شهد دير الوادي بطور سيناء مساء أمس 25 يوليو الجاري مرور ومعاينة من آثاري منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ضمت كلًا من الآثاري أحمد الحشاش مدير مناطق آثار جنوب سيناء والدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء والآثاري تامر العراقى مدير الشئون الأثرية بجنوب سيناء وذلك لوضع تصور لأعمال ترميم دير الوادى بطور سيناء تمهيدًا لوضعه على خارطة السياحة المحلية والدولية في إطار التطوير الشامل من بنية أساسية وتجميل الميادين والشوارع وإضافة إنشاءات سياحية جديدة بالمدينة بتوجيهات مستمرة من اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بأن أهمية الدير تكمن في كونه الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادي حتى الآن حيث أن دير سات كاترين أضيفت عليه عدة تجديدات، وقد أطلق عليه دير الوادي لوقوعه بقرية الوادى التي تبعد 6 كم شمال طور سيناء والدير مسجل بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 987 فى 3 ربيع الآخر 1430هـ/30 مارس 2009 باعتبار منطقة حفائر دير الوادى– قرية الوادي- محافظة جنوب سيناء من الأراضى الأثرية وقد أنشئ كحصن روماني أعيد استخدامه كدير محصّن فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادي متوافقًا مع خططه الحربية لإنشاء حصون لحماية حدود الإمبراطورية الشرقية ضد غزوات الفرس كما أعيد استخدامه كأحد الحصون الطورية فى العصر الفاطمي كما ورد فى عهود الأمان من الخلفاء المسلمين المحفوظة بدير سانت كاترين كما عثر به على تحف منقولة هامة من العصر الفاطمى.
وأضاف الدكتور ريحان أن الدير ذكر فى وثيقة بمكتبة دير سانت كاترين رقم SCM- 224 كما يعتبر ضمن الحصون الطورية التى ذكرت بوثائق دير سانت كاترين لإعادة استخدامه كأحد الحصون فى العصر الفاطمى حيث عثر به على مجموعة أطباق من الخزف ذى البريق المعدنى الفاطمى فى إحدى الحجرات بالجزء الجنوبى الشرقى من الدير وصنج زجاجية بأسماء الخلفاء الفاطميين منهم المستنصر بالله.
وقد كشفت عنه بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية في أعمال حفائر منذ عام 1985 وحتى 1993 واشترك فى أعمال الحفائر حسب أسبقية العمل مفتشى الآثار محمد فهمى – أحمد عبد الحميد – عبد الرحيم ريحان – أحمد عيسى -محمد عمران – خالد عليان تحت إشراف عبد الحفيظ دياب مدير عام جنوب سيناء في ذلك الوقت ثم قامت البعثة اليابانية برئاسة الدكتور مؤتسو كاواتوكو بالعمل فى غربلة الرديم الناتج عن الحفائر وأعمال ترميم وحماية لعقود الدير ودراسة علمية للدير عام 1994.
ونوه الدكتور ريحان إلى مواد البناء وهى من الحجر الرملى المشذّب والحجر الطفلى وكتل الطوب المربعة التى أضيفت فى العصر الإسلامى والطوب اللبن الذى استخدم أساسًا فى الأسقف والأفران والمصارف الصحية، أمّا الأسوار والأبراج والدعامات والعقود فمن كتل كبيرة من الحجر، واستخدمت الكتل الصغيرة من الحجر والأحجار المكسورة والطوب فى بناء الجدران الفاصلة والمنشآت الأخرى، واستخدم ملاط من الطين كمونة لملئ الفراغات.
تخطيطه مستطيل مساحته 92م طولًا، 53م عرضًا، له سور دفاعى عرضه 1.50م، ويدّعمه ثمانية أبراج مربعة، أربعة فى الأركان وإثنان فى كل ضلع من الضلعين الشمالى والجنوبى، والأبراج المربعة طول ضلع البرج من الخارج 7.60م ومن الداخل 4.60م، وبكل برج دعامتين ملتصقتين بالجدارين الجانبيين يعلو كل منها طرفا رباط لعقد يرتكز على هاتين الدعامتين، وقد تلاحظ أن مهندس البناء قام بعمل أرضية حجرية أسفل الأبراج، وبالجهة الشمالية الشرقية خارج السور يقع مجرور الصرف الصحى للدير، ويضم الدير كنيسة رئيسية على طراز البازيليكا وثلاث كنائس فرعية وعدد 56 حجرة استخدمت قلايا للرهبان وحجرات لاستقبال الحجاج المسيحيين فى طريقهم إلى دير سانت كاترين ومنها إلى القدس، ويضم الدير مطعمة ومعصرة زيتون ومنطقة خدمات تشمل فرنا للخبز وفرنا صغيرا لعمل القربانة ورحى وبئرا ودورة مياه.