خلال الآونة الأخيرة، بدأت معدلات الطلاق فى الزيادة، حيث سجل المركز القومي للتعبئة والإحصاء نحو 254 ألف حالة طلاق بنهاية العام الماضى 2020 حيث يرى الخبراء بأن الأرقام تكشف ظاهرة وأرجعوا أسبابها لزيادة ضغوط أعباء الحياة التى تسبب المشكلات الأسرية وتعزز الخلافات، كما أوصوا بالتأنى قبل قرار الارتباط زيادة فترة الخطوبة، لأن قرار الانفصال لا يرتبط بالزوجين فقد وإنما يؤثر على مصير أطفال لا ذنب لهم.
بحسب طاهر حسن رئيس قطاع الإحصاءات السكانية والتعدادات بالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إن الجهاز يهتم بالبحث فى العديد من القضايا المجتمعية مثل البطالة والزيادة السكانية والزواج والطلاق وقضايا الأحوال الشخصية، وقبل اتخاذ أية قرار أو رسم أية سياسة من اللازم دراسة هذه الظاهرة، ومن بينها الطلاق الذي أصبح ظاهرة.
وأضاف طاهر حسن، فى تصريحات صحفية، أن عدد حالات الطلاق بنهاية عام 2021 بلغ 254 ألف حالة، وهو عدد ليس بقليل ويتم تقسيم هذه الحالات من حيث الفئة العمرية لسن المطلق أو المطلقة، ومدة الحياة الزوجية حتى الطلاق، وكل معلومة من هذه المعلومات تعطى مؤشرات محددة.
وأوضح طاهر حسن، أن دور الجهاز هو تحضير وجدولة البيانات التي يحصل عليها الجهاز من مصادرها المختلفة مثل المحاكم وشهادات الزواج والطلاق المسجلة عند المأذونين.
وفي هذا السياق الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي، إن السبب الرئيسي في زيادة أعداد الطلاق خلال الفترة الأخيرة مقارنة بالأعوام الماضية يرجع إلى ضغط المجتمع الذي نعيشه مؤخرًا لأسباب عديدة من بينها المشاكل الأسرية وعدم التفاهم بين الزوج والزوجة كما جعل هناك حالات ظهرت في السوشيال ميديا مثل الزوج والزوجة الذي كان عقد قرانهما في كفر الدوار.
وأضاف فرويز، إن زيادة أعباء الحياة والمشاكل المادية والاقتصادية سبب مهم من أسباب الطلاق لذلك قرار الزواج قرار صعب لا بد من دراستة وإعادة الحسبة مرة أخرى قبل أخذ تلك القرار، خاصة أن قرار الطلاق لا يسبب أزمة للزوجة أو الزوج فقط ولكن الأبناء والمشاكل التي تلي الطلاق أصعب بكثير من مشكلة الطلاق.
وأوضح فرويز، لا بد وأن تكون هناك دراسة جيدة للزوج والزوجة في فترة الخطوبة وكيفية التعامل مع بعضهما خلال فترة الخطوبة لأن عدم القدرة على التواصل بين الطرفين يكون سبب رئيسي في زيادة معدلات الطلاق.
وفي نفس السياق قال الدكتور سعيد صادق الخبير الاجتماعي، لو نظرنا إلى مواقع التواصل الاجتماعي سواء كان فيس بوك أو تويتر أو واتس اب، لوجدنا أن تلك المواقع من أهم الأسباب في زيادة معدلات الطلاق مؤخرًا بسبب المقارنات المجتمعية التي يضعها الزوج والزوجة في الحياة على تلك المواقع والحياة التي يعيشونها مع العلم أن تلك الحياة افتراضية ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بالحياة الواقعية.
وأضاف صادق، أن الانفصال ليس حلًا ولكن هناك حلول أخرى يجب اتباعها قبل الطلاق وهي التفاهم وتحكيم العقل لأن قرار هدم الأسرة قرار صعب للغاية وخير دليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبغض الحلال عند الله الطلاق، وطالب صادق من الأب والأم مساعدة أبنائهم في تخطي تلك المشاكل وعدم اللجوء إلى الطلاق في الحالات المستعصية.