الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الرهبان الفرنسيسكان يحجون إلى جبل موسى لمباركة مشروع التجلي الأعظم

جانب من الرحلة
جانب من الرحلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قام مجموعة من الرهبان والراهبات الفرنسيسكان، ومجموعة من الشباب بإحياء رحلة الحج القديمة إلى جبل موسى والمعروفة منذ القرن الرابع الميلادى، وذلك بالقيام برحلة حج إلى جبل موسى ودير سانت كاترين استغرقت خمسة أيام من 26 إلى 30 يوليو الجارى، ليؤكدوا للعالم أن هذا المكان هو الموقع الحقيقى للوادى المقدس والذى يضم جبل موسى أو جبل طور سيناء وجبل التجلى الأعظم وشجرة العليقة المقدسة، والذى وثقها علميًا وأثريًا وتاريخيًا خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان في كتابه "التجليات الربانية في الوادى المقدس طوى" الذى أصدرته دار أوراق للنشر والتوزيع.

وصرح قداسة الأب ميلاد الفرنسيسكانى، مدير المركز الثقافي الفرنسيسكانى بالقاهرة، بأنهم يقومون بهذه الرحلة منذ عدة سنوات للأماكن المباركة الطاهرة في مصر، واختاروا الحج إلى جبل موسى ودير سانت كاترين هذا العام لمباركة المشروع القومى التجلى الأعظم، والذى  جاء بتوجيهات السيسى لتعظيم قيمة هذا الموقع المقدس الطاهر الاستثنائى في مصر، وأن مصر وجهة الحجاج المسيحيين منذ القرن الرابع الميلادى وحتى الآن.

وأضاف قداسة الأب ميلاد الفرنسيسكانى، أن الرحلة جسّدت فترة صمت وتأمل لاكتشاف إرادة الله في حياة الإنسان نقضيها في صلوات وتأملات وكانت فرصة حقيقية للتأمل في هذه البقاع الطاهرة بأودية سيناء المباركة حول الجبل والدير والذى نتجول بها يوميًا لنختتمها بالصعود إلى جبل موسى ثم زيارة الدير كما كان يفعل الحجاج منذ نشأة الحج إلى البقاع المقدسة بسيناء.

وأشار إلى أن الرحلة القادمة ستضم مسيحيين ومسلمين للتبرك بمسار العائلة المقدسة إلى مصر وستكون البداية زيارة وادى النطرون والمواقع التي باركتها العائلة المقدسة بمصر القديمة والمعادى والمطرية.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، الضوء على نشأة رحلة الحج المسيحى وأهميتها لمصر وللعالم أجمع، وعرف مسيحيو القرن الثالث الميلادى الكهف الذى ولد فيه السيد المسيح عليه السلام فى بيت لحم معرفة جيدة، وبدأ ارتحالهم إلى هناك وإلى جبل الزيتون، وكان الهدف من زيارة هذه البقاع المقدسة هو الصلاة واكتساب الفضائل الروحية إلا أن التطور البارز فى فكرة الحج إلى القدس حدث فى عهد الإمبراطور قسطنطين أول الأباطرة المسيحيين (323 – 337م) الذى أوقف الاضطهاد الذى لحق بالمسيحية، وقامت أمه الإمبراطورة هيلانة بزيارة القدس في القرن الرابع الميلادى وبنت كنيسة القبر المقدس وجاءت إلى سيناء وبنت كنيسة في حضن العليقة المشتعلة مسار نبى الله موسى لتؤكد أنها الشجرة الحقيقية بالوادى المقدس طوى ومن يدخل هذه الكنيسة حتى الآن يخلع نعليه تبركًا بنبى الله موسى ومنذ ذلك الحين صارت الرحلة المقدسة إلى تلك البقاع تقليدًا قائمًا لدى الحجاج المسيحيين لتكون وجهتهم سيناء والقدس.

وينوه ريحان، إلى أن أغلب المسيحيين الذين يذهبون إلى القدس كانوا يضعون سيناء فى برنامجهم وتدفق الحجاج على سيناء عبر العصور فبين أعوام (381 – 384م) جاءت الراهبة إجيريا أو إثيرى "كما ذكرت بعض المراجع" قادمة من أوروبا إلى منطقة الجبل المقدس بسيناء عازمة على اتخاذ نفس الطريق الذى سلكه نبى الله موسى فى رحلة الخروج من مصر إلى فلسطين عبر سيناء ، وتطلق إثيرى تسمية سيناء على مجموعة من الجبال من بينها جبل الشريعة أو جبل سيناء وهو جبل موسى الحالى 2242م فوق مستوى سطح البحر.

