وزير الخارجية الروسي:
لن يكون هناك أي مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا قبل أن تقر بعدم تدخل واشنطن ولندن في شؤونها
أمريكا تنصب نفسها زعيمة العالم.. وتتدخل في علاقات الدول ببعضها البعض
هناك شراكات عديدة بين مصر وروسيا.. وسنصدر لقاح لمكافحة أوميكرون وجدري القردة
قمة روسية أفريقية منتصف العام المقبل.. وأمريكا تسعي لفرض نظام القطب الواحد
روسيا تدعو منذ شهرين لفتح المضايق لتمرير القمح والحبوب.. وانتظرنا طويلا لتطهير الممرات البحرية من الألغام
عقد وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الأحد جلسة مباحثات موسعة مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، ناقشت ملفات هامة، ولافتًا إلى أنالعلاقات بين القاهرة وموسكو تطورت علي كافة الأصعدة وفي كل المجالات.
وقال وزير الخارجية سامح شكري، إن نظيره الروسي سيرجي لافروف، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح اليوم الأحد وتشرف بلقائه، كما عقدا الجانبين المصري والروسي جلسة مباحثات موسعة، شملت تداول عميق لمجمل العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا وهي علاقات تاريخية تتسم بالصداقة في مجالات كثيرة.
وأضاف شكري، نتطلع لاستمرار التعاون الوثيق علي أساس الاحترام المتبادل والعلاقات الدولية والقانون الدولي وهذه أهم العناصرالتي تجمع البلدين ومصلحة الشعبين
وتابع "شكري"، لدينا الكثير من مجالات التعاون الاقتصادية ومشاريع دولية كبري ونستمر في معدلات التنفيذ الوثيقة لهذه المشاريع، وقد تناولنا القضايا الدولية وفي مقدمتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ومصر ترى أن هناك أهمية في التوصل إلى حلول دبلوماسية وسياسة، والعمل إلى التوصل لسياسية دبلوماسية تخفف التبعات التي ترتبت علي الأزمة والتي بدورها مست أيضا مصر في مجالي الطاقة والأمن الغذائي وتأثرها بالتضخم وسلاسل الإمداد والتي يجب أن نتجنبها جميعا لأنها تأتي في أعقاب جائحة كورونا.
وقال شكري، لقد تحدثنا بإسهاب عن القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والأوضاع الإقليمية في ليبيا وسوريا والعمل علي تحقيق الاستقرار والأمن في كل مواضع التوتر وعلى مستوى العلاقات الدولية العلاقات المصرية مع مجموعة بريكس وحوار شنغهاي.
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره المصري: لقد زرت مصر علي رأس وفد تم استقباله من الرئيس عبدالفتاح السيسي وقمنا بإجراء حوار بناء ومفاوضات بناءة ونعبرعن رضانا علي مستوي العلاقات بين مصر وروسيا والتي تطورت بشكل كبيرعلي خلفية توقيع الشراكة المصرية الروسية في قمة سوتشي.
وأشار لافروف، إلى أن هناك تطور بناء في العلاقات المصرية الروسية وكان هناك مؤتمر بطرسبرج الدولي وكانت مصر دولة شرف فيه وزاد حجم التبادل التجاري والاقتصادي حوالي ٤ مليارات دولار أي حوالي بنسبة ٥٪ زيادة في حجم الشراكة بين مصر وروسيا
وهناك أيضا اللجنة الحكومية المشتركة في التعاون الفني بين البلدين، ونحن قمنا بالإعداد الجيد للجنة الحكومات المشتركة والتي تسهم بين العلاقات الاقتصادية في كل المجالات
و يتم تنفيذ مشروع الضبعة المحطة النووية وكانت هناك الصبة الخرسانية الأولى كما أن هناك أيضا منطقة صناعية روسية تنبي في مصر، بالإضافة إلى التعاون في المجال الاقتصادي الصناعي، وهناك صفقة كبيرة في توريد عربات السكة الحديد بالتعاون مع روسيا والمجر ونحن نلتزم بتنفيذ كافة التزاماتنا وكان هناك اتصال تليفوني بين الرئيسين، ومناقشة كافة سبل التعاون بين البلدين.
