نظّم مجلس كنائس الشرق الأوسط ندوة عن بُعد بعنوان "الفلسطينيّون والتحرّر من منظور مسيحي"، شارك فيها خبراء ومتخصّصين وطلّاب من مختلف دول المنطقة. شكّلت هذه الندوة الحلقة الأولى ضمن سلسلة ندوات سينظّمها المجلس شهريًّا حول مواضيع وقضايا آنية متنوّعة. وذلك في إطار "مشروع الكرامة الإنسانيّة" كجزء من برامج الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ.
وأضاف مجلس كنائس الشرق الأوسط، في بيان له اليوم، بان الندوة استُهلّت بمقدّمة عامة مع د. لور أبي خليل الّتي أدارت المداخلات، ليقدّم بعدها الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس لمحة عن تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط ومراحل تطوّره، مضيئًا على أهدافه ودوره والبنية الهيكليّة الّتي يتألّف منها إضافةً إلى أبرز البرامج الّتي يقوم بها. كما أبدى د. عبس وجهة نظره حول القضيّة الفلسطينيّة واصفًا إنتهاكات دولة الإحتلال بثقافة النفاق الّتي تعاكس تعاليم وأقول السيّد المسيح المتجسّد.
في المداخلة الأولى، عرض مدير دائرة خدمة اللّاجئين الفلسطينيّين في مجلس كنائس الشرق الأوسط د. برنار سابلا لـ"وثيقة وقفة حق – كلمة إيمان ورجاء ومحبّة من قلب المعاناة الفلسطينيّة" الّتي تأتي كصرخة أمل في غياب كلّ أمل حيث تشدّد على ضرورة أن نرى صورة الله في كلّ إنسان، وتؤكّد أنّه على الرغم من الواقع المرير يبقى رجاؤنا منوط بالله وعدم القبول بخطيئة الإحتلال. كما تدعو الوثيقة إلى مقاومة سلميّة لا عنفيّة وإلى التجذّر والبقاء في الأرض.
في المحور الثاني كان بحث حول عنوان "المسيح في منظور الهويّة"، تحدّث فيه سفير دولة فلسطين في جمهوريّة أنغولا الباحث والأكاديمي والدبلوماسي د. جبرا الشوملي عن إسم المسيح في الهويّة والعلاقة بين الإسم والهويّة في المسيحيّة، شارحًا كمثل كيف تغيّر إسم المسيح من يسوع إلى يشوع في التراث اليهوديّ. كذلك أضاء د. الشوملي على هويّة المسيح ما بين الكتابات العربيّة والغربيّة.
ثمّ كانت المداخلة الثالثة حول "الحق الإنساني للشعب الفلسطيني" مع الأب د. متري جرداق الّذي انطلق من عرض لمفهوم الحقّ الإنسانيّ الّذي كرّسته الأنظمة والقوانين الدوليّة كحقّ شرعيّ وإلهيّ... ليتحدّث بعدها عن ثلاثة أركان أساسيّة سلبتها دولة الإحتلال من الفلسطينيّين من دون تردّد وعن سابق قصد وهي الحقّ الإقتصاديّ والحقّ الإجتماعيّ والحقّ السّياسيّ.
بعدها كان المحور الرابع بعنوان "الفلسطينيّون والتحرّر: موقف مسيحي" مع الأستاذ الجامعيّ د. خريستو المر، حيث عرض لمفاهيم خاطئة حول بعض الآيات من الكتاب المقدّس، وشدّد على أهميّة أن ينطلق العمل في الشأن العام من كلام يسوع المسيح، قائلًا أنّ العمل السياسيّ للمسيحيّين لا يجب أن يكون مسيحيًّا إنعزاليًّا. كما أكّد على ضرورة أن نرى في الفلسطينيّين وكلّ مظلوم صورة يسوع نفسه.
إنتهت الندوة الّتى تولّى التعقيب على المداخلات خلالها د. شوقي عطيه، بجلسة نقاش بين المشاركين، حيث شرح د. ميشال عبس أنّ الندوات الّتي ستُقام شهريًّا تشكّل مساحة تجمع المثقّفين في المجالات المعرفيّة وتعزّز شبكة العلاقات العامة.