سعت جامعة الأقصر، إلى تدشين مركز للنهوض بالحرف التراثية وتحويلها لصناعات مميزة، وما يصاحبها من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وذلك في إطار تنفيذ إستراتيجية الدولة التي تهدف إلى دعم مثل هذه الفنون، وتشجيع الشباب على تعلم الحرف، وإقامة المشروعات في ذلك المجال مما يوفر فرص العمل، كما يحافظ على هوية المحافظة.
وجاء على الهيكل التنظيمي لمركز التراث وتنمية الحرف التراثية واليدوية والتقليدية بكلية الآثار بالأقصر، الدكتور محمد محجوب عزوز رئيس جامعة الأقصر، كرئيس لمجلس إدارة المركز، والدكتور بدوي إسماعيل، عميد كلية الآثار، نائب رئيس المركز، والدكتورة رضا عطا الله مدير المركز، والدكتور محمد إمام نائبًا عن رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي، وعدد من الأعضاء.
ومنذ تم التدشين خلال الفترة الماضية، وحتى اليوم، تم العمل على عقد بروتوكولات تعاون بين مركز تنمية الحرف التراثية والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بكلية الآثار جامعة الأقصر، وعدد من المؤسسات المهتمة بالتراث، كما تم تنظيم عدد من التدريبات وورش العمل، مثل عقد المنتدى الدولي الثاني للمركز تزامناً مع احتفالات العالم باليوم العالمي للمتاحف تحت عنوان: الاستراتيجيات التكنولوجية الحديثة في حفظ وتوثيق التراث المتحفي، كما تم عقد دورة تدريبية حول أساليب وتقنيات كشف تزوير وتزييف الآثار والمخطوطات، والتي حاضر بها الدكتور مدين حامد، خبير تزوير وتزييف الآثار والمخطوطات ومدرس ترميم الآثار والمخطوطات بكلية الآثار جامعة الفيوم.
وحول أهمية المركز وأنشطته، قال الدكتور محمد محجوب عزوز رئيس جامعة الأقصر، إن الجامعة أصبحت تمتلك مركزين للتراث إحداهما بكلية الآثار والآخر بكلية السياحة والفنادق والاثنان على استعداد للتعاون من أجل تنمية أنشطة مشروعات الشباب، مؤكدا أن الجامعة تحرص دائماً على المشاركة في دعم وتطوير الحرف التراثية بالمحافظة وتحويلها لصناعات ناجحة، في إطار تنفيذ إستراتيجية الدولة ٢٠٣٠، التي تهدف إلى دعم الفنون الحرفية وتشجيع الشباب على تعلم الحرف والفنون اليدوية الراقية، مشيدا بما حققه المشروع خلال الفترة الماضية، من تنمية للحرف اليدوية وتشجيع الشباب على تنمية ثقافة العمل الحر لديهم، مؤكدًا على دور الحرف اليدوية كمصدر بديل للدخل وعامل مساعد للنهوض بالاقتصاد الوطني.
وأشار رئيس الجامعة، إلى ضرورة رفع القدرة التنافسية في الحرف التقليدية، خاصة أن معظم الدول تتجه إلى توطين القطاعات الحرفية، لجدب الاستثمارات المحلية والأجنبية بحيث تدخل هذه القطاعات ضمن التكتلات الصناعية والإنتاجية في الدولة، مشيراً إلى أنه تم التوجيه بتفعيل دور مركز الحرف التراثية من خلال تكثيف التعاون مع الجهات المعنية بما يسهم في خدمة أبناء المجتمع الأقصري، مقترحًا تنفيذ أطلس للمواقع الأثرية بعاصمة السياحة يكون دليلًا ومرشدًا فضلًا عن مساهمته في توثيق التراث الحضاري لمدينة الشمس.
من جانبه، أكد الدكتور بدوي إسماعيل، عميد كلية الآثار بالأقصر، أنه تم العمل على تقديم مجموعة من البرامج التدريبية في مجالات الحرف التراثية واليدوية والتقليدية والصناعات المحلية لرفع الوعي بأهمية تلك الحرف، خاصة في ظل الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية لدعم وتطوير المنتجات التراثية وإحياء التراث الذي يمثل تاريخ وحضارة الدولة، مشيراً إلى أن تم توقيع عدة بروتوكولات خلال الفترة الماضية مما يبرهن على حرص الجامعة وتبنيها دورًا بارزًا في قيامها بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع، كما يؤكد دورها القوي في دعم والحفاظ على هوية الأقصر، بالتزامن مع تطبيق دليل الهوية البصرية الخاص بها والذي بدوره يحقق سمة شخصية جاذبة لمدينة الأقصر.
فيما أوضحت الدكتورة رضا عطا الله مدير المركز، لـ"البوابة نيوز" أنه في إطار النهوض بالمركز والاهتمام به فقد وافق مجلس جامعة الأقصر، على التعاون مع المجلس الدولي للمتاحف «ICOM» في مجال تقديم الدورات التدريبية المشتركة في مجال حفظ التراث والحرف التقليدية، موافقة مبدئية استعدادًا لعقد بروتوكول تعاون في هذا الشأن.
وأشارت، إلى موافقة المجلس على طلب مخاطبة وزارة المالية وبيت الخبرة لتجديد اعتماد لائحة «مركز تنمية الحرف التقليدية والصناعات المحلية والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر» القديمة بعد تعديل مسماها من لائحة المركز بجامعة جنوب الوادي، إلى جامعة الأقصر، فضلا عن الموافقة عن عقد ورش عمل تدريبية في فن النول اليدوي لطلاب كلية الآثار، وفتيات وسيدات قرى حياة كريمة، ضمن الأنشطة التدريبية للمركز بالتعاون مع مؤسسة آفاق للتدريب والتنمية الشاملة بالأقصر، كما تمت الموافقة على عقد بروتوكول تعاون بين المركز وجهاز تنمية المشروعات بالأقصر في مجالات دعم الحرف التراثية واليدوية.
وتابعت، أنه تم عقد بروتوكول تعاون مشترك بين المركز ومؤسسة المنارة والضحى للتنمية الشاملة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وذلك في مجالات التطوير والتدريب على الحرف التراثية والصناعات اليدوية والتقليدية، لافتة إلى أن عقد مثل هذه البروتوكولات يهدف إلى رفع كفاءة الطلاب والطالبات بالجامعة من جهة، ويوفر دعم فني وتدريبي للمجتمع الخارجي لاسيما أسر حياة كريمة بقري الأقصر من جهة أخرى، كما سيتم عقد عدة دورات تدريبية لذوي الهمم من الأكفاء والصم والبكم وقصار القامة في مجالات صناعة الإكسسوار كحرفة يدوية يسهل تدريب ذوي الهمم عليها يعقبها مجموعة من ورش العمل والدورات التدريبية التي تستهدف المجتمع المدني، ضمن خطة المركز لتفعيل هذه الاتفاقية.
واختتمت رضا تصريحاتها، إلى أن من بين أنشطة المركز المقبلة الانطلاق إلى الجنوب، حيث تم الموافقة على قبول دفعة جديدة من محافظة أسوان للتدريب في قسمي صناعة الحلي، وفن تشكيل الخرز في إطار أنشطة مشروع "حلي أسوان" وهو مشروع قائم على تمويل مشترك من عدة جهات، حيث سيقام التدريب الأول في صناعة الحلي لمدة 6 أشهر متضمن التدريب النظري والعملي، ويقام التدريب الثاني في فن تشكيل الخرز، لمدة شهرين على أن يتم البدء في تلك التدريبات خلال شهر أغسطس ٢٠٢٢.