وأضاف وزير الخارجية الروسي، أن هناك شراكات بين مصر وروسيا في مجالات عدة حيث أننا سنحتفل بالعام الرسمي للتعاون الإنساني المصري الروسي هذا العام قريبا،
أيضا في جائحة كورونا تم تصدير لقاح سبوتنيك الروسي وتم اعتماده في مصر، ويتم إعطائه للرياضيين المصريين المشاركين في مسابقات دولية في الخارج وهناك أيضا مشروع لقاح جديد يتغلب علي أوميكرون وجدري القردة.
تحدثنا أيضا عن دور مصر في افريقيا وشمال أفريقيا حيث أننا يجب أن نتخلص من هذه الأزمة في الشرق الأوسط خاصة الصراع العربي الإسرائيلي وتسوية الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية بوساطة مصرية وأن يكون هناك حل سلمي للدولتين.
وأشار لافروف إلى أن الحديث تطرق حديثنا إلى ليبيا وعن ليبيا نحن نرى أنه يجب دعم الأمم المتحدة لمسعاها لتسوية الأوضاع في ليبيا وأن تتم كافة هذه المساعي وفق مجلس الأمن والمؤسسات الدولية ويجب أن يتم دعوتها ويكون لها قرار، وفيما يخص سوريا يجب يكون هناك حل بالاعتراف بوجود روسيا علي أراضيها وحق سوريا في تقريرمصيرها.
وألمح لافروف، إلى قمة روسيا وإيران وتركيا والتي عقدت منذ أيام أنه كان هناك منصة لتسوية ازمة سوريا ويجب أن يعمل المجتمع الدولي للوصول إلى حل وسط يضمن وجود روسيا في سوريا.
واستطرد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حديثه قائلا: لقد تحدثنا عن وضع العملية الحربية في أوكرانيا،و ذكر شركائنا المصريين ضرورة الحل السياسي السلمي والدبلوماسي ولكن أمريكا تحاول فرض نظام ذو قطب واحد علي العالم وروسيا يهمها الحقوق الوطنية للشعوب الروسية وضمان الأمن القومي لروسيا وقمنا بإجراءات مشتركة لتوضيح الصورة وشرحنا وجهة نظرنا كاملة وسيكون هناك تعاون بين روسيا والجامعة العربية لتوضيح وجهة النظر الروسية إلى الدول العربية.
وعن التعاون بين روسيا وأفريقيا، أوضح لافروف أن هناك قمة قريبة أفريقية روسية وهي النسخة الثانية من القمة حيث أن القمة الأولى عقدت في سوتشي ومن المقرر إقامة القمة الثانية في منتصف العام القادم في إحدى الدول الأفريقية.
وقال وزير الخارجية الروسي: نحن نرحب كافة المبادرات التي يقوم بها الجانب المصري للانضمام لقمة شنغهاي وستشارك مصر أيضا في قمة البريكس وكل المشاركات الدولية ندعم مصر في المشاركة بقوة أكثر في كل المحافل الدولية.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الأزمة الغذائية العالمية وجائحة كورونا العالمية كانا بمثابة أخطاء ارتكبها الغرب في مجال الغذاء وأيضا إصدارهم عملات ليس لها غطاء وعلى عجل وبشكل اصطناعي والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر فهذه التحركات التي اتخذت في الفترة الأخيرة كانت خاطئة.
