قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن، غلة المحاصيل الرئيسية في أوروبا ستنخفض بشكل حاد هذا العام، بسبب موجات الحر والجفاف، مما يؤدي إلى تفاقم آثار حرب أوكرانيا على الأمن الغذائي وأسعار المواد الغذائية. وأضافت "الجارديان" أن الاتحاد الأوروبي يتوقع أن ينخفض إنتاج الذرة وعباد الشمس وفول الصويا بحوالي ٨٪ إلى ٩٪ بسبب الطقس الحار في جميع أنحاء القارة، حيث كانت إمدادات زيت الطهي والذرة تحت الضغط بالفعل، خاصة وأن أوكرانيا منتج رئيسي وقد أوقفت روسيا صادراتها.
موجات الحر والجفاف
وتعرضت أجزاء كبيرة من أوروبا للجفاف والطقس الحار في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك إسبانيا وجنوب فرنسا ووسط وشمال إيطاليا ووسط ألمانيا وشمال رومانيا وشرق المجر، مما تسبب في انخفاض غلات الحبوب بنحو ٢٪ بشكل عام، مقارنة بمتوسط الخمس سنوات الماضية، على الرغم من أن حفنة من المحاصيل مثل بنجر السكر والبطاطا تحقق أداءً أفضل من المتوسط.
وأوضحت "الجارديان" أن آخر طبعة شهرية من نشرة المريخ، التي نشرها هذا الأسبوع مركز الأبحاث المشترك للاتحاد الأوروبي، كشفت أن الجفاف والإجهاد الحراري في العديد من المناطق تزامن مع مرحلة الإزهار للمحاصيل الرئيسية، وخزانات المياه في العديد من الأماكن عند مستويات منخفضة جدًا بحيث لا يمكن تلبيتها الطلب على الري.
تداعيات حرب أوكرانيا
وذكرت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا أدت أيضًا إلى ارتفاع أسعار الوقود والأسمدة، وكلاهما من المدخلات الأساسية للزراعة، مما أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، مشيرة إلى أن أوكرانيا ذاتها تعاني أيضًا من آثار الطقس الحار والإجهاد الحراري.
فضلاً عن الحرب، التي تمنع شحن الحبوب والذرة وعباد الشمس والمحاصيل الأخرى التي تم حصادها بالفعل، ومن المحتمل أن يكون لها تأثير شديد على المحاصيل القادمة كمزارعين غير قادرين على زراعة حقولهم بشكل صحيح.
الأسعار حول العالم
وشهدت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم ارتفاعًا ملحوظًا خلال الآونة الأخيرة، نتيجة حرب أوكرانيا التي دخلت شهرها الخامس، وعواقب جائحة Covid-١٩ – التي قاربت من الثلاثة أعوام، مما أدى إلى استنفاد المواطنين في العديد من البلدان احتياطياتهم من الغذاء، فضلاً عن ارتفاع الطلب وتأثيرات أزمة المناخ.
