الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تليفزيون البوابة

شاهد| عم عبد الباسط.. 70 عامًا من العمل لم يرفع راية الاستسلام ويحلم بشقة

عم عبد الباسط
عم عبد الباسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يتخلَّ عن جلبابه الصعيدي، وعمامته البيضاء الفاقعة الحاضنة لرأسه، ولم يقع أسيرا لعلامات الشيب التي سيطرت على ملامح وجهه، وتلك التجاعيد الكثيرة التي تحكي الكثير من المعاناة التي عاشها الرجل السبعيني في رحلته القاسية بتلك الحياة المريرة، ولكن حتى الآن لا يكل ولا يمل من الجهد والعمل المتواصل من أجل تحقيق حياة كريمة لنفسه وتوفير متطلبات زوجته التي رافقت دربه منذ بداية الرحلة. 
عبد الباسط عبد السلام الرجل البالغ العمر 70 ربيعا، اتخذ من الرصيف مكانًا لعمله، وأنشاء "كشك" صغير استأجرة بـ6 آلاف جنيه من الحي طوال العالم، وبدأ رحلة عملة ه منذ 40 عامًا، يعمل الشاي والمشروبات الساخنة ويتجول في الشوارع باحثًا عن قوت يومه. 
ترك بلدته في صعيد مصر بمحافظة سوهاج منذ سنوات طويلة وانتقل إلى المنيا، وانتهى به المطاف إلى منطقة الإمام الشافعي في مصر القديمة، وفي ذلك محطات كثيرة مر بها الرجل السبعيني، بداية من تلك الحرب القاسية التي عاصرها سواء الاستنزاف أو حرب  73، إلا أن الرجل ما زال مدينا لتلك الفترة الزمنية لما كان فيها من رغد العيش وكثرة العمل بخلاف الآن على حد وصفه. 
يقول الرجل السبعيني إن يبدأ في تجهيز عمله من الساعة الثانية ليلا، وليس معه أحد يعاونه على تلك المهنة، ولكنه يعمل وحيدا ويسعى للعمل طوال الوقت: "بجهز الشغل من الساعة 2 واشتغل لحد العصر مفيش نوم، ورغم كدة في أيام مبعملش فيها 40 جنيها حتى، علشان كده بستغل أيام الأسواق وأعوض الأيام التانية".

1000 جنيه يدفعه الرجل المسن شهريا لإيجار شقة صغيرة يقطن فيها بمنطقة الإمام الشافعي، بخلاف المصاريف الكثيرة التي يتطلبها الأمر الذي أنهك الرجل السبعيني وجعله على وشك رفع راية الاستسلام: "أنا معتش قادر بدفع 1000 جنيه سكن وغير مصاريف البيت نفسي في شقة حتى لو أوضة وحمام ومطبخ، لأن معتش قادر أشتغل، هو ده اللي بحلم بيه ونفسي يتحقق شقة صغيرة أكمل فيها بقيت حياتي".

عبد الباسط الذي أفنى حياته في العمل، حيث كان يعمل شيف بأحد المطاعم، وحينما تقدم به العمر عمل على إنشاء مشروعه الصغير الذي يجني به قوت يومه منذ أربعين عامًا، ينصح العديد من الشباب بالعمل واستغلال تلك الفترة الشبابية وعدم الانسياق وراء المخدرات وغيرها من الأشياء التي تدمر الحياة تماما.