وأضاف لافروف: نحن لا نطلب الغاء العقوبات الغربية علي روسيا نحن سنقوم بتطوير اقتصادنا أولا أما فيما يخص موضوع الغذاء زملاءنا الغربيون لابد أن يتقبلوا بهذا الوضع ويتخلون عن ممارستهم من أنفسهم فلم تكن هناك عقوبات ولكن تم فرض عقوبات في الحال ضد بعض الشركات الروسية التي تضمن توريد الغذاء ومدفوعات الغذاء والبنوك الروسية خاصة بنك روس بنك بالإضافة إلى تصرفات أخرى كمنع دخول السفن الروسية إلى البلاد الأوروبية والعكس.
وأشار لافروف، إلى أنه تم فك على الموانئ الأوكرانية من قبل روسيا والجزء الآخر يتضمن فك الحصار عن القمح الروسي، الذي دخل مع العقوبات المصطنعة التي فرضها الغرب، موضحا أن روسيا تدعو منذ شهرين إلى فتح ممرات ومضايق في البحر الأسود حتي في مضيق البسفور، لأن هذه الممرات ستضمن وصول الحبوب وعلى تركيا إزالة الألغام التي تم تلغيم بها هذه المضايق، مؤكدا أن روسيا انتظرت شهور عديدة حتي يقوم أحد بإزالة الألغام وتطهيرالمياه منها منعا لأي كوارث، وعن الاستفزازت الروسية فنحن لا نسمح بأي استفزازات في ملف توريد الغذاء، ولقد تم توقيع اتفاقية في هذا الشأن وقاموا بمحاولة توريد القمح الأوكراني فقط، أما القمح الروسي الذي يفوق بكثير حجم القمح الأوكراني تم تأجيله فيما بعد وتم الاستياء من هذا النهج في حل هذه المشكلة من قبل الأمين العام للأمم المعتمدة، وقال إن هذا انتهاك لبعض المؤسسات.
وعن القضايا المتعلقة بالقمح الأوكراني أضاف سيرجي لافروف، أن هذه القضايا يتم حلها في مركز المفاوضات الذي أقيم في إسطنبول لإصدار الحلول ولعقد المفاوضات، مشيرا إلى أن تركيا منوطة ومسؤولة عن تأمين سفن الشحن بالغذاء وذلك بمساعدة سفنها الحربية وضمان ألا تدخل أي أسلحة لأوكرانيا ضمن السفن المحملة بالأقماح.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أنه ليس لدينا الآن طريقة لاستئناف المفاوضات بشكل موسع بدء من رئيسي الدولتين روسيا وأوكرانيا ولن يكون هناك أي مفاوضات قبل أن تقتنع أوكرانيا بأنه لن يتدخل أي أحد سواء من لندن أو واشنطن في هذا الشأن، وأكررها الخيار الآن عند الأوكرانيين، نتدارك أي نهاية ستأتي وسيكون هناك موقف صعب بالنسبة للجانب الأوكراني.
وأشار لافروف إلى أنه فيما يتعلق بمؤتمر روسيا وأفريقيا، سيكون في منتصف العام القادم بقرار الرئيس بوتين وهناك لجنة تنظيم كبيرة له وسوف أطير اليوم من هنا إلى أديس أبابا عاصمة أثيوبيا، وسوف التقي رؤساء الدول الأفريقية التي سأزورها ومنها أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك لإعداد القمة العام القادم، وسنمدد الأطر الرئيسية لإنجاح هذا الموتمر، وسوف نبلور أهداف هذه القمة قريبا، وسوف تتطرق إلى ملفات كثيرة في الطاقة مجال التعليم والثقافة وغيرها.
أما عن القلق الأمريكي من روسيا و الدول الأفريقية فقال وزير الخارجية الروسي: هي علاقات قوية تمتد للعديد من السنوات ولقد ساعدنا كثير من الدول الأفريقية في استقلالها ووتحريرها، ومشكلة أمريكا أنهم ينصبون أنفسهم زعماء للعالم ويريدون أن يتدخلوا في علاقات الدول ببعضها البعض، فليشغلوا أنفسهم بأشياء أخرى.