يحتفل العالم اليوم السبت بـ"اليوم العالمي للصداقة"، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الدورة الخامسة والستين للجمعية المنعقدة فى 27 أبريل عام 2011، للاحتفاء بالصداقة وبيان أهميتها للأفراد وتعزيز العلاقات إذ إنها من أسمى المشاعر بين البشر.
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى المجتمع المدنى، بما فيه من المنظمات غير الحكومية والأفراد، إلى الاحتفال باليوم الدولى للصداقة بالطريقة المناسبة.
هل تؤثر الصداقة على الصحة النفسية؟
يقول الدكتور وليد هندي، استشارى الصحة النفسية، إن الصداقة من اهم القيم الانسانية النبيلة، والصداقة تعمل على تشكيل شخصية الفرد وطموحاته وأفكاره وتدعم القدرة على التواصل الانساني، وان الشرائع السماوية حرصت على إبراز قيمة الصداقة نظرا لاهميتها فى حياة الانسان، كقصة سيدنا النبى موسى عليه السلام والخضر، وفى المسيحية قصة سيدنا عيسى عليه السلام مع الحواريين واصدقائه، وقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابو بكر الصديق، حتى ذكرت في القرءان الكريم، وهوما يعكس قوة وقيمة الصداقة فى حياة كل فرد.
ويشير هندي لـ"البوابة نيوز" إلى أن تخصيص يوم عالمي للصداقة نظرا لأن العصر الحديث يتصف بزيادة ضغوط الحياة والازمات والجوائح والامراض المستحدثة، وكثرة الحوادث وارتفاع نسب البطالة وكثرة المشكلات الاجتماعية وجميعها تحتاج الى الدعم والمساندة الاجتماعية ووجود الاصدقاء الحقييقيون والانقياء لاعطاء النصيحة.
ويوضح استشاري الصحة النفسية، أن للصداقة اهمية وهى تؤثر فى الحالة المزاجية للانسان وتعزز الشعور بالسعادة، وتعمل على خفض حدة الاضطرابات الوجدانية، وهى الاكثر شيوعا فى العصر الحديث، وتنحفض فى حالة وجود اصدقاء انقياء وحقيقيون، وتشغل وقت الفراغ السلبي للانسان، وتشبع الهوايات للمشاركة فى عدة امور مع الصديق، وتخلق فرص عمل واكتساب المهارات الاجتماعية، والتحرر من المشاعر السلبية، وان الابحاث اثبتت ان الصداقة تزيد من فرص الحياة، والاستمتاع بها، مشيرا الى انها تحمى الصحة النفسية من الاصابة بالاكتئاب والتوتر،والتفوق والمشاركة والمنافسة الجيدة لتشبع الحاجة الى تقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس والتكيف مع الازمات والاصابة بالامراض، لذلك يقال اختار الصديق قبل الطريق.
جدير بالذكر، أن الجمعية العامة العامة للأمم المتحدة، أعلنت في عام 2011 اليوم الدولي للصداقة واضعة في اعتبارها أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملًا ملهمًا لجهود السلام، وتشكل فرصة لبناء الجسور بين المجتمعات، ولاحترام التنوع الثقافي.
وشددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قراراها 65/275، بشكل خاص على أهمية إشراك الشباب وقادة المستقبل في الأنشطة المجتمعية الرامية إلى التسامح والاحترام بين مختلف الثقافات.
والمراد من اليوم الدولي للصداقة هو دعم غايات وأهداف إعلان الجمعية العامة وبرنامج عملها المتعلقين بثقافة السلام والعقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف لأطفال العالم (2001 - 2010).
وللاحتفال بهذا اليوم، تشجع الأمم المتحدة الحكومات، والمنظمات الدولية ومجموعات المجتمع الدولي، على القيام بأنشطة ومبادرات تسهم في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحوار بين الحضارات، والتضامن، والتفاهم، والمصالحة.