنابر فإنك قد ترى أمورًا عجيبة وبدعًا متنوعة وأحاديث لا تصح، وهنا يقع المحذور الشرعي حيث يقع الناقل لها في الإثم والوزر بدلًا من الخير والأجر، وفي بادئ الأمر نقول إن الاختلاف في الرؤي والأفكار بين الناس أمر طبيعي وفطرة فطر الله الناس عليها وإن كانت قد اتسعت وزادت فبسبب الهوس بالثورة الإلكترونية».
وتابع «كيلاني»، في تصريحات لـ«البوابة نيوز»: «من أهم أسباب الاختلاف الأعراق المتعددة والتوجهات المختلفة، والقيم الأخلاقية والتفاوت الواضح فى التمسك بها، عدم التسامح مع الغير، المعتقدات الدينية (الفهم والتطبيق الخاطئ للنصوص الدينية)، ونمط التفكير والآراء السياسية، إضافةً إلي المتغيرات العالمية والثورة التكنولوجية ووسائل الإعلام التي تشكل هوية الفرد والجيل بأكمله، وأنه لكل عصر إنجازاته ومخترعاته، وهذه الإنجازات والمخترعات لها مالها من الإيجابيات أو السلبيات ولكن كل جيل هو من يصنع الإيجابيات أو السلبيات بحسن استخدامه لمنجزات العصر أو إساءة الاستخدام، ملتمسًا العذر للجيل الحالي لاختلاف واقعهم عن الذي عرفناه وعاصرنا نحن المتقدمين في العمر عنهم وخاصة أمام ما نراه من الهوس المجتمعي الجديد الذي ضرب أخلاقنا وقيمنا المجتمعية في مقتل وأقصد سلبيات النت والشات وأشدها خطرًا على الأخلاق والقيم والأعراف والتقاليد ما يعرف باسم (تيك توك) فأنا أراه كارثة نسيء استخدامها».
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف، أن هناك الفيديوهات التي تمتاز بالخصوصية تعرض على الملأ والعامة وذلك لمجرد جمع مشاهدات تعرف باسم «لايكات» يترجمها التطبيق بعد ذلك إلى أموال تضاف إلى حساب من يبثها وينشرها، وكلما كان المحتوي تافهًا ومبتذلًا كانت نسبة المشاهدة أعلى وأكثر، وبالتالي يصبح الكسب والمال الحرام أكثر، ولا يبالي الناشر أو الناقل بهذا المال وهذا الكسب الذي أُضيف الي حسابه أهو حلال أم حرام، ليس مهمًا كيف حصل علي هذا المال المهم أن يصبح مشهورًا، وأن تجنى أموالًا بأي طريقة، وهذا مثال من أمثلة كثيرة لا يتسع المقال لذكرها على التأثير السلبى لهذه المنابر الإلكترونية على القيم المجتمعية والأخلاق والفضائل، إنها حقًا مشكلة المشكلات التي يتعرض لها المجتمع، ولكن لا توجد مشكلة دون حل.