حكاية بطل شعبي عندما أحب
«سيرة بطل» خاض الحروب وتحمل الصعاب، وذهب لمحاربة الملك النعمان من أجل الجمال الحمر، مهر عبلته ابنه عمله، فسيرة عنترة من أهم السير الشعبية التي تغني لها شعراء الربابة، لقضاء ساعات السمر في المساء، حكاية بطل حارب من أجل محبوبته، وتغني بها شعرًا، وفجر الوادي بأشعاره كي يثبت نسبه ويحصل على حريته إنه «عنترة بن شداد» فارس العرب وشاعرهم يقول عنترة «و لقد شفى نفسي و أبرأ سقمها قبل الفوارس ويك عنتر أقدم / وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَرَ شَيظَمِ»
وتأخد فرقة فرسان الشرق سيرة عنترة لتقدم بشكل عصري وحديث للبحث عن البطل الحقيقي، فهل البطل من يمسك بالسيف ويدافع عن أرضه وعرضه ومحبوبته، أم هو البطل الذي يسعى إلى رزقه ليكفي قوت يومه، فمن هو البطل صراع بين الماضي والحاضر ..
كريمة بدير .. أهتم بقضايا المرأة وأري أنها البطلة الحقيقية
وقالت المخرجة كريمة بدير أنها تتناول جانب من سيرة عنترة، من خلال بعض الخطوط العريضة التي اشتهرت بها سيرة عنترة بن شداد، ومنها قضية العنصرية واللون، وقضايا الحب والتضحية، ففي عنترة نرى كيف دافع البطل عن الحب وكيف كان فدائي لعائلته وقبيلته حتى بعدما تم طردته ونبذه من القبيلة إلا أنه عاد إليها بعدما تم مهاجمتها وامسك بسيفه ليحررها ويدافع عنها.
وتابعت «بدير» أن التيمة الأساسية في العرض أيضًا هي كيف تم صناعة أسطورة عنترة، فأنا أرى أن البطل هو حبه لعبلة، فالحب هو سبب الرحلة والوجع اللي جعله يلفظ ما بدخله من ألم الحب، وهو من جعله يخوض رحلة الحياة كاملة، كما أطرح من خلال العرض عدة تساؤلات، هل عبلة وعنتر أكملوا حياتهم سويًّا، أم أن كل منهما اتجه في حياته الخاصة، فدائمًا ما أحب أن أترك تساؤلات للجمهور وهو يجيب عليها»
وعن اختيارها للعناصر التي تستخدمها في عروضها من حيث تشكيل الإطار العام للعرض أوضحت بدير قائلة: « قبل أن أبدأ في أي عرض أحاول الإجابة عن ماذا أريد أن أقول من خلال العرض؟ بمعني أدق ما هي الرسالة التي أريد أن أقدمها؟ وبالتالي أبدأ في رحلة البحث عن البطل الشعبي أو الحماية الشعبية التي أري أنها تجيب عن تساؤلاتي وأفكاري، فعلى سبيل المثال، حينما أردت التحدث عن الثورة وعن مصر وما عانت منه من انتهاكها عبر الأزمان ذهبت إلى عرض بهية، وحينما أردت التحدث عن الصبر اخترت ناعسة وأيوب.. فقد كنت أرى أن ناعسة هي من صبرت على أيوب، فناعسة هي رمز الصبر بالنسبة لي وكما يقول المثل الشعبي « قالو في المثل زمان الصبر ما له حدود وصبرك إنتي يا ناعسة فاق صبر أيوب، دي ناعسة كانت جبل يتحامي فيه أيوب»، فأنا أري أن المراة دائمًا هي البطل الحقيقي، كما أرى أن عبلة هي سبب في بطولة عنترة وسبب رئيسي في دفاعه عن وطنه وشجاعته في كل الحروب التي خاضها عنترة، والتي من أجلها تحدي الصعاب».
الشاعر محمد الزناتى : نحاول في سيرة عنترة تغيير معنى البطل
هو محاولة لاستلهام سيرة العنترة وصياغتها برؤية حداثية جديدة ، بشكل نهج تتخذه فرقة فرسان الشرق لأنها فرقة تحاول دائمًا أن تبحث في التراث وتعيد صياغته بشكل جدي، بالنسبة للتجربة بالنسبة إلى هي ثاني تجربة في العام الماضي مسرحية إيزيس ، نركز على إن البطولة بشكل عام ليست قاصرة على أحد وأن مفهوم البطولة قد تغير مع تغير الزمن ، وإذا كان لدينا عنترة واحد، وقد يكون لدينا أبطال كثر ولكن لم يسلط الضوء عليهم وربما يكون الإنسان الفقير الذي يسعى على رزقه ويعمل احتياجات بيته قد يكون بطلاً أو مفهوم آخر للبطولة .
فالمسرحية بها كاتب ويحاول استدعاء شخصية البطل عنترة ويتناقش معها ويحاكيها ويقول موقفه ورأيه .. ويتساءل دائمًا لماذا هو؟ ولست أنا؟ وهو تساؤل مهم جدًا؟ لماذا هو الذي يكون من نصيبة البطولة ولست أنا على الرغم من أنه كاتب ويشترك معه في كونه كاتب ، وهو أيضًا يحلم بعبلة ولكن عن كان في الوقت الحاضر سوف يستطيع أن يصل إلى عبلته، أم لا، بينما على حسب الروايات عن عنترة المتعارف أنه استطاع في النهاية أن يثبت نسبه إلى أبيه ويتزوج من ابنة عمه عبلة فهل في الوقت الحاضر يستطيع عنترة الجديد أن يحصل على عبلة.
سيرة عنترة لفرقة فرسان الشرق ومن بطولة باسم مجدى عزت فى دور عنترة، فاطمة محسن فى دور عبلة، دنيا محمد فى دور سمية، نوران محمد فى دور زبيبة والدة عنترة، رضا رنجو فى دور شداد والد عنترة، إبراهيم خالد فى دور فى دور مالك والد عبلة، نادر جمال فى دور شيبوب، محمد هلال فى دور الملك النعمان، أشرف كودك فى دور الجلاد، ويؤدى دوره الكاتب والشاعر أسامة فوزى، العرض تصميم وتحريك خيال الظل عبدالحميد حسني ونورا ترفاوى، دراما وأشعار محمد الزناتي، إعداد موسيقى أحمد ناصر، تصميم الديكور والملابس أنيس إسماعيل، وتدريب رجوى حامد.