وجه تنظيم داعش الإرهابى دعوة لهجرة مقاتلية وأنصاره إلى أفريقيا،، معتبرًا أن القارة السمراء تشكل أرضا خصبة لبناء دولة الخلافة.
وركز التنظيم الإرهابى عبر الفيديو لمقاتليه وأنصاره- نشرتها ولاية غرب أفريقيا التابعة لتنظيم «داعش» (ISWAP)- على المقاتلين فى جنوب وشرق آسيا للانضمام الى التنظيم الإرهابى، مع نجاح السلطات فى هذه الدول بمواجهة التنظيم الإرهابى وتحجيم قوته.
تراجع قوته فى شرق آسيا
للتنظيم حضور فى جنوب وشرق آسيا بدأ مع إعلان العديد من الجماعاتالمتطرفة والإرهابية مبايعة التنظيم فى ٢٠١٤، والانشقاقعن تنظيم القاعدة الإرهابي، لتشكل فروعا لتنظيم الخلافة فى هذه الدول، وتبنى التنظيم الإرهابى أولى هجماته فى جنوب شرق آسيا فى ٢٠١٦ باعتداءات فى جاكرتا «٤ قتلى».
وفى ٢٠١٧ فى الفلبين أعلن إرهابيونمبايعتهم للتنظيم الجهادى الذى استولى على مدينة ماراوي، لكن القوات الحكومية استعادتهابعد أشهر من المعارك الضارية. ودخل الجيش الفلبينى فى مواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي، أدت إلى مقتل أكثر من ١١٠٠ شخص خلال ٢٠١٧ عندما هاجم متشددون موالون لتنظيم داعش مدينة ماراوى وسيطروا عليها لخمسة أشهر، مما ألحق بها دمارًا كبيرًا.
التبادل المعلوماتى والتنسيق الأمنى
لكن التبادل المعلوماتى على المستوى الرسمى بين دول رابطة دول جنوب شرق آسيا، فى مكافحة الإرهاب ضمن مبادرة استراتيجية متعدّدة الطبقات وطويلة الأجل، نجح فى تحجيم أحلام داعش فى التواجد بشكل قوى ومؤثر فى هذه الدول.
وعبر التبادل الأمنى والمعلوماتى وتوريد الأسلحة والمعدات المتطوّرة ذات الاستخدامالمزدوج، وتدريب الأفراد من بلدان آسيان وتبادل قواعد البياناتوالمعلومات التشغيلية، وخصوصًا فيما يتعلق بحركة المشتبه فى صلاتهم بالتنظيماتالإرهابية، ومكافحة الدعاية المتطرّفة، بما فى ذلك على شبكة الإنترنت، والمخابرات المالية التى تهدف إلى كشف الأموال المشبوهة ومنعها. بالإضافة إلى ذلك، هناك تبادل مستمر للخبرات، فضلًا عن الأنشطة الإنسانية والتعليمية والثقافية التى تساعد، وفقًا لطريقة القوى الناعمة، فى تقوية الروابط بين الدول وتنمية المجتمعات المدنية فى دول آسيا ومواجهة التنظيم الإرهابي.
الدعم الإقليمى والدولى
كذلك نجاح استراتيجية دول جنوب وشرق آسيا فى مواجهة الإرهاب، جاء مع تلقى هذه الدول دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا وسياسيًا كبيرًا من الدول الغربية فى معركتها ضد الإرهاب الجهادي. فى أفغانستان،اضطلعت القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو بعمليات القتال الرئيسة ضد داعش. وفى جنوب شرق آسيا، شاركتِ القواتُ الخاصة الأمريكية والأسترالية، بشكلٍ مكثف، فى تدريب الجيش الفلبينى على عمليات مكافحة الإرهاب والتمرد. ومعلوم أن القوات الأمريكية الخاصة تشارك فى العمليات العسكريةإلى جانب القوات الفلبينية ضد متمردى أبوسياف الموالين لداعش فى مينداناو. أما الصين، فقد درَّبت القوات العسكرية البورميةوالتايلاندية على عمليات مكافحة التمرد.
