لا يختلف المكفوفون عن غيرهم من فئات المجتمع، من حيث الجد والاجتهاد والذكاء والعلم والمعرفة، بل إن بعضهم يتفوق فى ذلك على أقرناهم، لذلك حرصت الدولة على إدماجهم فى المجتمع، بالعديد بكل الطرق، فتعمل الدولة على تلبية مطالبهم، والاستفادة المثلى من مواهبهم وتشجيعهم، كى يكونوا مؤهلين للاندماج فى منظومة سوق العمل، فضلا عن دمجهم فى الحياة الترفيهية والتعليمية ومحاولة تسخير التكنولوجيا لهم.
وفى ذلك السياق؛ ناقش طلاب كلية الهندسة، بجامعة سوهاج، الإثنين الماضى، بعض مشاريع التخرج، والتى من ضمنها مشروع يختص بفاقدى البصر، فعرض طلاب قسم الهندسة الكهربائية، بشعبتيها هندسة الإلكترونيات والاتصالات، وعددهم ٣١ طالبًا، موزعين على ٤ مشاريع، وهى نظام توجيه يساعد الأشخاص فاقدى أو ضعاف البصر، وروبوت يساعد فى الكشف عن الألغام الأرضية، ونظام مراقبة صحية،ونظام لإدارة الفصل.
وهناك بعض الشموع المضيئة الأخرى التى قدمتها الدولة لهم وذلك مثل، «شاطئ ذوى الهمم» بالمندرة بمحافظة الإسكندرية، وهو أول شاطئ للمكفوفين على مستوى الجمهورية، والذى تم افتتحاحه فى شهر يوليو الجارى، ويأتى فى إطار توجيهات القيادة السياسية بتوفير أفضل الخدمات والرعاية لذوى الهمم.
كما نجد فريق «ممكن»، والذى يسعى دوماً لتمكين المكفوفين، من خلال توفير كل الوسائل المساعدة، وتوظيف التقنية لجعل حياتهم أفضل وتلبية احتياجاتهم.
وقال أحد أعضاء الفريق، إن من ضمن احتياجات الدارسين والطلبة المكفوفين فى كل المراحل التعليمية، أن تتوافر لديهم المواد التعليمية مطبوعة بشفرة برايل، بالإضافة لاحتياج الخريجين أيضا لذلك، سواء لطباعة بعض المراسلات المكتبية فى العمل، أو للقراءة الحرة أيضًا.
وأضاف"الفريق»: نسعى حالياً فى مبادرة جديدة للعمل على تصميم وتصنيع طابعة برايل شخصية للكفيف وللمؤسسات، تلبى احتياجات الكفيف بتصنيع محلى وتكلفة معقولة، لتتيح لعدد أكبر من المكفوفين إمكانية كتابة وطباعة الملفات الرقمية على الكمبيوتر إلى الأوراق بحروف بارزة مطبوعة بشفرة برايل؛ موضحاً أن الدكتور عبدالرحيم أحمد، من فريق ممكن، هو المسئول الأساسى عن نجاح مشروع العصا البيضاء.
وفى مشهد إنسانى جميل؛ استقبلت جمعية «متجمعين على الخير ببنى سويف»، تبرعاً من أهل الخير، عبارة عن عدد كبير من نسخ المصحف الشريفـ، بطريقة برايل، وتم توزيعه بالمجان على المكفوفين داخل الجمعية.
وكان جناح الأزهر الشريف، قد عرض نسخة تجريبية من المصحف بطريقة «برايل»، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى نسخته الـ٥٣، حيث قامت مطابع الأزهر، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتبنى مشروع طباعة المصحف الشريف بطريقة «برايل»، على أحدث نظم الطباعة، وذلك لتحقيق التعاون المجتمعى بين المبصر والكفيف فى حفظ وقراءة القرآن الكريم.
أما عن القطار الكهربائى بمحطة بدر، فحرص وزير النقل، كامل الوزير، على أن يكون هناك بلاط مخصص للمكفوفين، لتسهل عليهم عملية الركوب والخروج من القطار، كما حرص البنك الأهلى المصرى، على توفير ماكينات مصممة لخدمتهم فى العديد من فروع البنك، والتى يتم من خلالها التعامل بطريقة برايل وبواسطة سماعات لتسهيل عملية السحب عليهم.
بينما تم تنظيم ملتقى «عبق اللون الفنى» السبت الماضى، ١٦ يوليو، ضمن فعاليات مهرجان «جرش للثقافة والفنون»، والذى يشتمل على معرض للفن التشكيلى والفوتوغرافى، بالإضافة إلى إصدار «لوحة الحياة»، يبدعها عدد من فنانى ذوى الاحتياجات الخاصة، من ضعاف البصر وذوى الإعاقة البصرية والمكفوفين، حيث أدرج الملتقى المعنى بالأطفال المكفوفين ممن لهم شغف بالرسم وتمييز اللون بالرائحة بإقامة ورشة للرسم.
وكانت وزارة السياحة والآثار للتنمية المستدامة، قد دعمت مبادرة «عالم موازٍ للفنون المعاصرة لدمج ذوى القدرات الخاصة فى الفن»، والتى تهدف بشكل رئيسى إلى دمج ذوى الهمم فى المجتمع، إلى جانب العمل على جذب مزيد من الحركة السياحية من هذه الفئة على المستوى الدولى أو المحلى، من خلال إطلاق إعلانات دعائية مصورة بلغة الإشارة.
وتنفيذ أول خريطة بلغة برايل «للمكفوفين»، ومسابقات غوص وسباحة دامجة إلى جانب تصميم أول دليل فندقى بالفنادق المناسبة لذوى الهمم والمتاحة لهم علاوة على عروض فنية تبرز الثقافة والحضارة المصرية، كما أنه جارٍ العمل على طباعة عدد من النشرات والمواد الدعائية السياحية بطريقة برايل.
جدير بالذكر أن أول متحف تم تخصيص فيه قسم لتعليم وتدريب المكفوفين فيما يتعلق بالمتاحف وهو فى متحف أندريه بالسيدة زينب.
وافتتح الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وممثلو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يوم الأربعاء، الموافق ١٩ يناير الماضى، مركز خدمات ودعم ذوى الإعاقة بالمدينة الجامعية للطلبة، يكون شعاره «جامعة متاحة كليًا» تحقق مبدأ الدمج وتكافؤ الفرص للطلاب ذوى الإعاقة.
وقبل ذلك تمَّ تدريب أبناء الصحفيين على أحدث التقنيات التكنولوجية لتحويل المناهج الدراسية، إلى فيديوهات كرتونية؛ والتى تُساعد الطلاب المكفوفين على الفهم والتحصيل، علاوة على أن هذه الأفلام بلغة الإشارة سيؤدى إلى سرعة استيعاب الأطفال الصم وضعاف السمع للدروس التعليمية.
فى هذا الإطار تنشط جمعية الكرمة للمكفوفين والمسنين بشبرا، فى تعليم ودمج المكفوفين داخل المجتمع، من خلال تتنمية مهاراته بما يتماشى مع تطور منظومة العمل، بالإضافة إلى «مبادرة من حقى أعيش فى النور» والتى تهدف إلى تعزيز مهارات المكفوفين والاستفادة من قدراتهم اللامحدودة لتوظيفهم.