صدر حديثًا عن المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، ضمن سلسلة الكتاب الأول التابعة للإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، ديوان أشعار بالعامية المصرية بعنوان "كراكيب جدا" للشاعرة مى نجيب.
وقال الشاعر أحمد سويلم أن عنوان هذا الديوان يدلنا على أن نجد كراكيب وتناقضات وهواجس وأحزانًا مختلطة تعبر عنها الشاعرة وتحاول أن تقنعنا أنها عن تجربة شعورية معيشة؛ حيث إن صوت الحزن في هذا الديوان عالٍ ومؤكد، ويأخذ ألوانًا ووجوهًا متعددة، فأحيانًا نجده حزنًا شفافًا تعبر عنه الشاعرة بنبرة هادئة وتخرج منه بقيمة محاولة الحياة وارتشاف الأمل.
وأحيانًا أخرى نجده حزنًا قاتمًا يحيل إشراقة الحياة ليلا معتمًا، وتارة نجده حزنًا مؤقتًا لا تعترف به الشاعرة وتمضي في طريقها بلا تردد، وهي في كل هذه الحالات تسير على خريطة مشاعرها الصادقة، وهذا الإحساس لا تتخلى عنه في كل قصائدها لأنها على يقين بأن الشاعر يعيش ويعبر بإحساسه، فتعرض علينا كراكيب ذاتها بلا تزويق ولكن بأسلوب رشيق فني يلمس الوجدان بتنوع مضامينه، وطزاجة صوره، وقدرته على التأثير.
بينما يقول الدكتور زين الدين محمد عبد الهادي رئيس تحرير مجلة عالم الكتاب استاذ علم المعلومات - جامعة حلوان عن هذا الديوان ومن منطلق أن العنوان عتبة النص، فقد أجادت الشاعرة في اختيار عناوين قصائدها معبرة عما تصبو لوصفه من خلال الأبيات الشعرية المكتوبة.
ولم تغب عن الديوان لمحة الفلسفة التي تجسدت في القصيدة التي يحمل الديوان جزءا من اسمها (كراكيب)، أما على المستوى الاجتماعي، فالتصوير والتخيل حاضران في قصيدتي (الطريق) و(ضل عابر) واللتان تعبران عن مشاعر إنسانية عميقة وحزينة للغاية. وبالنسبة للوطن والذي أهدته الشاعرة عملها هذا واصفة إياه بأنه (يحتل كيانها) فهو متجسد في عدة قصائد مثل (على ترابها) و(أحلام شقيانة).
وتجربة ديوان كراكيب جدّا للشاعرة مي نجيب تعد إسهاما جيدا جدًّا على مستوى الرؤية والحس المرهف والقدرة على التعبير عن هموم البشر وخاصة شعور الغربة الطاغي على الديوان في قصائد مثل فــ الخفا، وشعور الانتماء للجميع والتضحية بالذات مقابل هذا العطاء الإنساني وهو ما جسدته قصيدة (مصلوب) التي لا تتعدى أبياتا معدودة لكنها مؤثرة وتمتلئ بالشجن والحس المرهف.
وجدير بالذكر أن السلسلة جاءت في إصدارها الثالث، ويرأس تحرير السلسلة الكاتب محمد ناصف رئس الإدارة المركزية للشعب و اللجان الثقافية، ويديرها كل من الدكتورة نعيمة عاشور والدكتور على الشيخ و سكرتارية تحرير سها صفوت.