قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز "الأمصار" للدراسات السياسية والاقتصادية، إن ما جرى في العاصمة العراقية بغداد من دخول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء ثم إلى مجلس النواب، كان فيه رسالة شديدة اللهجة إلى النخب السياسية الحاكمة وكذلك إلى الخارج العراقي، رسالة الصدر كانت تشير إلى أن هناك ثوابت على الإطار عدم تخطيها .
أضاف العزاوي في حديثه لـ"قناة العربية الحدث" أنه كان مقررا لهذه التظاهرات أن تكون الخميس وكان مرتبا لها أكثر من ذلك بكثير، لكن هناك سببين أساسيين دفعا التيار الصدري للقيام بهذا التظاهر، الأول هو وصول إسماعيل قآاني إلى العاصمة العراقية بغداد ، وهو يحمل رسالة مفادها أن اندلاع أي نزاع "شيعي- شيعي" معناه أنه لن تقبل إيران بمثل هذا النزاع لأنها غير مستعدة لخسارة العراق تحت أي ظرف، فالعراق هو خندقها الأساسي إلى العالم، السبب الثاني هو أن المالكي كان يتجه إلى فرض السيد ( السوداني ) كأمر واقع على الواقع السياسي .
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن الإطار التنسيقي ليس كتلة متجانسة، مشيرًا إلى أن "قآاني" طلب بشكل واضح أن يسحب السيد محمد السوداني ، وسانده في ذلك الحكيم والعامري، بينما اعترض الشيخ قيس الخزعلي والسيد نوري المالكي، معتبرين تراجع الإطار عن اسم السوداني، يعني ذلك خسارتهم في تشكيل الحكومة، ويعني أن السيد الصدر فرض قراره على الإطار التنسيقي .
وتابع: كان السيد حيدر العبادي هو الأكثر قبولية للتفاوض مع التيار الصدري والقوى السياسية جمعاء، إلا أن إصرار وتعنت السيد المالكي بدفع وتوجيه من قيس الخزعلي أفشل الإطار في أن يمرر الدكتور حيدر العبادي.
وأكمل: لا يوجد هناك بديل أمام الإطار التنسيقي إلى الآن سوى البقاء على منهج أنه لا بديل إلا محمد شياع السوداني، وبالتالي نحن الآن أمام طريق مغلق ولا يوجد أمامنا سوى انتظار الساعات القليلة القادمة ربما سيكون هناك جديد.
ولفت أستاذ العلاقات الدولية، أن المشهد الذي شاهدناه اليوم في مقابل مشهد آخر لقوى تعتقد بأن لغتها الوحيدة هي لغة السلاح والقوة، هذا يدفع البلد إلى حافة خطيرة جدًا، ولا يمكن أن نبتعد كثيرًا عن سيناريوهات الحرب، ولدينا الاستعداد لها بشكل جيد.
ووجه العزاوي سؤالا للقيادة العراقية، لماذا سمحتم باختراق المنطقة الخضراء ودخول الجماهير، لأنكم احترمتم الدستور وقلتم أنه حق مشروع، إذًا لماذا لم تحترموا الدستور عندما وصل لهذه المنطقة شباب تشرين وسقط منهم الكثير من الضحايا والشهداء؟
واختتم قائلًا: العملية السياسية اليوم غير قادرة عن التعبير عن الشارع العراقي، لعدة أسباب أهمها أن التيار الصدري لن يخرج بكتلته الكبرى، موضحًا أن الأمور تتجه في المستقبل إلى بقاء حكومة الكاظمي كتسيير للأعمال لفترة محددة.