نظمت مجلة "البيت" الصادرة عن مؤسسة الأهرام، مساء اليوم الثلاثاء، معرضًا فنيًا بعنوان «THE SHOW» بـ«مساحة الجراج»، بحضور مجموعة من أهم الفنانين التشكيليين والمصممين.
يضم المعرض عدداً من القطع التراثية والفنية من الأثاث، التي تعرضت للتلف والإهمال والشديد، والتي يعيد اكتشافها فنانون، لتصبح قابلة لإعادة الاستخدام أو التحول إلى قطع فنية، في مزيج فريد يجمع بين الصناعة والفن في معرض واحد.
وقالت رئيسة تحرير مجلة "البيت" سوسن مراد عز العرب، إن المعرض بمثابة دعوة للإبداع والحفاظ على البيئة في الوقت نفسه، ويفتتح في مساحة ثقافية جديدة «الجراج»، والذي يعد منارة ثقافية جديدة تحتضنها مؤسسة الأهرام بمبادرة من «مجلة البيت».
وأضافت: «المعرض هو دعوة للإبداع.. شارك في الحفاظ على البيئة بإعادة تدوير الكنوز القديمة، وتعرف على أبطال المعرض واختر كرسيًا ليصبح عملا فنيًا من إبداعك».
وقالت رئيس تحرير مجلة البيت، إن تقدير صناعة الكراسي ليس وليد العصر الحديث ولكنه يضرب بجذوره في تاريخ المصريين الطويل، إذ إن الكراسي كانت أكثر القطع التي أولاها الفنان المصري بالعناية، في الزخرفة والإبداع، وخير دليل على ذلك كرسي الملك توت عنخ آمون المصنوع من الخشب المذهب والأحجار الكريمة والزجاج والفضة.
ودعت سوسن مراد عز العرب، إلى تدشين مبادرة وإقامة معرض فني لإنقاذ القطع التراثية الفنية المهملة من الأثاث، وإعادتها للحياة على أيدي أشهر المتخصصين في مجال الفن والتصميم، الذين سيبتكرون من كل ما يرى البعض أنه قد عفا عليه الدهر قطعًا فنية وأثاثا ذا قيمة وجمال.
وأضافت أن هذه الدعوة تأتي امتدادًا لاهتمامات «مجلة البيت» على مدار تاريخها بإعادة اكتشاف الأشياء.
ومن هذا المنطلق، قالت رئيس تحرير مجلة البيت، «بحثنا في أماكن مختلفة في أنحاء مصر مثل السبتية وسوق الجمعة، عن قطع تراثية وفنية ينتمي معظمها إلى منتصف القرن الماضي، منها ذات الطابع الكلاسيكي وأخرى معاصر، إلى حد ما، ولكن السمة المشتركة في تلك القطع أنها ورغم كونها في حالة سيئة ما زالت تحمل قصة وشخصية تعبر عن الجمال الخاص بها».
وحول طريقة اختيار القطع، أشارت سوسن مراد، إلى أن المعرض يضم القطع التي كادت أن تنتهي بسبب الإهمال وحالتها السيئة، عرضها على أشهر الأسماء في مجالات الفنون والإبداع من خلال المعرض لإعادة اكتشافها وتحويلها إلى كراس تستخدم بشكل عملي وتوضع في أجمل البيوت أو تحويلها إلى أعمال فنية تعبر عن فكرة أو مفهوم معين، على أن يتم تنظيم معرض آخر لعرض النتائج التي توصلوا إليها.
وأكدت أن ما يميز المعرض هو أن فكرته عابرة للتخصصات وغير مقيدة بفكرة من هو الفنان والمصمم، بالإضافة لإطلاق اسم تخيلي لكل كرسي مستوحى من ملامحه.
ويحمل المعرض، مزيجًا فريدًا بين الصناعة والفن، وهي متلازمة لا يلتفت إليها الكثيرون فلكل صناعة فن في صناعتها ومعيار جمالي يجب توفيره من أجل نيل استساغة الجمهور واستحسانه ومخاطبة رغباته في الاقتناء، كما يحمل المعرض فرصة لإعادة استكشاف تراث من وحي مهندس بدرجة فنان هو أحمد حلمي عراب الجيل الثالث فى إدارة مصنع موبيل الشرق الشهير بـ«مصنع الكراسي» الذي حول أطلال مؤسسة قديمة إلى مصنع كراسي وجدت طريقها إلى أكبر وأغلى وأشهر الفنادق والمطاعم والكافيهات وقاعات المسارح والمؤتمرات فى روما وباريس، تعبيرا من المحبة عن مدى تقدير ها لشخصه ومسيرته، كأحد رواد الصناعة والعائلة الإبداعية في مصر، ولكن لا يحتوي المعرض على أي من أعماله أو منتجات مصنعه.
كما يضم المعرض «أريكة» كانت آيلة للزوال وأعادت مجلة البيت تجديدها لتصبح بمثابة «كتاب توقيع» لكل الفنانين والمصممين من أحبائه، وجهوا للراحل أحمد حلمي كلمة من خلالها تخليدا لذكراه.
"أيقونة ثقافية"
معرض «الجراج» المفتتح حديثاً بمؤسسة الأهرام، هو أيقونة ثقافية جديدة تسلط الضوء على الابتكار والإبداع بشتى أشكاله وألوانه، وتعيد الحياة للصناعات الإبداعية.
وقالت رئيس تحرير مجلة البيت، إن «الجراج» ليس قاعة عرض أو معرض، وإنما مساحة للإبداع تهتم بالتبادل الثقافي بين كل بلاد العالم، وكذلك استضافة معارض تجمع وجهات نظر الفنانين المصريين والأجانب المقيمين في مصر وخارجها.
وتبلغ مساحة المعرض نحو 150 متراً و كان في الأصل «هنجر» مبنيا بغرض التخزين أو أغراض أخرى في مبنى ملحق بالأهرام بمنطقة بولاق، وأطلق عليه «الجراج» نسبة للمنطقة التي يقع بها حيث يتواجد بجوار جراج مؤسسة "الأهرام" التي تمتلك أسطولًا من السيارات التي تستخدم في توزيع الجريدة في مختلف أنحاء مصر.
وبمبادرة من مجلة "البيت" تحول الجراج، من مكان مغلق إلى مساحة للإبداع والفنون كرسالة ثقافية تعبر عن الدور الذي تؤديه على مدار تاريخها الطويل، والذي لا تحيد عنه بدعم الإبداع ومشاركة جميع المبدعين في مختلف المجالات، حسبما أوضحت سوسن مراد.
ومن المقرر أن يفتتح «الجراج» رسميا الأربعاء 3 أغسطس الجاري، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، الكاتب عبدالمحسن سلامة، ورئيس تحرير مجلة البيت، سوسن مراد عز العرب، ولفيف من الشخصيات العامة.
