أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، عن تفاصيل أول مستشفى افتراضي مربوط بعيادات متنقلة، تعتزم إنشاؤه لخدمة التجمعات البدوية وتغطية جميع احتياجات خدمات الرعاية الصحية لأبناء محافظة جنوب سيناء، رابع محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، لافتة إلى أنه سيمتد هذا النموذج المتطور لخدمة منتفعي التأمين الصحي الشامل بالمناطق النائية والحدودية.
وأشارت هيئة الرعاية الصحية، إلى أن إنشاء المستشفى الافتراضي يأتي في إطار أن جنوب سيناء سادس محافظة من حيث المساحة على مستوى جمهورية مصر العربية، حيث تبلغ مساحتها حوالي 33,140 ألف كم²، إضافة إلى أنها بيئة صحراوية يصعب الإنتقال فيها بسهولة، وتتناثر فيها أماكن تقديم الخدمة الطبية عن بعضها بسبب الطبيعة الجغرافية للمحافظة، إلى جانب أنها تعاني عجز بالقوى البشرية، ونُدرة ببعض التخصصات الطبية.
وأوضحت الهيئة، أن المستشفى الافتراضي تضمن تغطية كافة احتياجات خدمات الرعاية الصحية لجميع أهالي جنوب سيناء، وخاصة بالأماكن النائية بها، حيث ترتكز على مجموعة من خدمات الرعاية الصحية المتكاملة الافتراضية، تشمل تشغيل القوافل الطبية والعيادات المتنقلة وربطها إلكترونيًا بالمستشفى الافتراضي، والتي تضم نخبة من الأطباء الاستشاريين في مختلف التخصصات الطبية وكوادر طبية مؤهلة على أعلى مستوى؛ لمناظرة الحالات وتوجيه الفرق الطبية بتلك العيادات بكيفية التعامل مع الحالات المرضية الصعبة، وكذلك فرق الانتشار السريع خاصة وقت حدوث الأزمات والطوارئ.
وأضافت الهيئة، أن المستشفى الافتراضي تشمل الخدمات التشخيصية الذكية (المعامل/الأشعة) عن طريق الاستعانة بأطباء استشاريين ذو خبرة عالية لتقييم نتائج المعمل والأشعة عن بُعد، وذلك بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات التشخيصية المعملية والأشعة للتشخيص السليم للحالات المرضية وعلاجها.
وتابعت الهيئة، أن المستشفى الافتراضي تشمل خدماتها التطبيب عن بُعد، من خلال ربط المنشآت الصحية التابعة للهيئة بجنوب سيناء من مراكز ووحدات طب أسرة ومستشفيات ببعضها البعض عن طريق شبكة إلكترونية، وكذلك ربطها بمستشفيات التأمين الصحي الشامل خارج المحافظة، إضافة إلى ربطها بالمستشفى الافتراضي والتي تتيح التواصل مع الأطباء الاستشاريين بالمستشفى أو خارجها وكذلك التواصل مع الخبراء الأجانب المتخصصين لأخذ استشاراتهم ومشاركتهم في علاج الحالات النادرة والمعقدة طبيًا.
واستكملت الهيئة، أن خدمات المستشفى الافتراضي تشمل الربط مع نظام الرعاية الطبية المنزلية للمرضى والحصول على الاستشارات الطبية الخاصة بعلاجهم من داخل منازلهم، حيث تتيح المستشفى الافتراضي تواصل أعضاء الفريق الطبي القائم بالزيارة المنزلية مع الأطباء الاستشاريين بالمستشفى الافتراضي لمشاركة مناظرة الحالة المرضية، وخاصة في حالات المتابعة الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة، حيث تساعد المستشفى في متابعة حالتهم الطبية عن طريق الاستشارات عن بُعد، إضافة إلى إتاحة عمل جلسات للصحة النفسية للمرضى وأخرى تثقيفية صحية وتوعوية عن طريق الأطباء الاستشاريين بالمستشفى الافتراضي.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، مساعد وزير الصحة والسكان، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أهمية إنشاء المستشفى الافتراضي بما تشمله من منظومة خدمات رعاية صحية متكاملة افتراضية، تسهم في الاستغلال الأمثل للموارد الصحية، وضمان الاستدامة المالية للخدمات، وتخفيض عبء الإنفاق على الخدمات الصحية، وتخفيض معدلات الفقر الناتج عن المرض، كأحد الأهداف الرئيسية لمشروع التأمين الصحي الشامل، والتنمية الصحية المستدامة لرؤية مصر 2030.
وتابع: أن المستشفى الافتراضي تساهم في الاستجابة الفورية لحالات الطوارئ والحرجة، وتوفير مقدمي خدمة ورعاية صحية ذات مهارة عالية، وتوفير التخصصات الطبية النادرة، وكذلك توفير خدمات طبية وعلاجية متميزة للسياح الوافدين إلى محافظة جنوب سيناء كونها مقصدًا للسائحين من جميع دول العالم في إطار تعزيز مشروع هيئة الرعاية الصحية للسياحة العلاجية (نرعاك في مصر).
ولفت السبكي، إلى أن المستشفى الافتراضي تعزز رؤية هيئة الرعاية الصحية نحو التحول الرقمي لجميع خطوات الخدمة الطبية ورحلة علاج المريض داخل المنشآت الصحية التابعة لها، بداية من التسجيل الطبي الالكتروني، ومرورًا بنظام الإحالة الإلكترونية للحصول على المستويات الأعلى من الخدمة، ووصولًا لنظام المتابعة والتقييم للخدمات الطبية المقدمة، بما يحقق استراتيجية الدولة في بناء مصر الرقمية والتحول الرقمي للخدمات، وخاصة بأهم مشاريع منظومة الرعاية الصحية، التأمين الصحي الشامل، مستقبل صحة مصر.