أشارت الكاتبة البريطانية جينيفر رانكين، إلى أن الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات جادة لتجنب أزمة طاقة حادة خلال موسم الشتاء القادم وسط مخاوف تنتاب القارة الأوروبية من قيام روسيا بقطع إمدادات الغاز بالكامل عن الدول الأوربية كرد فعل للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأضافت الكاتبة، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن وزراء الطاقة في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي توصلوا أمس إلى اتفاق خلال اجتماعهم في بروكسل بشأن ترشيد استهلاك الطاقة طواعية بنسبة 15% قبل أن يصبح أمرًا مفروضًا عليهم في حالة قيام روسيا بمنع إمدادات الغاز عن أوروبا بأسرها، موضحة أن اتفاق وزراء الطاقة يأتي بعد أيام من المفاوضات الساخنة حول أزمة الطاقة الحالية في أوروبا.
وتضيف رانكين أن التوصل لهذا الاتفاق يأتي قبل مرور 24 ساعة من قرار روسيا بتقليص إمدادات الغاز للدول الأوروبية بدءًا من اليوم الأربعاء بنسبة تصل إلى 80% عبر خط أنابيب نوردستريم-1، والذي يمثل شريان الحياة الرئيسي لواردات الغاز الروسي إلى قارة أوروبا، موضحة أن وزراء الطاقة الأوروبيين وافقوا على منح استثناءات من هذا القرار لبعض الدول الأوروبية التي لا ترتبط بشكل كبير بشبكة الغاز الأوروبية.
وتنوه الكاتبة في نفس الوقت بتصريحات أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية التي أكدت أنها لا ترى أي سبب فني مقبول لمثل هذا الإجراء من جانب روسيا كما قامت بتوجيه اتهام صريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة ابتزاز الدول الأوروبية بسبب مساندتها لأوكرانيا.
وتشير الكاتبة إلى أن الاتفاق الأوروبي قوبل باستحسان كبير من جانب مسؤولي الاتحاد الأوروبي بوصفه خطوة بالغة الأهمية لتبني سياسة أوروبية موحدة بشأن الطاقة في الدول الأوروبية، لافتة إلى ترحيب وزير الصناعة والتجارة التشيكي جوزيف سيكيلا والذي أعرب عن اعتقاده أن التوصل إلى الاتفاق لم يكن من السهولة بمكان إلا أنه كان ضروريًا، مؤكدا أهمية تقاسم الدول الأوروبية التضحية في ظل الأزمة الحالية، ولاسيما أن الاتفاق سوف يسهم في تجنيب أوروبا عواقب وخيمة خلال موسم الشتاء القادم كما أنه سوف يؤدي إلى انخفاض أسعار الطاقة.
وتقول الكاتبة إن المفوضية الأوروبية كانت قد طرحت اقتراحًا بتخفيض استهلاك الغاز على مستوى القارة كلها بنسبة 15%، وهو إجراء من شأنه توفير ما يقرب من 45 مليار متر مكعب من الغاز مع إعفاء الدول الأوروبية التي لا تعتمد على الغاز الروسي في توفير احتياجاتها من الطاقة أو تعتمد بشكل جزئي على واردات الطاقة الروسية.
وتضيف الكاتبة أنه بموجب هذا الاتفاق، ستقوم الدول الأوروبية بتخفيض استهلاكها من الغاز بنسبة 15% بدءًا من شهر أغسطس وحتي شهر مارس من العام القادم على أن تبدأ جميع الدول الأوروبية في تنفيذ خطة عاجلة لاستهلاك الطاقة في حالة قيام روسيا بقطع كامل لإمدادات الغاز عن أوروبا بحيث يصبح ترشيد استهلاك الطاقة أمرًا إلزاميًا على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وتشير الكاتبة إلى أن الاتفاق يمنح إعفاءات للدول الأوروبية في منطقة البلطيق حيث ترتبط شبكات الكهرباء في تلك الدول بالشبكة الروسية مما يجعلها معرضة لانقطاع التيار الكهربائي في حالة قيام روسيا بقطع إمدادات الطاقة عنها.