كلما هدأت حرب الفتاوى الشاذة، من بعض الدعاة والإعلاميين، على القنوات والسوشيال ميديا، نجد من يخرج علينا عابثًا، راغبًا فى الشهرة والنجومية، بإشعال الأزمات وإثارة الفتن، وخلق حالة من الجدل والتناقض، بدافع فقهي حقيقي، أو بدافع إثارة البلبلة والمشكلات، دون مراعاة لأدنى التبعات التي قد تعود من وراء تلك الفتاوى، أو لقناعات يظن قائلوها أنها الصواب، والترجمة الحقيقية لأصول الدين الإسلامي.
وبعدما علق علي قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف، أمام جامعة المنصورة، قائلًا: «إلبسي قفة»، خرج علينا من جديد؛ الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية السابق بجامعة الأزهر الشريف، ليثير الجدل على مواقع الإنترنت والسوشيال ميديا، خلال الساعات الأخيرة، عقب تصريحاته عن السيد المسيح، والتي تسببت في غضب واسع، بين نشطاء التواصل الاجتماعي، واعترض خلالها على كلمة "السيد المسيح" بطريقة سُخرية.
وبرر "عطية" ذلك، بأنَّ القرآن الكريم لم يذكر إلاَّ "المسيح"، دون "السيد"، قائلًا: «والله أنا أتحدى إبراهيم عيسى، لو قال ربع اللي قاله في القرآن الكريم، كل كلمة في موعظة الجبل لسيدنا عيسى، بلا السيد المسيح، بلا السيد المريخ، كلهم سادة».
ورد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور نظير عياد، في تصريحات تليفزيونية قائلًا: "الشريعة الإسلامية تنظر إلى سيدنا عيسى عليه السلام بنظرة مكسوة بمزيد من الاحترام والتبجيل والتقدير، وهذه النظرة تأتي وفقا لما جاء في القرآن الكريم، ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وأضاف "عياد": والمسيح بن مريم، نبى عظيم، وأحد أولى العزم من الرسل، وهو اصطفاء من اصطفاء، فالرسل مصطفون من البشر، وأولو العزم خمسة من الرسل، من أهل الاصطفاء منهم، لأن الله خص كل واحد منهم بخصائص وصفات حميدة، ميزته عن سائر الرسل.
وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: وليس المسيح وحده من أهل الاصطفاء، لكن أسرة المسيح من الأسر التى اصطفاها الله، وصنعها على عينه، واختارها لحمل رسالته، مع مجموعة من الأسر، وذلك واضح فى قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ»، وآل عمران هم آل المسيح وأسرته، وعمران هو جد المسيح، عليهم جميعًا السلام.
ولم تقتصر الفتاوى الشاذة على رجال الدين فقط، بل امتدت أذرعها إلى الإعلاميين أيضًا، مما أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والعامة بعدما سعى الإعلامي إبراهيم عيسى للتشكيك في مصداقية إسلام خالد أبن الوليد، والطعن في إخلاصه وصحبته للرسول، والاستعانة بضيوف في برنامجه، كفروا خالد بن الوليد، والترويج للقول بأن خالد ابن الوليد تظاهر بالإسلام دهاءً ومكرًا.
وصرح «عيسى» مسبقا، بأن خالد بن الوليد، امتلك القدرة على القيادة العسكرية، لكن لم ينقل على لسانه حديثا نبويا واحدا، ولا قاعدة فقهية، ولا فتوى دينية، وذلك منذ اللحظة التي دخل فيها إلى الإسلام، حتى اللحظة التي مات فيها، كان عسكريا فارسا، وقائدا كبيرا لجيش، أو جنديا كبيرا في جيش، لم نعرفه عليما ولا فقيها ولا محدثا".