نشرت جريدة الديلى ميل البريطانية أن جراحات المخ التي ابتكرها المصرى القديم لعلاج أورام الدماغ أفضل من الأدوية وأن المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية في مصر القديمة وتسمى استئصال القحف المزيل للضغط هم أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة بمقدار الخمس من أولئك الذين يتلقون العلاج بالأدوية وهو ما يكشف تطور قدماء المصريين في الطب بصورة كبيرة.
يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار براعة المصرى القديم في الطب عامة وجراحات المخ خاصة من خلال دراسة أثرية للدكتورة هناء سعد طنطاوى مفتش آثار أول بوزارة السياحة والآثار موضحًا أن المصرى القديم برع في تشخيص المرض وطريقة علاجه والعمليات الجراحية التي تنم على علم ودراسة وليس سحر وشعوذة ودليل ذلك البرديات الطبية الموجودة في كافة متاحف العالم عن براعة المصرى في كافة فروع الطب سواءً الباطنى أو أمراض العظام أو أمراض النساء والتوليد أو أمراض الفم والأسنان بشكل لا يقل عن التقدم التكنولوجي في عصرنا الحالي.
وتفوق الطبيب المصري القديم في العديد من العمليات الجراحية الصعبة ومنها تثبيت داخلي لعظام الفخذ باستخدام مسمار معدني يمر من عظمة الساق إلى عظمة الفخذ في مومياء الكاهن أوسر منتو متحف الروزيكريشان- أمريكا (دولة حديثة- الأسرة الثامنة عشرة) وإصبع خشبية وضعت في مكان إصبع مبتور بجسد إحدى المومياوات المصرية بالمتحف البريطاني بلندن.
ونقش على جدران مقبرة عنخ ما حور يوضح عملية الختان في مصر القديمة بسقارة الأسرة السادسة الدولة القديمة وفك به تثبيت الأسنان في الطب المصري القديم بمتحف الجامعة الأمريكية بصيدا لبنان والمتحف الوطني لطب الأسنان بالتيمور وتشخيص السرطان من خلال البرديات الطبية وتسميته بالآكل أو الآكال وغيره.
وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى جراحة الوجه والجمجمة بصفة خاصة (التربنة) والتي تعني باليونانية الحفار وهى في أبسط تعريفها عمل ثقب في القحف (عظام الجمجمة) وذلك في علاج حالات خاصة مثل نزيف المخ أو ورم أو كسر بالجمجمة أثناء الحروب والغريب أن الطب الحديث استخدم نفس طريقة المصري القديم مع اختلاف الآلات لخطورة هذه العملية وإن كانت لها نسب نجاح، وقد تعامل الطب الحديث مع هذه العمليات بمنتهى الدقة وقاموا بترقيع عظام القحف بلوحة من التيتانيوم، ومع مرور الوقت اكتشف بها بعض المشاكل ومنها عدم صلابتها بما فيه الكفاية ومن السهل التشوه بعد تعرضها للقوة الخارجية إلى جانب أنها تؤثر على التصوير أثناء الفحص اللاحق
وتؤكد الدكتورة هناء سعد طنطاوى مفتش آثار أول بوزارة السياحة والآثار أن العلماء حديثًا اكتشفوا مادة جديدة كثافتها قريبة جدًا من كثافة العظام البشرية إلى جانب أنها صعبة للغاية وهي مادة كيتون الإثير عديد الأثير والتى تتميز بالتوافقية البيولوجية الجيدة ومرونة مثالية لذا فهي مادة ممتازة لاستبدال عظام الوجه والجمجمة.
ولقد تأكد أن الطب الحديث في مثل هذه العمليات لم يأت بجديد، ومن خلال بردية إدوين سميث الجراحية تبين أن المصري القديم كان على دراية كاملة بعمليات فتح الجمجمة في حالات الصدمات والارتجاجات واستخراج الدم المتجمد (التربنة) ووقف النزيف وتنظيف الأنسجة التالفة ثم ربطها بالضمادات والمواد اللاصقة ومنها على سبيل المثال لا الحصر وصفات بردية إدوين سميث رقم(1،2،3، 5،6،7، 8).
وكانت هذه طريقة العلاج (والآن بعد أن تخيط الجرح ضع لحمًا طازجًا على جرحه في اليوم الأول، لا تربطه، أرسه في أوتاد مرساه إلى أن ينتهي زمن الإصابة، عالجه بعد ذلك بالدهن والعسل والكتان يوميًّا حتى يشفى) ونجد أن المصري القديم استخدم لترقيع عظام القحف اللحم الطازج وذلك لأن اللحم له تأثير فعال على تجلط الدم.
وقد تم العثور على جمجمة بها عملية تربنة تعود إلى 4000 آلاف عام محفوظة بمتحف النوبة بأسوان، ومن خلال فحص الجمجمة تبين أن صاحبها عاش 20 عامًا بعد هذه العملية، علاوة على جمجمة موجودة بالمتحف البريطاني تشير أيضًا إلى نجاح العملية وأن صاحبها عاش بعدها ولكن بمدة أقل ويؤكد كل هذا أن ما توصل اليه الطب الحديث بأدق الأجهزة، توصل إليه المصري القديم بعينه المجردة.