قال يانغ رونغ هاو، مدير المركز الثقافي الصيني والمستشار الثقافي للسفارة الصينية في القاهرة، إن التعاون بين بلاده والدول العربية في السنوات الأخيرة هد تطورًا جيدًا في كافة المجالات مثل الدراما والموسيقى والأفلام والأوبرا والعزف السيمفوني وعلم الآثار وحماية التراث والسياحة، وأضاف في حواره لـ"البوابة نيوز": «تشارك الصين ومصر في المهرجانات الفنية الدولية المشتركة، ودائمًا ما تدعو الصين الفرق الفنية والفنانين المصريين لزيارة الصين للمشاركة في مختلف الأنشطة الثقافية الدولية التي تقام في الصين»، وإلى نص الحوار..
* هل لدى الصين أى خطط أو أفكار للترويج للفن والدراما الصينية فى المنطقة العربية؟
- في الواقع، لا تمتلك الصين خطة واضحة لترويج وتصدير الفن والدراما الصينية إلى المنطقة العربية، والصين تولي أهمية كبيرة للتبادلات والتعاون مع الدول العربية في مختلف المجالات الثقافية مثل الفن والدراما، والناتج الثقافي في اتجاه واحد خاطئ وغير فعال، تحتاج الحضارات إلى التعلم المتبادل للتقدم، والفن يحتاج أيضًا إلى التعلم المتبادل للتطور.
وشهد التعاون بين الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة تطورًا جيدًا في كافة المجالات مثل الدراما والموسيقى والأفلام والأوبرا والعزف السيمفوني وعلم الآثار وحماية التراث والسياحة، وبالحديث عن مصر بشكل خاص، تشارك الصين ومصر في المهرجانات الفنية الدولية المشتركة، ودائمًا ما تدعو الصين الفرق الفنية والفنانين المصريين لزيارة الصين للمشاركة في مختلف الأنشطة الثقافية الدولية التي تقام في الصين، بالإضافة إلى مشاركة الصين في مهرجان «طبول» المصري، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وغيرها من الأنشطة والمهرجانات.
في سبتمبر من هذا العام، وفي إطار منتدى التعاون الصيني العربي، ستتعاون وزارة الثقافة والسياحة الصينية مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعقد مهرجان الفن العربي الخامس في الصين، من خلال الجمع بين الأنشطة «الأونلاين».
ويتضمن المهرجان عروض مسرحية رائعة من الدول العربية، ومعرض الموارد السياحية للدول العربية، ومعرض أعمال الفنانين العرب المشهورين، ودورة تدريبية لفنيي المسرح الصيني العربي، ومنتدى الصناعة الثقافية الصينية العربية، وقاعدة بيانات مشروعات الصناعات الثقافة الصينية المصرية، وغيرها.
ما أود التأكيد عليه هو أن مهرجان الفن العربي الذي يقام في الصين هو المهرجان الفني الوحيد في العالم الذي يقام في دولة واحدة للترويج للثقافة والفنون والحضارة والموارد السياحية للدول العربية ككل، ما يظهر المشاعر الودية والأهمية التي توليها الحكومة الصينية للدول العربية، والذي من شأنه تعزيز فهم الشعب الصيني للشعوب والدول العربية.
بكل تأكيد يسعى المركز الثقافي الصيني بالقاهرة أيضًا إلى تقديم أحدث تطورات الثقافة والفنون الصينية لشعوب الدول العربية بما في ذلك مصر، والتعريف بالحضارة الصينية والموارد السياحية الغنية والمتنوعة في الصين، ودفع التواصل المباشر مع المؤسسات الثقافية والفنية الصينية والعربية، والمؤسسات الثقافية والفنانين وغيرهم، مما يسفر عن تعميق التعاون والتواصل. إن تدشين قاعدة بيانات مشروعات الصناعة الثقافية الصينية العربية المذكورة أعلاه هو نابع عن جهد مبذول في هذا الصدد.
