تحل اليوم الذكرى الـ 31 على رحيل الأديب يوسف إدريس والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الأول من أغسطس عام 1991، لقبه النقاد بـ «تشيخوف العرب» وذلك لريادة القصة ، وتصدر اسمه قائمة أبرز الأدباء والمبدعين، بدأ طريقه الأدبي بـ "أرخص الليالي".
ويُعد «إدريس» أحدٌ أهم الكتاب والروائيين الذين أنجبتهم مصر والعالم العربي، وأكثر الروائيين اقترابًا من القرية المصرية؛ لذا لقب ﺑ «تشيخوف العرب»، نسبةً إلى الأديب الروسي الكبير «أنطون تشيخوف».
وفي وقت بسيط استطاع أن يجعل اسمه خالدًا في مجال الكتابات القصصية والأدبية، سعى خلف حلمه بأن يصير طبيبًا، إلا أن القدر شاء له أن يسلك مسارات أخرى.
فقد ولد «يوسف إدريس علي» في قرية «البيروم»، بمركز فاقوس، بمحافظة الشرقية في ١٩ مايو عام ١٩٢٧م. عاش طفولته مع جدته بالقرية، وأكمل دراسته بالقاهرة، ونظرًا لحبه الجم للعلوم، التحق بكلية الطب بجامعة فؤادٍ الأول، التي شهدت نضاله السياسي ضد الاحتلال البريطاني من خلال عمله سكرتيرًا تنفيذيا للجنة الدفاع عن الطلبة، ثم سكرتيرًا للجنة الطلبة. وفي عام ١٩٥١م حصل على درجة البكالوريوس في الطب متخصصًا في الطب النفسي، وعين طبيبًا بمستشفى قصر العيني، غير أنه استقال منه عام ١٩٦٠م وقرر التفرغ للكتابة، فعين محررًا بجريدة الجمهورية، ثم كاتبًا بجريدة الأهرام عام ١٩٧٣م. كما انضم إلى عضوية عددٍ من الهيئات المعنية بالكتابة، مثل: نادي القصة، وجمعية الأدباء، واتحاد الكتاب، ونادي القلم الدولي.
وفي نفس العام شغل منصب السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عن الطلبة، ثم سكرتيراً للجنة الطلبة، وأثناء ذلك الوقت تمكن من أن ينشر كتاباته في مجلات ثورية وعرضه هذا الأمر للسجن كما أنه استبعد عن دراسته لعدة أشهر.
وفي عام 1950 حتى عام 1960 عمل كطبيب بالقصر العيني، وبدأ ممارسة مهنته في مجال الطب النفسي عام 1956، ثم أصبح مفتش صحة، ثم صحفيا محررا بالجمهورية، 1960، وكاتبا بجريدة الأهرام وذلك في الفترة ما بين عامي 1973 حتى عام 1982.
وسافر إدريس خارج مصر زائرًا عدة دول عربية أكثر من مرة، كما زار بين عامي ١٩٥٣ و١٩٨٠م أمريكا والعديد من الدول الأوروبية والآسيوية، منها: فرنسا، وإنجلترا، واليابان، وتايلاند، وسنغافورة، وجنوب شرق آسيا، وقد ظهر أثر ذلك في كتاباته.
منح «وسام الجزائر» عام ١٩٦١م تقديرًا لدوره في دعم استقلال الجزائر ونضاله مع الجزائريين في معركتهم من أجل الاستقلال، وخلال مسيرته الأدبية نال إدريس عدة جوائز، منها: «وسام الجمهورية» مرتين عامي ١٩٦٣ و١٩٦٧م تقديرًا لخدماته في التأليف القصصي والمسرحي، وفاز ﺑ «جائزة عبد الناصر في الآداب» عام ١٩٦٩م، و«وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى» عام ١٩٨٠م، و«جائزة صدام حسين للآداب» عام ١٩٨٨م، و«جائزة الدولة التقديرية» عام ١٩٩٠م.
صنع إدريس بما ألفه مدرسةً مختلفةً وتجربةً جديدةً اتبعه فيها الكثير، مستخدمًا براعته في اللغة ليرسم قطاعاتٍ مختلفةً من المجتمع المصري. كانت تجربته الأولى في النشر القصصي في مجلة «القصة» بنشر قصة «أنشودة الغرباء» في ٥ مارس عام ١٩٥٠م، وبعد أربع سنواتٍ أصدر أولى مجموعاته القصصية «أرخص الليالي»، تلتها مجموعاتٌ قصصيةٌ أخرى، منها: «حادثة شرف»، و«النداهة»، و«اقتلها». ومن مسرحياته «المخططين»، و«الفرافير»، و«البهلوان».
كما شارك بالعديد من المقالات الأدبية والسياسية والفكرية التي نشرها في مجموعات، منها: «فقر الفكر وفكر الفقر»، و«أهمية أن نتثقف، يا ناس»، و«انطباعات مستفزة». ومن خلال كتابه «جبرتي الستينات» سجل ما مر عليه من أحداثٍ سياسيةٍ وفكريةٍ خلال فترة الستينيات. تحول عددٌ كبيرٌ من أعماله إلى أفلامٍ سينمائية، منها: «الحرام»، و«لا وقت للحب»، و«العيب»، و«قاع المدينة».