الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بص في ورقتك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 كلما تصفحت الفيسبوك وجدت البعض وكأنه أدمن الشكوى والتمارض وادعاء ضيق ذات اليد والمقارنة بين حاله وحل غيره ونسي أن الشكوى لغير الله مذلة، وأن أحوال العباد متغيرة بين ضيق ورغد وأن الحامدين لك يزيدهم الله من فضله  وتناسي أن الله سبحانه قسم الرزق ولم ينس أحد وأنه لا يْسأل عما يفعل وهم يْسألون  سبحانه جعل الناس طبقات بعضهم فوق بعض  (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات) 
فلماذا تمدن عينيك إلى ما فضل الله به آخرين من مال وبنين وعلم وزوج  لماذا أصبح البعض يستكثر على غيره الخير !!
انظر في ورقتك ولا تتطلع لما في يد غيرك أقنع بالموجود لتستشعر حلاوته فاختلاف الطبقات الاجتماعية بين الناس هذه حكمة يعلمها الله ولكن ما نثق به أن الله لا يظلم أحدا وأنه جل وعلا حين قسم الأرزاق قسمها عدلا بين العباد.
والأرزاق ليست مالا فقط وإنما صحه وأولاد ومال وعلم وغيرها كثير وجميعنا نِلنا نصيبنا كاملا غير منقوص مقسم بين كل تلك النعم 
فلو وجدت المال قليل ستجد البركه في الأولاد الصالحين أو في الصحه ستجد ما ينقصك من المال زادة الله في إحدى النعم الأخري (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) حاشاه أن يظلمك ويحرمك وأنما أبتلاك لينعمك 
في كتاب الله ذكر الله أناس حالهم أثقل منك لا يسألون الناس إلحافا يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف رغم ضيق حالهم وعسرهم أولئك الحامدون لحالهم فتأتي أنت بما أنعم الله عليك لتتكدر وتتذمر وتشقينا ليل نهار بالصياح علي مواقع التواصل بحجه الفقر والعوز وقلة المال اما نظرت لبيت يسترك وأبناء حولك معافين وناجحين أما رأيت ستر الله عليك هل تناسيت كل النعم وتذكرت فقط أن المال قليل هل أولئك حين ينعم الله عليهم يكتبون أن الله أغدق نعمه عليهم وأن المال معهم يسير أم أنهم أدمنوا الشكوى فقط !؟
حقيقة  ماينقصنا هو الرضا بقضاء الله فالرضا بالقضاء من أسباب سعادة المرء  والسخط على القضاء عليه من أسباب شقاوته فاحذر أن تشقي نفسك ومن تعول بسخطك علي عطية الله فيقول عز من قائل في حديث قدسي (يا أبن أدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب وفي أكثر منه فلا تطمع فإن رضيت بما قسمتُ لك أرحت نفسك وكنت عندي محمودًا وإن لم ترض بما قسمت لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمتُ لك وكنت عندي مذمومًا ) 
اسع وأبذل جهدا واصنع النجاح والله لن يضيع تعبك وستجد ثمار مجهودك وعليك الحمد على ما تحصلت عليه 
فنحن  مأمورون أن ننظر إلى من هو دوننا بالنعمة ولا ننظر لمن هو فوقنا   فأدنى للعبد أن يرى نعمة ربه فلا يزدريها ولقد أُمر العبد بالرضا بما قسمه الله له 
فالرضا علامة الارتياح وسكون القلب في ما اختار الله سبحانه ولا يقصد أبدا من الرضا  أن يستسلم العبد فلا يحسن الفعل والأخذ بالأسباب وإنما يراد به أن يكون قد بذل كل وسعه في تحقيق غايته ثم يعمر قلبه بالرضا بعد ذلك وإن لم تتحقّق غايته فقد أدرك أنه فعل كل مافي وسعه واكن الله قضي أمرا وكان أمرة مفعولا  
وقد ضرب السلف الصالح أمثلة عديده على الرضا وفهم معناه فكان الرضا بقسمة الله من صفتهم وخُلقهم فما جزعوا لأمر داهمهم قطّ أو رغبوا  في ما منعه الله تعالى عنهم بل أدركوا أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالي يقسمها كيف يشاء لحكمة علمها عند الله 
فإياك ثم إياك من الشكوى والتذمر من إرادة الله فماذا لو لم ترض استغير من الأمر شيء !!!!
إطلاقا فالأمر كله لله فاعلم أن الله لم يخلقك ليشقيك حاشاه بل هو يختبر إيمانك بقضائه ورضاك بما قسمه لك ورضاك بما هو موجود وبقسمته لأرزاقك في مالك وولدك وعلمك وغيره ولا نجد شخص حياته كلها عذاب وحزن بل تمر علينا جميعًا أوقات بين الحزن والفرح إلا ذاك المعترض الرافض لقسمة الله يظل في كد ونكد وضيق والعياذ بالله جزءا لتطاوله على الله ورفضه لأمر الله فمثله كمثل إبليس 
فكن مؤمنا متفهما لقول الله تعالى “وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم”
وأخيرا أوصيكم ونفسي بحمد الله حمدا كثيرا والصبر على القضاء والسعي الدائم والرضا بما قسم الله أعزكم الله جميعا ورزقكم من حيث لا تحتسبوا  وتذكروا قول الحبيب صل الله عليه وسلم 
(ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)