أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الثلاثاء رسميا، القضاء على زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي أيمن الظواهري نهاية الأسبوع الماضي بغارة أمريكية، فكيف تمت العملية؟
رغم المكافأة الأمريكية البالغة 25 مليون دولار على رأسه، يبدو أن زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري شعر بالراحة الكافية مع سيطرة طالبان على أفغانستان للانتقال إلى منزل في العاصمة الأفغانية كابل، حيث كان يظهر بانتظام في العراء على شرفته.
لم يكن وجود زعيم القاعدة في أفغانستان أمرا مفاجئا، فمنذ استعادة حركة "طالبان" السيطرة على البلاد في أغسطس الماضي، شعرت "القاعدة" بمزيد من الشعور بالراحة في الداخل، كما يقول المحللون.
وشملت الضربة طائرة أمريكية بدون طيار، مسلحة بصاروخين من نوع "هيلفاي"ر دقيق التوجيه، تم إطلاقهما في الساعة 6:18 من صباح يوم الأحد، بتوقيت كابل.
وتم نشر صور للمبنى المقصوف حيث يظهر عدد قليل فقط من النوافذ في طابق واحد وقد تحطمت، والباقي سليم، وذلك ما يشير إلى الاستخدام المحتمل لنسخة غير متفجرة من "هيلفاير"، والتي تنشر سلسلة من الشفرات الشبيهة بالسكاكين من جسم الطائرة وتقطع هدفها ولكنها تترك الأشخاص والأشياء القريبة سليمة.
وأكد “بايدن” أن الضربة كبيرة للقاعدة، وستضعف قدرة الجماعة على العمل، ولن نسمح لأفغانستان بأن تصبح ملاذا آمنا للإرهابيين الذين قد يلحقون الأذى بالأمريكيين.
من جانبه قال مصطفي أمين، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن موت الظواهري بلا أهمية وإن كان له قيمة فهي لدي واشنطن، وكانت طالبان مسيطرة علي القاعدة وتعتبرها ورقة رابحة وفرصة للتعامل مع واشنطن واستفادت منها طوال الفترة السابقة في محاولة الوصول الي الاعتراف بها.
وأضاف أمين في تصريحات لـ"البوابة"، أن واشنطن انهت اللعبة ووضعت طالبان في وضعها الأساسي كحركة متشددة تحكم كابول، وقد انتهي ادعاء طالبان بتحجيم القاعدة، والقاعدة الآن فقدت زخمها لصالح داعش.
وأشار، إلى أن تنظيم القاعدة نظريا وتنظيما انتهي ، لكن فكريا ما زال مستمرا لأن ساحات التطرف والعنف تفتحها أبوابها علي مصراعيها لمزيد من الإرهاب والدم.
فيما قال مصطفى زهران، باحث في شئون الجماعات الإسلامية إن تأكيد مقتل الظواهري في أفغانستان خلال كلمة بايدن مساء أمس ، يوضح أن المراهنة على طالبان كانت في محلها من جهة، وأن الصفقة الأمريكية الطلبانية أتت ثمارها، من جهة أخرى ويمكن القول إن ثمة علاقة جديدة وصفحة مغايرة عن سابقتها تذهب إليها إدارة بايدن وحكومة طالبان عقب هذا الإعلان الأكثر أهمية منذ سنوات.
وأوضح ، أن التأثير الأبرز الذي يمكن أن يتبع مقتل الظواهري على القاعدة هو تسلل المزيد من أتباع التنظيم إلى منافسه داعش الذي يمتلك الوجود والهيكل والجاذبية لكثير من أصحاب الفكر الجهادي، هذا لا ينفي وجود فروع قوية للقاعدة تعيش تمددا ملحوظا في محيطها المحلي، لكنها تبقى محصورة في إطار الانتماء الفكري، بعيدا عن التنظيم الأممي السابق.