تراجع حذر
وقد خلص التقييم السنوى للتهديدات الإرهابية الذى تعده إدارة الأمن الداخلى (ISD) فى دولة سنغافورة، يوليو الجاري، إلى أنه لا توجد، حاليًا، معلومات استخباراتية محددة عن هجوم إرهابى وشيك على سنغافورة، وهو ما يشكل نجاحا لهذه الدول فى مواجهة الإرهاب.
وأوضح التقرير أن العمليات الإرهابية المرتبطة بداعش أو المستوحاة فى المنطقة،تراجعت بشكل كبير، لافتا إلى أن أكثر من ١٠٠٠ من جنوب شرق آسيا سافروا إلى منطقة الصراع فى سوريا/ العراق منذ منتصف عام ٢٠١٠. بقى ما لا يقل عن ٦٠٠ فى سوريا، وعدد كبير منهم من النساء والأطفال فى معسكرات الاعتقال، موضحا أن هؤلاء يشكلون مصدر تهديد أمني.
الإرهاب الإلكترونى
لكنها حذرت من الإرهاب الإلكترونى ونشاط الجماعاتالإرهابية على الإنترنت،وقالت إدارة ISD فى الإصدار الرابع من تقرير تقييم خطر الإرهاب فى سنغافورة، إن «التهديد من الجماعات الإرهابيةوأيديولوجيتها العنيفة مستمرة. وتواصل شبكتها الافتراضيةمن مؤيديها نشر الدعاية وجمع الأموال والتخطيط للهجمات. وقد أدى انتشار الأيديولوجياتالمتطرفة عبر الإنترنتإلى تغذية خطر التطرف الذاتى فى سنغافورة». وفى إشارة إلى النشاط الإلكترونىالمؤيد لداعش المزدهر على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت ISD إن مجموعات وسائل الإعلام المستقلةوأنصار داعش يشاركون فى «الجهاد الإلكتروني» من خلال توزيع مواد داعش الرسمية جنبًا إلى جنب مع الدعاية الداعشية،لافتا إلى أن الهدف هو تجنيد مقاتلين جدد للتنظيم الإرهابي.
نشاط فى مناطق الصراع
وعلى الصعيد الدولى ، قالت الوزارة إن داعش لا يزال يشكل تهديدا أمنيا كبيرا. لم توقف الحركة هجماتها على الرغم من خسارتها سيطرتها على الأراضى فى سوريا والعراق قبل حوالى أربع سنوات، وأعلنت مؤخرًا مسئوليتها عن الهجمات فى سوريا.
هذا التعيين الفورى يعكس «مقعد القيادة العميق والمرونة التشغيليةللمجموعة»، قال ISD إن داعش بنى بصمته العالمية من خلال فروعه فى جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، لافتة إلى نشاط ملحوظ للتنظيم فى مناطق الصراع خاصة أفغانستانوأفريقيا وسوريا.
لذلك تدرك حكومات جنوب شرق آسيا أن التهديد العابر للحدود يتطلب استجابة متعددة الأطراف. إلى جانب جهود الإنفاذ المحلية والاستخبارات الثنائية وترتيباتتسليم المجرمين، أنشأت رابطة أمم جنوب شرق آسيا «آسيان» آليات لتعزيز استجابتها للإرهاب عبر الوطني. لقد كان الإرهاب العابر للحدود عنصرًا أساسيًا فى جدول أعمال اجتماع بلس لوزراء دفاع الآسيان.
كما وُضعت مبادرات دون إقليمية هادفة لمكافحة الإرهاب عبر الوطني، على سبيل المثال، يهدف الترتيب التعاونى الثلاثى (TCA) الذى تم تنفيذه فى يونيو ٢٠١٧ إلى الحد من الأنشطة البحرية العنيفة.