«خلاص مبقتش قادر على الدنيا دى»، هذا كان لسان حال «سيد» صاحب الـ٣٧ عاما، بعدما تركته زوجته وطلبت الطلاق، فبعد فترة من معاناة التفكير هداه عقله للتخلص من حياته شنقاً داخل أحد المساجد.
القصة بدأت عندما تزوج «سيد» قبل عامين، وكللت تلك الزيجة بـ٣ أطفال، بينهما توأم، لكن يشاء القدر أن يولد التوأم مصابين بإعاقة ذهنية.
عانت الأم من تربية أطفالها خاصة التوأم نظرا لاحتياجهما لرعاية خاصة ومصروفات، تلك المعاناة ازدادت مع حالتهم المادية المعدومة.
وقررت التخلى عن زوجها وأطفالها، و كل تلك الأعباء، والتوجه إلى منزل أسرتها.
حاول «سيد» إعادة زوجته لعش الزوجية، لكنه فوجئ بطلبها الطلاق، لكنه رفض تطليقها أملا فى أن تعدل عن قرارها وتعود لبيتها وأطفالها.
أصيب «سيد» بحالة نفسية سيئة، بعد تخلى زوجته عنه وتمسكها بطلب الانفصال، وأصبح بشبه الرجل الذى فقد عقله.
ترك «سيد» هو الآخر أطفاله الثلاثة لأسرته، دون أن يبالى أو يهتم بأنهم فى حاجة لرعاية والدين بسبب الظروف الخاصة للطفلين التوأم ذوى الإعاقة، وأخذ يجول فى الشوارع ليل نهار دون عمل أو مسئولية، حتى شعر بأن حياته ليس لها معنى وأنه خسر زوجته وأطفاله، وجاء الفصل الأخير لتلك القصة المأساوية وقرر إنهاء حياته بيده.
فتسلل إلى أحد بيوت الله «مسجد» فجراً، فوجده مغلقا، فقفز من أحد النوافذ وتمكن من الدخول، وأعد لنفسه مشنقة بداخله ليكتب السطر الأخير لحياته داخل بيت الله.
تلقى الرائد أحمد فرحات رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها العثور على جثة أحد الأشخاص مشنوقا داخل مسجد سيدى عمر بدائرة المركز.
وعلى الفور انتقلت قوة أمنية برئاسة النقيب إبراهيم فاروق معاون مباحث المركز، وبالفحص تبين العثور على جثة «سيد س» فى العقد الثالث من عمره مشنوقا ومدلى بحبل مربوط نهايته بجنش المروحة وبسؤال أهل المتوفى أفادوا بإقدامه على إنهاء حياته لمروره بأزمة نفسية ولم يتهموا أحدا بالتسبب فى ذلك ونفوا وجود شبهة جنائية فى الواقعة، وهو ما أكدته تحريات المباحث وتقرير مفتش الصحة المبدئى وجرى نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
