طل علينا يوم 27 يوليو فى الشهر الماضى ذكري ميلاد الكاتب الروائي أسامة أنور عكاشة أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو فى الدراما المصرية وبخاصة المسلسلات التليفزيونية بجانب عدد مهم من الروايات التي قام بتأليفها وتحولت إلى أفلام سينمائية ستظل تلك الأعمال خالدة بسبب جودتها وارتباطها بالواقع المصري.
وقد اختص الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة السويس وأبناء شعبها صاحب التاريخ الوطني حيث كتب أسامة أنور عكاشة رواية مهمة عن أبناء السويس الأبطال بفيلم «كتيبة الإعدام».
حيث غاص فى أعماق أبناء السويس الباحثين عن الثأر من العدو الإسرائيلي والرافضين للخيانة الوطنية، وقد كشف فيلم «كتيبة الإعدام» عن معان عميقة فى الوطنية لأبناء السويس.
تبدأ الأحداث داخل الفيلم بمدينة السويس فى أحد أيام الصمود فترة حرب الاستنزاف وأثناء حصار السويس فى أكتوبر 1973 حيث راح العدو الإسرائيلي عن طريق بعض عملائه بجمع المعلومات عن رجال المقاومة الذين رفضوا هجر المدينة وعن طريق أحد عملاء العدو الإسرائيلي «فرج الأكتع».
عرف الإسرائيليون أن «سيد الغريب» صاحب أحد الأفران البلدية فى السويس هو الرجل الذي جمع والتف حوله رجال المقاومة من أبناء السويس.
فوضع العدو الاسرائيلي خطة عن طريق عميلهم «الأكتع» للتخلص من سيد الغريب وابنه والآخرين أثناء الليل ونجحت الخطة حيث تم قتل سيد الغريب وبعض أفراد المقاومة ولم يبق حيًا سوى «حسن عز الرجال».
لكن الشبهات كما يحكي الفيلم تحوم حول «حسن» ويتم اتهامه بالتواطؤ مع العدو الإسرائيلي لقتل «سيد الغريب» وآخرين والاستيلاء على المبالغ المالية التى كانت تخص مرتبات قوات الجيش الثالث التى كان سيقوم بتوصيلها «سيد الغريب» إلى رجاله لكن ليس معه أى دليل على البراءة.
ويتم سجن «حسن عز الرجال» لمدة 14 عامًا يخرج بعد قضاء فترة العقوبة ولديه أمل واحد أن يبحث عن ابنه الوحيد «هانى» ليثبت براءته، لكن لا يجد زوجته أو ابنه، وعلى الجانب الآخر تبحث «نعيمة» ابنة سيد الغريب عن قتلة أبيها، وتلاحق الشرطة «حسن عز الرجال» حيث يقوم الضابط «يوسف» بضرب «حسن» ولكن لا يعترف بشىء فى النهاية.
وتعرف «نعيمة» أن «الأكتع» الذي كان يعيش فى السويس عين العدو الإسرائيلي على رجال المقاومة كان سببًا فى موت الشهيد «سيد الغريب» وابنه وقد حصل على ثمن خيانته من أموال الجنود وأصبح «الأكتع» من كبار رجال الأعمال ومعروفًا باسم «عزام أبوخطوة» صاحب المولات التجارية.
ويتأكد الضابطان «يوسف» و«كمال» من براءة «حسن عز الرجال» ويقفان إلى جانبه وإلى جانب «نعيمة» الباحثة عن قتلة أبيها وأخيها وفى لحظة واحدة يطلق الأربعة «حسن» و«نعيمة» والضابطان «يوسف» و«كمال» رصاص مسدساتهم على العميل الخائن «الأكتع» الذي باع رجال المقاومة للاسرائيليين.
الفيلم أخرجه عاطف الطيب عام 1989 وكان أبطاله الفنانين «نور الشريف، معالي زايد، ممدوح عبدالعليم، شوقي شامخ، سلوي خطاب، عزيزة راشد، أحمد خليل، علا رامى وعبدالله مشرف».
لقد كشفت الرواية وسيناريو الفيلم للأديب أسامة أنور عكاشة مدي تقديره للسويس وأبنائها الوطنيين تقديرًا لأدوارهم الوطنية عبر تاريخ المحافظة الوطنى.
عمومًا ستبقي أعمال أسامة أنور عكاشة خالدة بمدى عمقها وارتباطها وصدقها مع الواقع، ولعل الذاكرة الوطنية تذكر أبرز أعمال هذا المؤلف منها: «الشهد والدموع، ليالي الحلمية، أرابيسك، المشربية، ضمير أبلة حكمت» وغيرها من مسلسلات مهمة منها: «عصفور النار، أبوالعلا البشرى، الرايا البيضاء، زيزنيا» وغيرها من الأفلام المهمة.
وتبقى تحية للروائي الجميل أسامة أنور عكاشة فى تاريخ ميلاده وتحية خاصة من أبناء السويس.