تمر في أغسطس الجاري الذكرى الثامنة لإبادة الأقلية الإيزيدية في إقليم سنجار العراقي، على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، الذي شن هجوما كبيرا على قضاء سنجار في أغسطس العام 2014.
في بغداد، نظمت مجموعة من المنظمات والهيئات الحقوقية النسائية، اليوم الاثنين، المؤتمر النسائي العراقي الدولي، لإحياء ذكرى الإبادة والتحذير من مخاطر التنظيم الإرهابي المستمرة، والتأكيد على مطالبة الجهات الدولية المعنية بتعقب عناصر التنظيم وضرورة محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم بشعة في حق النساء الإيزيديات.
يتزامن ذلك مع تحذير العديد من المراقبين الجهات والمنظمات من تزايد خطورة التنظيم الإرهابي المستمرة تجاه النساء والأطفال، ومن استخدامه لمنصات إليكترونية لتجنيد الشباب وإذاعة أفكاره المتطرفة والتي يحض من خلالها على ارتكاب الأعمال العدائية والإرهابية.
جرائم عنصرية
ووفقا لوسائل إعلام محلية، فقد جاء في كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر على لسان الناشطة بشرى أبو العيس، الذي رفع شعار "بإرادة النساء نتحدى الإبادة الجماعية": "إن ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي قد ارتكب الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين بممارسات ترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. حيث عرض داعش كل امرأة وطفل ورجل إيزيدي من الذين اختطفهم لأبشع الانتهاكات. فالتقارير الدولية المعلنة تؤكد أن داعش لا يزال يحتجز آلاف النساء والفتيات كرهائن، وينتهك حقوقهن ويسلب حرياتهن وحياتهن. كما إن نتائج التحقيقات عن نقل الإيزيديين قسرا إلى سوريا بعد شن الهجمات في شنكال/سنجار في الثالث من أغسطس 2014، توثق الدليل على النية والمسؤولية الجنائية لقادة داعش العسكريين ومقاتليه وقادته الدينيين والايديولوجيين حيثما تواجدوا، علما أن النتائج التي تم الإعلان عنها مبنية على مقابلات مع ناجين وقادة دينيين ومهربين وناشطين ومحامين وطواقم طبية وكذلك صحافيين، بالإضافة لمراجعة كمية كبيرة من الوثائق التي عززت المعلومات التي تم جمعها".
وأضافت "أبو العيس"، أن داعش سعى ولا يزال يسعى من أجل تدمير الإيزيديين بالعديد من الطرق التي تم تعريفها حسب اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية للعام 1948. حيث سعى لمحو الإيزيديين من خلال القتل والعبودية الجنسية والاستعباد والتعذيب والمعاملة المهينة واللاإنسانية، وكذلك عبر الترحيل القسري والإتجار بهم، مما تسبب بأضرار نفسية وبدنية. أضف إلى ذلك فرض الظروف المعيشية السيئة التي جلبت الموت البطيء، واستخدام وسائل أعاقت ولادة أطفال إيزيديين، بما في ذلك إجبار الإيزيديين البالغين على تغير دينهم، والصدمات النفسية، والفصل ما بين النساء والرجال الإيزيديين، وإبعاد الأطفال الإيزديين عن عائلاتهم ووضعهم مع مقاتلي داعش، وبالتالي فصلهم عن معتقدات مجتمعهم وممارساتهم الدينية، وقتل الذين رفضوا تغيير دينهم. وواجهت النساء والأطفال في كثير من الأحيان عمليات القتل تلك قبل أن يتم ترحيلهم لمواقع في العراق ومن ثم سوريا حيث مكثت أغلب المختطفات، لقد عوملت العديد من النساء والفتيات الإيزيديات على أنهن من الممتلكات الشخصية للمقاتلين، وأجبرن على القيام بالمهام المنزلية والخدمات الجنسية، وتم حرمانهن من الطعام الكافي والشراب".
وتابعت: علينا أن نبذل المزيد من الجهود لبناء مجتمعات قادرة على مقاومة الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم، ويمكنها تجاوز فترات التوتر، لنصل إلى حماية كافة الأقليات والنساء بالشرق الأوسط والعالم، وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية والمادية لضحايا العنف والابادة، وحتى نصل لهذه النتيجة من التغيير وتحقيق الحماية".
التحرش والاغتصاب
سردت نادية مراد، ناشطة إيزيدية عراقية، وناجية من أسر التنظيم الإرهابي، العديد من القصص الحقيقية التي حدثت معها أثناء وقوعها مع الفتيات الإيزيديات في قبضة داعش بعد هجوم التنظيم على قضاء سنجار في أغسطس من العام 2014.
وروت "نادية"، في مذكراتها "الفتاة الأخيرة"، أنه أثناء نقل الفتيات في باص إلى مدينة الموصل، كان أحد المسلحين وينادونه "أبو بطاط" يتعمد التحرش بالفتيات، ويلمس مناطق حساسة من أجسادهن داخل الباص، وعندما اعترضن عليه هددهن ورفع السلاح في وجوههن.
وقالت إن التنظيم يؤمن بتفسيرات خاطئة للدين، ولا يجد في اغتصاب الجواري خطيئة، وسيكون عملنا هو اجتذاب المنضمين الجدد لصفوف المسلحين، وسيتم تناقلنا كهدايا لمن يُظهر الوفاء ويفعل ما يُطلب منه.
وتحدثت تقارير عن شكل الحياة داخل المدن الواقعة تحت سيطرة داعش، قبل تحريرها، حيث يتم جمع الأطفال وضمهم لمدرسة تقوم على غسل عقولهم وتحفيظهم عدد الآيات والأحاديث مع تقديم تفسيرات مغلوطة، ويتولى جهاز يسمى بـ"الحسبة" التفتيش على الأفراد وجلد من يتم العثور معه على علب السجائر والدخان مثلا.
وفرض التنظيم الإرهابي على النساء المرور في الطرقات العامة بـ"الزي الشرعي" لديهم وهو زي يغطي المرأة كلها بعباءة سوداء ونقاب يخفي الوجه..