التقت عدسة البوابة نيوز بعدد من ضحايا الزواج المبكر بمحافظة المنيا، واللاتي كشفن عن معاناتهن مع الزواج المبكر قبل 18 عام، كما تحدت عدد من الرائدات الريفيات عن دور حملة زواجها قبل 18 عام التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي في إنقاذ العديد من الفتيات من الزواج المبكر.
تحدثت شيماء خلف ٢٤ عام عن معاناتها مع الزواج المبكر حيث تزوجت عندما كان عمرها 15 عاما واوضحت أنها عانت كثيرا مع هذا الزواج حيث كان زوجها عمره 36 عاما وعانت معه كثيرا بسبب صغر سنها، وانجبت طفلها في عمر الـ16 ولكن الطفل توفي وهذا ما دفععها إلى طلب الطلاق.
وأشارت شيماء إلى انها لم تحصل على حقوقها بعد الطلاق حيث أن زواجهما لم يكن مؤثقا ولم تثبت الزواج، وأضافت أنها حاليا متزوجة من رجل أخر ولديها ٣ أبناء مؤكدة ان الزواج الثاني كان أفضل من الزواج الأول.
ووجهت رسالة إلى أولياء الأمور بعدم التسرع في زواج بناتهم قبل سن 18 كي لا تتكرر معاناتها.
من جانبها قالت وفاء انها كان لديها 3 بنات، وقررت ان تتزوج ابنتها الثانية عندما كان عمرها 13 عاما بسبب سوء الحالة المعيشية، بينما ابنتها الكبرى قررت أن تستكمل تعليمها وتزوجت في عمر الـ18.
واشارت إلى أن ابنتها عانت كثيرا بسبب زواجها في سن ال18 محيث عانت في الولادة ولازالت تعاني حتى الآن بسبب الزواج المبكر، وبعدما علمت بحملة جوازها قبل 18 يضيع حقوقها قررت الا تتزوج ابنتها قبل أن تتم 20 عاما كي لا تتكرر معاناة شقيقتها، موجهة نصيحة الي أولياء الأمور بعدم التسرع في زواج بناتهم.
وقالت هناء حسين أحمد رائدة ريفية، أن حملة جوازها قبل 18 يضيع حقوقها بدأت يوم 31 مايو، ولكن بعض الأهالي لم يتفاعلوا مع الحملة في بدايتها حيث كان الفقر شماعة لزواج الفتاة في سن مبكر والتي تعد جريمة في حق الفتاة حيث يتم اجبارها على ترك التعليم بعد الزواج، وأضافت ان الأهالي هم من يعانون من مشاكل الزواج المبكر للفتاة بعد ذلك، وهذا ما تركز عليه حملة جوازها قبل 18 يضيع حقوقها لتوعية الأهالي.
واشارت إلى أن من الحالات التي تأثرت بها، فتاة تزوجت بعد أن انهت امتحانات المرحلة الإعدادية، لكنها انفصلت عن زوجها بعد شهر واحد، وعاني الأهل لمدة 3 سنوات بسبب عدم إثبات الزواج، وبعد عدة جلسات تم الاتفاق على الطلاق، ولكي يتم إثبات الطلاق تم طلاقها في نفس يوم كتب كتابها، وذلك بعد ٣ سنوات معاناة.
وقالت جيهان حمدي، رائدة ريفية، أنهم يقدمون حملات توعية وزيارات منزلية للأهالي للتوعية بمخاطر الزواج المبكر، حيث أن الزواج المبكر يضيع حقوق الفتاة بسبب عدم إثبات الزواج قبل سن 18، بجانب المخاطر الصحية على الفتاة، وبالفعل بدأت العديد من الأسر في الاستجابة لأهداف الحملة وعدد من الأهالي تراجعوا عن زواج بناتهم في سن مبكر.
ومن الحالات التي تأثرت بها، فتاة مقبلة على الزواج في سن 14 عام، واستنجدت بها والدتها بعدما سمعت بحملة جوازها قبل 18 يضيع حقوقها، وقررت ان تذهب لوالدها وحكت له عن حالات الزواج المبكر والمشاكل التي واجهتها الحالات، ليقرر الاب ان يتراجع عن زواج ابنته في النهاية.
وقالت سامية عبد الكريم، رائدة ريفية، أن حملة وعي تعمل على تغيير العادات والتقاليد السلبية في المجتمع والتي منها زواج الفتيات قبل سن 18، وفي البداية لم يتجاوب الأهالي مع الحملة، ولكن بعد ذلك بدأ التجاوب حيث أن البعض أخبر جيرانه بالحملة وأهدافها وهو ما ساعد على انتشارها والتوعية بمخاطر الزواج المبكر.
ومن الحالات التي أثرت بها كانت والدة فتاة يرغب والدها في زواجها وعمرها 13 عام، واستغاثت بها والدتها، ولكن عندما ذهبت إلى والدها رفض النقاش معها وأصر على زواج ابنته وعدم تغيير عاداته وتقاليده، ولكنها قررت أن تقابل جدة الفتاة واقنعتها بمخاطر الزواج المبكر الاجتماعية والصحية على الفتاة، واقتنعت الجدة بكلامها، واجبرت والد الفتاة على رفض زواجها وعدتها للتعليم، حيث أن للجدة تأثير كبير على الأب.
وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعى برئاسة الدكتورة نيفين القباج حملة «جوازها قبل 18 يضيّع حقوقها»، فى إطار برنامج «وعى» للتنمية المجتمعية، في يونيو الماضي، بهدف توعية الأسر الأولى بالرعاية بخطر الزواج فى سن مبكرة تحت ١٨ عامًا، وتكوين رأى عام مناهض لزواج الأطفال، وتوضيح ما ينتج عنه من أخطار صحية واجتماعية خاصة للإناث، نتيجة مخاطر الحمل والولادة فى تلك السن كما تجوب المحافظات من خلال جولات ميدانية وعقد ندوات تثقيفية للأهالي والفتيات.