ووصفت صعودها إلى جبل موسى فقالت أنها وجدت على قمته كنيسة صغيرة، وأقيم قداس تلاه توزيع خيرات الله على شكل فواكه من إنتاج منطقة الجبل المقدس وشاهدت هناك كنيسة ومغارة سكن فيها النبى إيليا، ويستدل من كتابات إثيرى على أن هذه الرحلة كانت شاقة وكثيرة التكاليف لا يقدم عليها إلا الشخصيات الكبيرة ذو النفوذ الواسع والمال الوفير .

وجاء بوستوميان وهو من أهالى ناريون بجنوب فرنسا إلى مصر عام 400م بعد أن عبر البحر المتوسط فى أربعين يومًا إلى الإسكندرية ثم توجه إلى القدس عن طريق سيناء وكان معه عدة مرافقين ووصف لنا رحلته، وجاء القديس أنطونين من إيطاليا إلى الجبل المقدس وذكر أن عددًا هائلًا من النساك جاءوا لمقابلته ينشدون التراتيل وأنه كان لكل دير ثلاثة رؤساء أحدهم يجيد اللاتينية والثانى الإغريقية والثالث القبطية.

وتابع ريحان: أن الحجاج المسيحيون جاءوا من كل بقاع العالم للحج إلى سيناء وهم آمنين مطمئنين فى ظل التسامح الإسلامى التى سارت عليه الحكومات الإسلامية فى المنطقة حيالهم  وقد زار سيناء عددًا من الحجاج لا يمكن حصرهم وكثير منهم كانوا من شخصيات ورتب عالية، وشهد بذلك الرّحالة الأوروبيون اللذين زاروا سيناء أمثال بورخارت الذى جاء من سويسرا مرتين عام (1232هـ/ 1816م) وعام (1238هـ / 1822م) وشاهد ثمانمائة من الحجاج الأرمن جاءوا من القدس وحجاج روس وخمسمائة مسيحى من أقباط مصر.

وأشار ريحان إلى وجود طريقان مشهوران للحج عبر سيناء، طريق شرقى وطريق غربى،  أمّا الطريق الشرقى فهو للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب ثم وادى الحسى إلى وادى وتير الذى تتوفر فيه المياه من بئر الحسى وبئر صويرا ويجاور وادى وتير أيضًا عين فرتاقة وبها جدول صغير يفيض بالماء طوال العام، ثم يسير الطريق فى وادى غزالة إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية ثم يسير إلى سفح جبل جونة، إلى وادى مارة ثم يدخل سفح جبل سيناء وطول هذا الطريق حوالى 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس الذى أطلق عليه عدة أسماء منها جبل موسى وجبل سيناء وجبل المناجاة وجبل طورسيناء.

أجرى ميخائيل ستون أعمال مسح أثرى ودراسة لنقوش وادى حجاج بهذا الطريق حين زيارته لسيناء عام 1979، ووجد بهذا الوادى نقوش أرمينية عددها 55 نقش أرّخها بين القرن (الأول إلى الرابع الهجرى / السابع إلى العاشر الميلادى) منها نقش لأحد الحجاج المسيحيين يقول (أنا ذاهب حول موسى) يعنى جبل موسى وآخر يقول (أنا رأيت القدس) وأن وجود مثل هذا العدد من النقوش الأرمينية فى الطريق الشرقى بسيناء وعدم وجودها فى الطريق الغربى يدل على كم المسيحيين الأرمن القادمين إلى جبل سيناء من القدس. 
و الطريق الغربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس، عسقلان، غزة، رافيا (رفح)، رينوكورورا (العريش) أوستراسينى (الفلوسيات) ،كاسيوم (القلس)، بيلوزيوم (الفرما)، سرابيوم (الإسماعيلية)، القلزم (السويس)، عيون موسى، وادى غرندل،  وادى المغارة، وادى المكتّب، وادى فيران إلى جبل سيناء وطول هذا الطريق من القدس إلى القلزم 400كم ، ومن القلزم حتى جبل سيناء 300كم فيكون الطريق من القدس سيناء إلى جبل 700كم. 

جانب من الفاعليات 
جانب من الفاعليات 
جانب من الفاعليات 
جانب من الفاعليات 
جانب من الفاعليات