توقع تقرير لوكالة التفتيش العامة الأمريكية الخاصة بإعادة إعمار أفغانستان "سيجار"، أن يعاني ملايين الأفغان من مستويات شديدة من الجوع خلال الأشهر المقبلة وذلك في ظل مواجهة وكالات الإعانات الأجنبية في البلاد لانخفاض كبير في إمدادات الغذاء والطوارئ بسبب نقص التمويل.
وأوضح التقرير وفقا لما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن الأزمة الإنسانية في أفغانستان لا تزال متفاقمة حيث يواجه 18.9 مليون شخص مجاعة قد تهدد حياتهم ويواجه ما يصل إلى 6 ملايين آخرين ظروف قريبة من المجاعة.
وأشار إلى أن هناك احتمالية أن تنخفض المساعدات الطارئة بشكل حاد حتى نوفمبر المقبل؛ لتصل إلى 8% من السكان نظرا لعدم تبرع وكالات الإغاثة الأجنبية من بينهم اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي بالأموال الكافية لوكالات الإغاثة.
وحذر التقرير من أن وضع المرأة الأفغانية الصعب يتفاقم منذ وصول "طالبان" إلى السلطة في أغسطس الماضي بعد نحو عام على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، معتبرا أن قمع المرأة في أفغانستان مصدر قلق كبير خلال تقييمه الحالي.
وجاء تقرير "سيجار" تحت عنوان "تنامي قمع طالبان للنساء والفتيات"، منتقدا مسؤولي طالبان لتراجعهم عن تعهداتهم باستعادة حريات المرأة لاسيما التراجع المفاجئ للنظام في مارس الماضي عن خطته المعلنة لإعادة فتح المدارس الثانوية للبنات المغلقة.
جاء ذلك التحذير ليكرر تحذيرات وجهتها وكالات دولية أخرى إزاء تدهور أوضاع النساء الأفغانيات.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان الشهر الماضي، بشدة مجموعة سياسات لطالبان، قائلة إنها تحجب النساء الأفغانيات بشكل فعلي، وأكدت منظمة العفو الدولية الحقوقية أن النساء والفتيات الأفغانيات يتعرضن لحملة خانقة من قبل سلطات طالبان ما يقيد حقهن في حرية الحركة والتعليم ويؤدي لارتفاع معدلات الزواج القسري للفتيات.
وبدوره، قال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي في كابول وحيد الله أماني، إن البرنامج بحاجة إلى جمع 900 مليون دولار لمواصلة العمل للأشهر الستة المقبلة قبل أن تعيق ثلوج الشتاء الطرق المؤدية إلى المحافظات الريفية الفقيرة، مضيفا أنه يتم توزيع القمح والزيوت في كابول ومدن أخرى على طوابير طويلة تستمر طوال اليوم.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن هناك مطالب رئيسية للمانحين الأجانب والحكومات من حركة طالبان التي تسعى للحصول على اعتراف دولي واستعادة المساعدات، من بينها احترام حقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام، مشيرة إلى أن استمرار الافتقار للوصول إلى الوظائف والتعليم والأنشطة العامة كان محبطا بشكل خاص للنساء الأفغانيات اللائي درسن وعملن وشاركن في الحياة العامة خلال السنوات ال 20 الماضية من الحكم المدني.
