كان للطفولة في مصر القديمة مكانة قل أن توجد في العالم كله. فقد حرص المصري القديم على توجيه عناية خاصة بالطفل ليس فقط من يوم ميلاده، بل من مرحلة ما قبل الولادة، وهو جنين في بطن أمه. فقد "اهتم المصري القديم بالسيدة الحامل سواء صحيا أو دينيا أو قانونيا فمن الناحية الصحية كانت السيدة الحامل تتبع نظاما غذائيا يتناسب مع ما تتطلبه فتره الحمل أما من الناحية الدينية فقد كانت تستخدم التمائم والسكاكين والوشم لحمايتها وجنينها من قوى الشر كما اهتمت الدولة من الناحية القانونية بالمرأة الحامل وكانت تؤجل العقوبات المفروضة عليها حتى تضع حملها مراعاة لظروفها الصحية من جهة ومن جهة أخرى لا ذنب لجنينها بما اقترفته الام"
كانت العناية بالوليد تبدأ بالرضاعة الطبيعية من الأم ولعل الأم التي يضرب بها المثل عندهم هي إيزيس الربة الإلهة التي تحمل ابنها حورس الطفل والإله ابن الإله أوزيريس وهناك العديد والعديد من التماثيل والصور التي تثمن ذلك. أو من المرضعة، التي لها دور هام عند الحاجة لراحة الأم النفساء لبعض الوقت كان استخدام المرضعات من عادات الأسر الكبيرة، لكن الأسر الفقيرة في المجتمع، استخدمتها أيضا، في نهاية عصر الرعامسة. كانت المرضعات في الطبقات الراقية تنلن احتراما كبيرا وكانت صورهن في المناظر بنفس مقاييس السادة إلا أنهن كن يؤخرن الى آخر الصف في الأسرة الملكية
كانت لهن مكانة سامية في المجتمع، وكانت صلاتهن بدوائر القصر الداخلية سببا مهما في ترقيه أزواجهن كان الامر كذلك مع مرضعة نفرتيتي. فقد كانت وزوجه قائد المركبات أي زوجة أحد قيادات عصر اخناتون"
"كانت هناك مربيات أيضا وهي وظيفة أقل قدرا من المرضعة، حين تلد الملكة ولدا تخصص له المراضع والمربيات. والمربية تعني مرافقة، وقد تعني خادمه، وقد تعني مربية حقيقية وهي دائما من الإناث"
حرص المصري القديم على حسن تسمية المواليد وكان الابن ينسب لأبيه. ويذكر الجد الأول والثاني لأبيه. كانت التسميات إما دينية أو دنيوية ومنها مازال متداولا حتى اليوم مثل إيزيس ورمسيس وغيرها. وحرص أيضا على تسجيل المواليد. حيث كان هناك تعداد للسكان يتم عمله كل عامين وكانت هناك قوائم بإحصاء السكان وتسجيل المواليد وعقود الزواج أيضا.
كانت الأسرة تحرص على تنشئة أطفالها تنشئة دينية فقد كانوا يعتقدون في البعث والخلود واعتبر المصري القديم الحياة المعاشة معبرا للحياة الخالدة الأخرى. كانت الأسرة تحرص على تربية الطفل تربية أخلاقية وروحية في سن مبكرة. وترسله إلى المدارس الملحقة بالمعابد أو المدارس الحكومية أو ما يوازي الكتاتيب يتعلم فيها الطفل مبادئ القراءة والكتابة والحساب والمعارف الدينية أيضا ولا يفرق بين البنات والبنين.
كان للطفل المصري القديم حظه في اللعب أيضا بالدمى وهناك نماذج منها في المتاحف العالمية منها ما هو ثابت ومنها المتحرك وكانت هناك الألعاب الفردية والجماعية وايضا وبعض الألعاب والتدريبات العسكرية التي تساعد على تنمية المدارك واتساع الثقافة. كان المصري القديم يساوي بين البنات والبنين في الحقوق والواجبات ولا يفرق بينهما لا في التعليم او الميراث أو العناية والرعاية.
كان متطورا، فكريا وروحيا وعمليا. وماتزال مقومات الشخصية المصرية المعاصرة، تحمل سمات الشخصية القديمة، بملامحها وطبعها النفسي والوجداني، وخصائصها السلوكية والاجتماعية خاصة في الريف والأحياء الشعبية. كانت مرحله الطفولة عند المصري القديم تعني البراءة وكان الأبناء ضرورة في حياة الآباء وبعد مماتهم. فقد كانوا هم العون في الشيخوخة، والمسئولين عن دفن الوالدين. وإحياء اسم والديهم وبقاء ذكراهم بعد وفاتهم حيث كانوا هم المسئولون عن إقامة الشعائر وتقديم الصدقات والقرابين. فضلا عن هذا كان الأبناء هم المسئولون عن مختلف أنواع الزراعة وغيرها من أعمال توارثوها مثل الصيد أو الرعي.
آراء حرة
الطفولة عند قدماء المصريين
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق