سلطت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم /الثلاثاء/ على التطورات في ملف المفاوضات غير المباشرة بوساطة أمريكية بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، وذلك في ضوء الزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي لشئون أمن الطاقة آموس هوكشتين للعاصمة اللبنانية بيروت على مدار يومي /الأحد/ و/الاثنين/ الماضيين، حاملا فيها طرحا جديدا للاتفاق بين البلدين، حيث أجمعت الصحف على وجود حالة من التفاؤل الحذر حول تقدم المفاوضات عقب لقاءات أمس.
وتحت عنوان "الدولة تفاوض مجتمعة وهوكشتين يواصل مكوكيته"، أكدت صحيفة "النهار" اللبنانية أن هناك مؤشرات إيجابية في اللقاءات التي أجراها هوكشتين أمس لطفت من التأزم السياسي الخانق في البلاد، على حد وصفها، والذي حال دون تشكيل حكومة جديدة، وتسبب بقطيعة بين أهل السلطة.
واعتبرت الصحيفة أن التطور الأبرز الذي اتجهت إليه الأنظار وأثار الاهتمامات الداخلية والخارجية، تمثل في تطورات ملف الترسيم البحري، حيث شهد قصر الرئاسة ببعبدا لقاء موسعا نادرا، أظهر للمرة الأولى أن الدولة بكل أركانها تفاوض الوسيط الأمريكي في مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل حول تطورات مهمته.
وأشارت "النهار" إلى أن اجتماع الرؤساء الثلاثة (رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي) في بعبدا مع الوسيط الأمريكي، أُريد منه أن يعكس موقفا موحدا للبنان الرسمي من هذا الملف الأساسي، بعدما اشتكى الوسيط نفسه تكرارا من عدم وحدة موقف لبنان وسماعه آراء مختلفة من المسؤولين، مؤكدة أن لقاء الأمس أظهر أن الموقف اللبناني الرسمي محصور بيد أركان الدولة بعدما حاول مصادرته من قبل "حزب الله".
ونشرت الصحيفة معلومات حول ما ورد في اللقاء، حيث أشارت إلى أن هوكشتين قدم عرضا إسرائيليا جديدا للترسيم، إلا أنه قوبل برفض الجانب اللبناني، مع الاتفاق على المضي في المفاوضات من خلال عودة هوكشتين الى بيروت بعد مراجعة إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية قولها إن هوكشتين أبلغ لبنان أمس بعرض إسرائيلي لترسيم الحدود البحرية بمسار يعتمد الخط 23، حيث أوضحت المصادر أن المقترح ينطلق من إحداثيات الخط 23 وينحرف شمالا وصولا إلى خط الوسط بين لبنان وقبرص، مشيرًا إلى أن المقترح الإسرائيلي يمنح لبنان كل حقل قانا مقابل حصول تل أبيب على مساحة شمال الخط 23 مع أجزاء من البلوك رقم 8.
وأفادت معلومات نقلتها الصحيفة بأن هذا المقترح رفضه رئيس الجمهورية ومعه رئيسا المجلس والحكومة وأصروا على عدم التنازل عن أي من حقوق لبنان في الحقول والبلوكات، وعندها اقترح هوكشتاين أن يعود إلى إسرائيل لإبلاغها الموقف اللبناني وأن يعود إلى بيروت لإكمال المفاوضات بوتيرة سريعة وان الجانب اللبناني وافق على ذلك.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "نداء الوطن" إن الدوائر الرئاسية سارعت إلى تعميم أجواء مفعمة بـ"الإيجابية" من أروقة قصر بعبدا حيال مفاوضات الترسيم، حيث نقلت عن مصادرها أن المحادثات كانت جيدة ولم يحمل هوكشتين أي اقتراح أمريكي لاستخراج مشترك من حقول المنطقة المتنازع عليها ولا أي طرح عن المشاركة في الحقول الخاصة بلبنان، إنما حمل جوابا إسرائيليا يتضمن القبول بالطرح اللبناني شرط أن يبادر لبنان إلى التخلي عن مساحة شمال الخط 23 موازية لتلك التي تنازلت عنها إسرائيل في حقل قانا، مع التأكيد على أن الأجواء إيجابية.
وأشارت مصادر صحيفة "نداء الوطن" إلى أنه ليس هناك فترة زمنية محددة لعودة هوكشتين إلى لبنان لكن يُرجّح أن تكون ضمن أسبوعين، في ضوء توافق الجانبين اللبناني والأمريكي على أنّ الفجوة ضاقت.
وتحت عنوان "بارقة تفاؤل في أجواء ترسيم الحدود"، كتبت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية أن اللقاء الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا حول ترسيم الحدود كان محطة بالغة الأهمية على طريق الحسم النهائي لهذا الملف بعد سنوات طويلة من الأخذ والرد حوله بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة تصريحات نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب والتي أكد فيها أن الأجواء إيجابية، والفجوة في الخلافات الموجودة في هذا الملف قد ضاقت والفترة الزمنية التي تفصلنا عن عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت ستكون قصيرة.
ولفت بوصعب إلى أن الجميع كانوا مرتاحين، وينتظرون تحقيق ما تمت مناقشته خلال الاجتماع وإن شاء الله نرى نتيجة خلال الأسابيع القليلة المقبلة في هذا المجال".
