ترأس الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، مؤتمرا افتراضيا بمشاركة المكتب التمثيلي للجمعية في جنوب أفريقيا، والذي كان بعنوان "كيف تحسن المشروعات الصغيرة والمتوسطة – سلسلة الأمن الغذائي"، وذلك بحضور ممثل الجمعية في جنوب أفريقيا " دانيال موتشوين".
واستهل الشرقاوي، الاجتماع بالترحيب والشكر لكل الحضور، وأكمل حديثه بالإشارة إلى الاهتمام الذي تلقاه المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من قبل جميع أعضاء الجمعية، لما لهذه المشروعات من دور مهم وأساسي في دفع عجلة الإنتاج في جميع القطاعات، وتوفير فرص العمل للشباب. حيث تمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ٩٥٪ من عمليه تحسين الأمن الغذائي.
واستعرض الشرقاوي، دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تحسين الاقتصاد الإفريقي، مؤكدًا أن الجمعية تسعى لتوفير كافة أوجه الدعم و التيسيرات اللازمة؛ لتشجيع القطاع الخاص على إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة في أفريقيا، و التوسع في عمق القارة.
وأكد أهمية العمل رسم الخريطة الاقتصادية للقارة الإفريقية، مشيرًا إلى أهمية تعزيز أطر التعاون مع دولة جنوب إفريقيا بشأن الملفات ذات الاهتمام المشترك؛ لتعميق الاقتصاد الإفريقية، وتحقيق الأمن الغذائي، ليعود بالنفع على كافة دول القارة السمراء.
وخلال الاجتماع، أوضح السيد لويس بولزون، الرئيس التنفيذي لمجموعة LFP، أن المجموعة لديها حلول للتنمية المستدامة، و أهمها برنامج تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة AGRI، وأكد أن هذا البرنامج صمم بالاعتماد على ممارسات نمذجة الأعمال الذكية، مؤكدا أن الهدف منه لا يتعلق فقط بمنح العاطلين عن العمل في جنوب إفريقيا المهارات اللازمة، ولكن للسماح لهم ببدء أعمال تجارية جديدة، وزيادة النمو الاقتصادي وخلق مجتمع مستدام وقوي.
وتحدث لويس عن حلول التدريب الرقمي المعتمدة ، حيث تتضمن أدوات ومناهج جديدة لمساعدة المتعلمين بطريقة فريدة من نوعها، ولفت بولزون خلال استعراضه لحلول التنمية المستدامة في مجموعته، إلى الحلول التدريبية المعتمدة خارج الموقع، حيث تقدم المؤسسة دورات تعليمية وقصيرة معترف بها من قبل وزارة التعليم، وفي العديد من مؤسسات SETA.
وتطرق براين مباثا، إلى الحديث عن دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق الأمن الغذائي، حيث تنقل الأغذية من المزارع إلى المنازل، وخلق فرص عمل للملايين، و أضاف أن الشركات الصغيرة والمتوسطة غالبا ما تقودها النساء في جنوب إفريقيا، خاصة الشركات المتخصصة في صناعة الأغذية، وتجارة الجملة، وتجار التجزئة.
وتناول مباثا، التحديات التي تواجه الأمن الغذائي، ومن ضمنها أضرار الزراعة الأحادية، حيث أكد أنها تعزز الفقر وتزيد من المناطق الفقيرة، على الرغم من تمتعها بإمكانيات زراعية وبيئية عالية، كما أكد أن بيع المزارعين المنتجات لتعويض ارتفاع تكاليف المدخلات، والبذور، والأسمدة، والعمالة، والديزل، وغيرها من أهم التحديات.
كما أكد أن الغذاء أصبح سلعة يتم تداولها في السوق، ولكن من يتحكم في السوق يحدد سعر الغذاء، وأكمل أن عدم الاستقرار بسبب Covid-19، والأحداث المناخية، والصراع بين روسيا وأوكرانيا، من أكثر التحديات التي أحدثت تأثيرا كبيرا في سلسلة التوريد الغذائي، وأكمل أن التحديات المالية، ونقص القيمة المضافة والمهارات، والبنية التحتية، والأسواق، والأمراض التي تسببها بعض الأطعمة، جميعها تحديات تواجه الأمن الغذائي.
كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة طرق تحقيق التوازن الكامل من أجل تحسين الإنتاجية، وتوصل الحضور إلى أنه يجب أن تتضمن الأساليب الجديدة حوافز لإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة الجديدة و الديناميكية، وإقامة المؤسسات الزراعية المنزلية والتي أصبحت في حد ذاتها مصادر للإنتاج، وخلق فرص عمل جديدة، ومولدات الدخل، ومعاقل الأمن الغذائي، بالاعتماد على المدخلات، والإنتاج، والمعالجة، وتجارة التجزئة الفرعية لسلاسل الأعمال التجارية الزراعية.
وفي السياق ذاته، أكد الحضور أن الحكومة تحتاج إلى التدخل من خلال توفير البذور والأسمدة المجانية، مشددين على أن الشركات الصغيرة والمتوسطة يمكنها الاستفادة من المبيدات العضوية، مؤكدين أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تحتاج إلى التحول من الزراعة الأحادية إلى طرق التنوع البيولوجي، والعضوية، والبيئية.
وأكد الاجتماع، على ضرورة الابتعاد عن الأساليب البدائية التي تقلل الإنتاجية إلى اعتماد الحلول التقنية، وأضاف الحضور أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تحتاج إلى منصات لعرض منتجاتها، والاهتمام بتطوير المهارات.
كما تناول الاجتماع، متابعة الخطوات التنفيذية لما طرح من مناقشات ووجهات نظر ورؤى خلال اللقاءات السابقة، وأختتم الشرقاوي اللقاء بالتأكيد على أهمية التشاور، وتبادل الآراء المستمر، بما يخدم التنسيق وتوافق الآراء إزاء القضايا المطروحة، وأكد الشرقاوي حرص الجمعية على تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة مع جنوب إفريقيا.