كارثة المال العام في مصر، يجب أن نسميها كارثة؛ لأن ما يحدث يحتاج إلى وقفة من كل شخص فينا، كلنا لازم نوعي اللي حوالينا بأن المال العام دا بتاعنا، وإن أي تلفيات فيه إحنا اللي هندفعها
من كام يوم عشنا حالة جدل كبيرة، على فرض رسوم على ممشى أهل مصر، وهو ما تحدث عنه الدكتور الدكتور عبد الخالق إبراهيم مساعد وزير الإسكان، وحين تحدث المسئول صدمت بكارثة أكبر من فرض الرسوم، مع التأكيد على أن فرض الرسوم مشكلة بكل تأكيد، لكن الأزمة كانت في توضيح المسئول أنه الممشى تعرض لتلفيات عديدة خاصة في فتره العيد قدرت بحوالي ٥ ملايين جنيه.
تخيل أن نتسبب في سلوكياتنا في إهدار 5 ملايين جنيه، لنفسد فرحة الآخرين بمشاريع الدولة، حقيقي من الصعب أن أتخيل أن يقوم مواطن بإتلاف المشاريع سواء أكان الأمر عمدًا أو بدون قصد، لكن الأكيد أن من قام بذلك لا يدرك أن هذا ماله في الأساس.
يحتاج الموضوع إلى وقفة حقيقية مننا جميعا، نتحدث ونذكر ونوضح، حتى نستطيع أن نتمتع بإنجازات الدولة، لأن طبعا هذه ليست المرة الأولى، التي تتعرض فيها المشروعات إلى تلفيات بهذا الشكل، فمنذ فترة صرح وزير النقل أيضا بأن هناك سرقات لكابلات ومواسير الصرف الموجودة، مثلا في مشروع مترو الخط الثالث، أو كابلات القطارات التي تتسبب في حوادث لا قدر الله أو على الأقل تأخيرات يتحمل تبعاتها المواطن قبل المسئول.
ثقافة إفساد المال العام، بنشوفها من الأطفال، والنشء الصغير اللي طالع، نجد مثلا الأطفال يرجمون القطارات بالطوب، ليتسببوا في تلفيات أو إصابات للركاب، أيضا شاهدنا أطفال صغار يتنافسون على من يقذف لمبات الإضاءة العمومية في الشوارع والأعمدة بالطوب، وبالتالي الموضوع يحتاج إلى وقفة ياسادة، بدءا من الأطفال وحتى الكبار.
أيضا أذكر حضراتكم بمحور روض الفرج في بداية عمله كانت الناس سعيدة بهذا المشروع، وشاهدنا من يلتقط صورا تذكارية على الأرضية الزجاجية، ولكن لم تدم الفرحة طويلًا وحدثت أعمال تخريب بمبالغ ضخمة، وهو ما يطرح السؤال لماذا؟ لماذا قد يفسد أحدهم مشروعًا عاما، لماذا نخرب بدون هدف؟.
من يدفع ثمن هذه التلفيات، وإذا توقفت الصيانة، من الخاسر الأول، نحتاج إلى وقفة يا سادة، لدينا مشكلة كبيرة بل كبيرة جدا بلا شك.
في الأخير، أؤكد أن كل هذه المشاريع ملك للشعب قبل الدولة، والشعب هو المستفيد الأول منها، وهو الخاسر الأول أيضا من التلفيات، لأننا بدلا من أن نقوم بالصرف على مشاريع جديدة، نصرف الملايين بل المليارات على مشاريع قائمة بالفعل، وبالتالي أدعو إلى إطلاق حملة توعية ليست على شاشات التلفاز، بل في الشوارع والجمعيات الخيرية والأحزاب ومواقع التواصل الاجتماعي، حملة توعية يقودها الشعب من أجل نفسه، يجب أن ندرك أن المشروع العام، هو ملك لك مثل بيتك وسيارتك، فهل يمكن أن تقوم بإفساد بيتك عمدًا؟