نجحت الاستخبارات الأمريكية، وبعد ٢١ عامًا من هجمات 11 سبتمبر2001، في كتابة سيناريو النهاية لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي ساعد أسامة بن لادن في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، كما كان صاحب فضل في بقاء تنظيم القاعدة حتى الآن.
من هو أيمن الظواهري؟
عرف الظواهري خلال العقدين الماضيين، بأنه الرجل الذي يظهر إلى جانب بن لادن في الصور ويرتدي نظارات والساعد الأيمن لبن لادن، وعاد اسمه للظهور بعد مقتل بن لادن، وزعامته للقاعدة.
ولد أيمن محمد ربيع الظواهري في 19 يونيو 1951 في القاهرة، كان ملتزمًا دينيًا منذ طفولته، وانغمس في الفكر المتشدد والجماعات الإرهابية، التي سعت إلى العنف، وقلب نظام الحكم في مصر، انضم لجماعة الإخوان المسلمون الارهابية وهو صغير وقد ااعتقل في سن الخامسة عشر بتهمة انتمائه لها.
وكان الظواهري من ضمن من شاركوا في هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وكان اسمه ثانياً ما بعد بن لادن في قائمة تضم 22 من أهم الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة ما بعد عام 2001، ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه
من جراح عيون إلى زعيم تنظيم القاعدة
عمل الظواهري كجراح عيون في سن الشباب، لكنه جاب أيضًا آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وشهد حرب الأفغان ضد المحتلين السوفييت في ذلك البلد، والتقى بالشاب السعودي أسامة بن لادن ومسلحين عرب آخرين ما سمي (بالجهاد الأفغاني) تجمعوا حول فكرة مساعدة أفغانستان على طرد السوفيت.
التحق بجماعة الجهاد الإسلامي المصرية منذ تأسيسها في العام 1973. وفي العام 1981، اعتقل ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصري آنذاك أنور السادات، وعلى الرغم من تبرئته في قضية اغتيال السادات، فقد أدين بحيازة الأسلحة بصورة غير مشروعة، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وفي سنة 1985 أفرج عنه فسافر إلى المملكة العربية السعودية ليعمل في أحد المستشفيات ولكنه لم يستمر في عمله هذا طويلا وبعد ذلك سافر إلى باكستان ومنها لأفغانستان حيث التقى أسامة بن لادن وبقي في أفغانستان إلى أوائل التسعينات حيث غادر بعدها إلى السودان، وأصبح في عام 2011 رئيس تنظيم القاعدة الرئيسي خلفاً لأسامه بن لادن الذي قتل على يد الجنود الأمريكيين في نفس العام.
وبعد سبع سنوات ، كان الظواهري حاضرا عندما أسس بن لادن القاعدة ودمج، مجموعته المصرية المسلحة مع القاعدة، كما جلب مهارة وخبرة تنظيمية للقاعدة، سمحت للقاعدة بتنظيم خلايا من أتباعها والهجوم في جميع أنحاء العالم.
علاقة القاعدة بطالبان
بايع زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن زعيم طالبان الراحل الملا عمر في التسعينيات من القرن الماضي، وتم تجديد البيعة عدة مرات منذ ذلك الحين، على الرغم من أنه لم يتم الإقرار بذلك من قبل طالبان علناً، فلا يخفى على أحد العلاقات القوية بين القاعدة وطالبان؛ بدليل مشاركة الظواهري في الحرب في أفغانستان بعد الغزو الأمريكي في 2001 حيث تحالف تنظيم القاعدة مع طالبان لقتال الجيش الأمريكي.
وقد أكد الظواهري مبايعته لأمير طالبان الملا هبة الله آخند زاده، وظل الظواهري منقطع فترة عن زيارة افغانستان ولم يدخلها إلا بعد أن سيطرت طالبان عليها بعد منتصف التسعينات.
وقد برز الظواهري خلال السنوات الأخيرة كأحد الناطقين البارزين باسم تنظيم القاعدة، وقد ظهر في 16 شريطا مرئيا وصوتيا 16 مرة في العام 2007م، وهو أربعة أضعاف ظهور بن لادن في العام ذاته، وفي يوليو 2007م ظهر في شريط مرئي مطول يحث فيه المسلمين حول العالم الانضمام إلى الحركة الجهادية والالتفاف حول تنظيم القاعدة..
مقتل الظواهري
أعلن الرئيس الأمريكي بايدن فجر 2 أغسطس 2022، أن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة قد قتل في غارة جوية أمريكية بطائرة مسيرة بالعاصمة الأفغانية كابل، لتغلق صفحة جديدة من صفحات التنظيم، في انتظار من يرث الظواهري.