تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن ذكرياته ورؤاه خلال السنوات العشر التي قضاها على كرسي مارمرقس، وكذلك التحديات العصرية ورؤية الكنيسة لمواجهتها قال قداسته في حواره مع الإعلامى يوسف الحسينى على القناة الأولى في التليفزيون المصري، إن الزيارة التي قام بها ومعه فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للرئيس المعزول محمد مرسي منحته انطباع بأن أكبر مسئول في البلد وقتها منفصل تمامًا عن واقع الشارع المصري.
وأضاف البابا تواضروس، وأنه عقب صدور بيان يوم ٣ يوليو ولدى عودته إلى مقره بالدير، حرص قائد الطائرة الهيلوكوبتر التي استقلها قداسته على الطيران على ارتفاع منخفض ليُري قداسة البابا فرحة المصريين في الشوارع.
وعن كيفية التعامل مع الشباب المسيحي عقب ثورة يناير، أكد قداسة البابا أن الأمر احتاج إلى معونة النعمة الإلهية، وبالفعل أعطانا الله قوة في هذا الأمر.
وبخصوص توجيهات قداسة البابا للآباء الكهنة في الكنائس إزاء الاعتداء على الكنائس في أغسطس ٢٠١٣، قال: «كنت أجلس فى دير مارمينا أتلقى تليفونات حول حرق الكنائس، ولم أكن أعرف ماذا أفعل ولا يوجد فى التاريخ حتى القريب مرجعية كيف أتصرف فى هذا الموقف فكنت فى حالة نفسية والبلاغات تأتى أمامى».
وتابع البابا تواضروس الثاني: «أفهم أن من قام بحرق الكنائس ليس المسلمين الذين تربينا وسطهم، حيث أصبح لدينا شعب مصرى مسلم ومسيحى وهناك طرف ثالث يعمل من أجل القضاء على تلك العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين».
وأكمل بابا الإسكندرية: «قلت حينها لو حرقوا الكنائس سنصلى بجانب إخوتنا فى المساجد ولو حرقوا المساجد سنصلى مع المسلمين فى الشوارع»، موضحًا أن مسلمين هم من تصدوا للاعتداء على الكنائس في بعض المواقع، قائلًا: «وكانت تعليماتى أن الوطن أغلى شيء لابد أن نحافظ عليه ونحافظ على اخواتنا من كل ناحية، فعلاقتنا بين المسلمين والمسيحيين أسمى من أن هناك شيئا يتهد فعلاقتنا أخوية فوق كل شيء».
أما عن تحسن أوضاع المسيحيين خلال الثماني سنوات الأخيرة، قال قداسة البابا إن ما حدث من تغيير للأفضل لمصر والمصريين ككل هو الأهم، مشيدًا بالإنجازات المعمارية بكل أشكالها، وكذلك في مجال الصحة معطيًا مثلًا بالقضاء على فيروس سى وكذلك القضاء على قوائم الانتظار في العمليات الجراحية الكبرى، وأشاد بالجهود المتميزة التي يبذلها الدكتور طارق شوقي وزير التعليم، وأيضًا المشروعات القومية الضخمة مثل قناة السويس الجديدة، المنطقة الصناعية، الدلتا الجديدة، وشدد قداسته على أن كل هذه الإنجازات سيحصد ثمارها الأجيال الجديدة.
وتحدث بابا الإسكندرية، عن قانون بناء الكنائس الذي تم إقراره في البرلمان بدعم من الرئيس والدولة، والذي عالج أخطاء الماضي في هذا الموضوع، مؤكدًا أن زيارة التهنئة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي في العيد، دومًا ما يكون لها صدى إيجابي في النفوس.
وعن دور الكنيسة في ربط أقباط المهجر بالكنيسة الأم وبالوطن أعطى قداسة البابا بعض الأرقام الإحصائية من بينها أنه توجد حاليًا ٥٠٠ كنيسة قبطية في كل قارات العالم، مقارنة بعام ١٩٧١، حيث كان عدد الكنائس خمس كنائس فقط، وكذلك يوجد ٢ مليون قبطي بالخارج وحوالي ٤٠٠ كاهن وراهب وراهبة وعشرة أديرة، وهذه كلها لها علاقات قوية بالسفارات المصرية.
وفي السياق ذاته تحدث قداسة البابا عن بعض المشروعات التنموية التي تقوم بها الكنيسة القبطية في بعض الدول الإفريقية والتي تقدمها باسم مصر مثل مستشفى الأمل بكينيا ومدرسة في بوروندي، وMedical center في توجو، كما أن العديد من الأقباط المهاجرين لأمريكا وأوروبا من الأطباء يكونون بالتنسيق مع الكنيسة قوافل طبية لزيارة الدول الإفريقية، للكشف على المرضى وتقديم الدواء، وأشار إلى أن موضوع سيمينار المجمع المقدس في نوفمبر المقبل سيتناول موضوع الدور المجتمعي للكنيسة أي كيف تقوم الكنيسة بخدمة أي مجتمع تعيش فيه.
وشرح قداسة البابا فكرة اليوم القبطي العالمي «Global Coptic Day» الذي تحتفل به الكنيسة القبطية في الخارج بالتزامن مع احتفالات الكنيسة بعيد النيروز «١١ سبتمبر من كل عام»، مشيرًا إلى أن الهدف من هذا الاحتفال هو تقديم مصر للعالم.
وبشأن كيفية تعامل الكنيسة مع التحديات الأخلاقية المستجدة ومن بينها موضوع المثلية الجنسية، قال قداسته: «قررنا في المجمع المقدس عمل توعية واسعة في كنائسنا في مصر وخارجها بخصوص هذه الموضوعات، تحت شعار «أسرتي مقدسة» للتأكيد على قيم الأسرة وكيانها»، مؤكدًا على أن هذا الموضوع الهام هو أيضًا مسئولية الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الاجتماعية، وكذلك الإعلام.