* هل هناك آفاق للتعاون بين الصين ومصر أو أى دولة عربية لإنتاج أعمال فنية ودرامية مشتركة؟
- بالطبع هناك آفاق للتعاون بين الصين والدول العربية، بالإضافة إلى كونها واعدة ومليئة بالإمكانيات التي لا حصر لها، وهذا أمر مدهش للغاية، مع التطور المستمر والعميق للشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بينهم، وحققوا إنجازات رائعة في مكافحة الوباء جنبًا إلى جنب، ونتائج مثمرة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وازدهرت التبادلات الثقافية والتعاون الثقافي بشكل متزايد، لذلك فإن آفاق الإبداع الدرامي العربي الصيني المشترك أو أي تعاون آخر في المجال الثقافي واعد للغاية، وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ ذات مرة: «لقد أثبت التاريخ والتجربة العملية أنه مهما كانت التغيرات التي يشهدها العالم، ومهما كانت الصعوبات والعقبات التي نواجهها، فإنه لطالما كانت الصين والدول العربية شركاء لهما منافع متبادلة، وأخوة يمروا عبر السراء والضراء سويًا».
وتطور العلاقات الثقافية له قوانينه وخصائصه الخاصة، وهو لا يستطيع جذب أنظار الناس وليس له ذلك التأثير الواضح مثل تطور العلاقات السياسية والاقتصادية، لكن تأثيره سيتجاوز العلاقات السياسية والاقتصادية، وسيكون أكثر عمقًا واتساعًا، وأعتقد أن العلاقات الثقافية الصينية العربية الجيدة الحالية ستكون أساس التبادلات الودية بين الأجيال الصينية والعربية في الفترة المقبلة، ومن المؤكد أن أجيالنا القادمة ستستفيد من الجهود المبذولة اليوم.
وقامت الصين ومصر باستكشاف ودي وتعاوني في العديد من المجالات الثقافية والفنية المختلفة. على سبيل المثال، يوجد فنان صيني شاب يدرس حاليًا في مصر ويخطط لإقامة معرض خاص في مصر. منذ فترة ليست بالبعيدة التقيت مع مخرج الأفلام المصرية عادل أديب، وكان الموضوع الرئيسي الذي تناقشنا فيه، كيفية الترويج للإنتاج الصيني المصري المشترك لدراما بطابع طريق الحرير.
كما التقيت أيضًا بمخرجين تلفزيونيين آخرين مثل رفعت عبدالسميع وحسام صالح الرئيس التنفيذي للشركة المصرية المتحدة للإعلام لمناقشة كيفية الترويج لإنتاج برامج درامية مصرية صينية مشتركة، وتواصلنا مع بعضنا البعض بشأن التعاون لتقديم أعمال درامية تلفزيونية ممتازة.
في الوقت الحالي، بدأ صناع الدراما التليفزيونية الصينية التعاون مع الأصدقاء المصريين، كالتعاون في ترجمة الأفلام التلفزيونية والدبلجة وما إلى ذلك، وتبحث شركة تلفزيونية صينية عن شريك مصري لإنتاج فيلم وثائقي يعكس التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والمصرية، على أن يكون العنوان الأول «عندما التقى الفرعون المصري مع sanxingdui»، وبالفعل أرسلت إلى وزارة السياحة والآثار المصرية لطلب المساعدة. كما أحرزت الصين ومصر أيضًا تقدمًا جديدًا في علم الآثار المشترك.
وبسبب الاختلافات في الثقافة واللغة وأنظمة الإدارة الثقافية وسياسات الاستثمار الثقافي بين الصين ومصر، لا تزال هناك مشاكل وصعوبات بدرجة متفاوتة في التعاون المذكور أعلاه. قد يتم الانتهاء من بعضها قريبًا، والبعض الآخر لن يتم الانتهاء منه بسهولة، لكن هنا يكمن سحر العمل الذي يقع على عاتقي، وذلك هو سبب حبي الكبير بذلك العمل.
أعتقد أنه من خلال الجهد المبذول المشترك بيني وبين أصدقائي فريق العمل، وفي ظل الجهود المشتركة للمثقفين والفنيين الصينيين والمصريين، ستكون آفاق التعاون الثقافي الصيني المصري مشرقة للغاية، وستكون الصداقة بين الشعبين الصيني والمصري أكثر صلابة.