قبل أيام قليلة مضت، حصلت هيئة الدواء المصرية على مستوى التصنيف الثالث من منظمة الصحة العالمية، وهو ثاني أعلى مستوى في تصنيف المنظمة مما يقرب مصر من تصدير لقاحات "كوفيد-19" ؛ وبموجب هذا التصنيف يزيد من فرص تصدير مصر للقاحات للبلاد العربية والافريقية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن ذلك سيسمح للشركات المصرية بتصدير لقاحات "كوفيد-19" للخارج، الأمر الذى قوبل بالترحيب من خبراء صناعة الدواء واعتبروها خطوة عامة في ملف مصر في التصنيع الدوائي وأضافوا؛ علينا استثمار هذه الخطوة وزيادة الاستثمار والتوسع في التصنيع الدوائي والترويج للمنتج الدوائى واللقاحات المصرية في أسواق أفريقية وعربية جديدة.
وفى تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في أغسطس الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الجهاز القومي لتنظيم اللقاحات وصل إلى مستوى النضج 3 (ML-3) - وهو ثاني أعلى تصنيف في تصنيف منظمة الصحة العالمية للأنظمة التنظيمية الوطنية.
هنا يعلق الدكتور محمد عز العرب "استشاري الجهاز الهضمى": ما ذكرته منظمة الصحة العالمية لوصول مصر للمستوى الثالث لتصنيع اللقاحات ويعتبر ثانى أعلى تصنيف للهيئات الوطنية لصناعة اللقاحات وهى أـول دولة في الشرق الأوسط والتاسع عالمية لهذا المستوى ما يمكن تفسيره بقدرة مصر على الحصول على اعتماد من منظمة الصحة العالمية للاستخدام الطارىء للقاحات بسبب الجائحة فى لقاحات فايزر واسترزنكا وسبوتنك الروسي واللقاحات الصينية بنوعيه السينوفارم وسينوفاك.
ويضيف "عز العرب": من خلال اعتماد الـ WHO إلى EUA استخدام الطوارئ يمكن لنا تصدير اللقاحات إلى مختلف دول العالم ونتمنى الوصول إلى المستوى الرابع وهو المتقن أما الثالث يعني المستوى الجيد للتصنيع أما المستوى الثانى وهو موجود مؤشرات جيدة تستطيع أن تتقدم بشكل أفضل للتصنيع، واختيار مصر و5 دول أفريقية أخرى ضمنها تونس وجنوب افريقيا من قبل منظمة الصحة العالمية للقدرة على تصنيع اللقاحات بتقنية الـ RNA m- الخاصة بلقاحات فايزر ومودرنا وكلاهما يتطلب تكنولوجيا عالية.
وهذه النتائج الجيدة هى ثمار تعاون بين هيئات الدواء المصرية مع منظمة الصحة العالمية منذ 20 عامًا وقد تزايد خلال الفترة الماضية أثناء جائحة كورونا ما يعطي دفعة قوية للأدوية المصرية وعلى رأسها لقاح السينوفاك المصري الذى تم تصديره لدولة فلسطين والبلدان الأفريقية فى الأسواق العالمية، مع العلم أن مصر لها تاريخ طويل فى صناعة اللقاحات مثل هيئة المصل واللقاح فاكسيرا.
كما يوفر الوصول إلى ML-3 لمصنعي اللقاحات المصريين الأهلية للتقدم بطلب للحصول على التأهيل المسبق لمنظمة الصحة العالمية وقائمة منظمة الصحة العالمية للاستخدام الطارئ لمنتجاتهم المصنعة، والتي ستسمح في النهاية لمصر بتصدير لقاحات COVID-19 إلى دول أخرى، ويتم تصنيف منظمة الصحة العالمية بناءً على أداة المقارنة المعيارية العالمية لضمان جودة اللقاح وسلامته وفعاليته. يعني تحقيق مستوى النضج 1 وجود بعض عناصر النظام التنظيمي. يشير مستوى النضج 2 إلى نظام تنظيمي وطني متطور يؤدي جزئيًا وظائف تنظيمية أساسية.
وبدوره يقول محمود فؤاد، المدير التنفيذى للحق في الدواء، تصنيف منظمة الصحة العالمية خطوة هامة في صالح صناعة الدواء واللقاحات في مصر ورفع القدرة التنافسية للقاحات المصرية عالمية، ولكن يجب الاستثمار الأمثل لهذا التصنيف وعودة هيئة المصل واللقاح المصرية لسابق عهدها خاصة أن مصر كان رائدة في أمصال عقر الكلب.
ويضيف "فؤاد": يجب توفير استثمارات حقيقة في صناعة الدواء برعاية حكومية وزيادة انتاج اللقاحات بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي ثم التصدير إلى الدول الأفريقية وهنا نعمق الدور التاريخى لمصر القارة السمراء.
وفي الآونة الأخيرة، برزت مصر و5 دول أفريقية كأول متلق أفريقي لتكنولوجيا mRNA في إطار مبادرة مركز نقل التكنولوجيا العالمية mRNA. لقاح mRNA هو نوع من اللقاح يستخدم نسخة من جزيء يسمى messenger RNA (mRNA) لإنتاج استجابة مناعية. وتُستخدم هذه المنصة لتصنيع لقاحات ضد COVID-19 ويمكن تطبيقها لإنتاج أنواع أخرى من اللقاحات ؛ كما أنه يستخدم في العديد من تطبيقات العلاج المناعي للأمراض المعدية والسرطانات.
وتُعد مصر من بين المنتجين الرئيسيين في الإقليم للمنتجات الطبية والصيدلانية، بما في ذلك اللقاحات. تقدم منظمة الصحة العالمية الدعم المستمر للسلطات التنظيمية الوطنية في البلاد منذ عام 1998، مع دعم سريع منذ عام 2006. على مدار العامين الماضيين، قدمت منظمة الصحة العالمية الدعم الفني لهيئة الدواء المصرية من خلال عدة بعثات، بالإضافة إلى المتابعة الافتراضية المستمرة، كجزء من جهود المنظمة لتعزيز القدرة التنظيمية للمنتجات الطبية في جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية.