قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن إمعان دولة الاحتلال في ضم الضفة الغربية المحتلة، يأتي نتيجة مباشرة لغياب الإرادة الدولية الحقيقية لاحترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 2334، ونتيجة أيضا لقدرة دولة الاحتلال على التعايش مع هذا السقف المتدني لردود الفعل الدولية تجاه الاستيطان.
وأضافت الخارجية، في بيان صحفي اليوم الأربعاء، أن اكتفاء الدول والمجتمع الدولي ببعض المطالبات الخجولة لدولة الاحتلال، تعكس حجم تخلي المجتمع الدولي عن تحمل مسئولياته تجاه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ومعاناة شعبنا وإزاء المسئولية الدولية في اتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية لحل الصراع بالطرق السياسية التفاوضية.
ورأت أن ارتهان الموقف الدولي وحصره في تلك المطالبات يكشف مدى تورط المجتمع الدولي في توفير الحماية والحصانة للاحتلال وتخليه عن مسئولياته القانونية والسياسية والأخلاقية في تنفيذ هذه المطالبات، الأمر الذي يشجع دولة الاحتلال ليس فقط على الإفلات المستمر من العقاب، وإنما أيضا توفير المظلة اللازمة لها للاستمرار في تعميق الاستعمار وضم الضفة واستكمال بناء نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في فلسطين المحتلة.
وأدانت الخارجية، جرائم تعزيز وتوسيع الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، بما في ذلك قرار الاستيلاء على مئات الدونمات والمصادقة على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما أدانت القرار العسكري الإسرائيلي بالسماح للفلسطينيين بإخراج حصر الإرث من المحاكم الشرعية الإسرائيلية لتسهيل عملية تسريب وسرقة أراضي المواطنين الفلسطينيين.
واعتبرت أن هذه القرارات تندرج في إطار عمليات تكريس ضم القدس وتهويدها وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني خاصة من جهة بيت لحم هذه المرة، وتقطيع أوصال المناطق والأحياء المقدسية وتحويلها إلى شظايا متناثرة تغرق في محيط استيطاني ضخم مرتبط بالعمق الإسرائيلي، وتأتي أيضاً في سياق السياسة الإسرائيلية الرسمية الهادفة لحسم مستقبل قضايا الصراع التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال ووفقاً لخارطة مصالحها الاستعمارية في الضفة الغربية، وفي مقدمتها حسم مستقبل القدس والأرض، بما يؤدي إلى وأد أية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين، وإغلاق الباب نهائيا أمام أية إمكانية لتجسيد دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.